الروبوت الطبيب... مستقبل الجراحة

الروبوت الطبيب... مستقبل الجراحة

21 مايو 2016
قد يغزو الروبوت الجراح غرف العمليات مستقبلاً
+ الخط -
قام باحثون من المركز الطبي الوطني للأطفال وجامعة جونز "هوبكنز" بالولايات المتحدة الأميركية باختبار ناجح لروبوت جراح جديد استطاع إجراء عملية جراحية تجريبية لأمعاء حيوان، حيث أظهرت النتائج الأولية قدرة الروبوت على تأدية مهمته بمهارة ودقة متناهيتين، من خلال قيامه بقطع معي الحيوان وإعادة خياطته بشكل مثير للانتباه.

وأشار الباحثون أن عملية خياطة نسيج الأمعاء تعد من بين أصعب المهام بسبب الرخاوة الشديدة التي تتميز بها. وأظهر الروبوت الذي أطلق عليه اسم STAR (Smart Tissue Autonomous Robot) تفوقه على الجراحين أثناء التجربة التي قام بها الباحثون، حيث قام الروبوت بخياطة أمعاء الخنزير بدقة أكبر وبنسبة خطأ أقل مقارنة بالطبيب الجراح، غير أن الروبوت استغرق مدة أطول لإكمال مهمته.

واعتبر بيتر كيم وهو أستاذ في الجراحة بجامعة جورج واشنطن ومن المساهمين في تطوير الروبوت خلال مقابلته التي أجراها مع مجلة Science Translational Medicine العلمية، أن الاعتماد على هذا النوع من الروبوتات في غرف العمليات دون تدخل الإنسان يعتبر أمراً بعيد المنال، إلا أن هذا النظام الجديد من شأنه أن يساعد الجراحين أثناء تأديتهم لمهامهم. كما سيساهم في تحسين نتائج ومستوى أمان العمليات الجراحية.

وسيساعد الجراحين بشكل ملحوظ في تسريع العمليات الجراحية عن طريق تكليف الروبوتات بأداء المهام الروتينية البسيطة التي لا تتطلب ذكاءً كبيراً، مما يتيح فرصة التركيز للجراحين على المهمات الصعبة التي تتطلب تدخل الإنسان.



ومن الناحية التقنية، يتكون روبوت STAR من أدوات جراحية ونظام استشعار متطور وكاميرا للتصوير ثلاثي الأبعاد. بالإضافة إلى أداة للتصوير الحراري. ويتم التحكم في جميع هذه الأجهزة بواسطة نظام خاص على الحاسوب.

وتعتبر عملية تطوير روبوتات تعمل بشكل مستقل من بين التحديات الكبيرة التي يطمح الفريق الباحث إلى تجاوزها، حيث أشار الباحثون أن روبوت STAR يحتاج المساعدة في حوالى 40 في المئة من إجمالي الخطوات التي يقوم بها، وهو ما يعني ضرورة تدخل الطبيب الجراح لتوجيهه.

وأشار بيتر كيم أنه يمكن تشبيه وضع الروبوتات الجراحة حالياً، بالطريقة التي عرفها تطور السيارات ذاتية القيادة، والتي كانت قبل سنوات تتوفر على خاصية الركن التلقائي لتصبح فيما بعد قادرة على قيادة نفسها تلقائياً، مما يجعل إمكانية تطوير روبوتات قادرة على إجراء العمليات دون الحاجة إلى مساعدة الإنسان أمراً وارداً.

دلالات

المساهمون