قال اللواء جبريل الرجوب، رئيس اتحاد كرة القدم الفلسطيني، إن الاتحاد أعد وثائق حول الجرائم، التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الرياضيين الفلسطينيين والمنشآت الرياضية، خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث استشهد 27 رياضيّاً حتى الآن خلال العدوان.
حديث الرجوب جاء خلال مؤتمر صحافي، عُقد اليوم في مقر أكاديمية جوزيف بلاتر في مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية، بحضور المدير التنفيذي لوزارة الشباب والرياضة المصري، عماد البناني، وممثلين عن اتحادي الأردن وتونس الرياضيين إلى جانب ممثل عن جامعة الدول العربية.
وقدم اللواء جبريل الرجوب للوفود المشاركة إحصائية بالأضرار، التي لحقت بالرياضة الفلسطينية في الضفة وغزة خلال الحرب، وتمثلت بسقوط ٢٧ شهيداً، اثنان منهم في الضفة الغربية، وأن ١٨ شهيدا كانوا يمارسون الرياضة، وجزء منهم أعضاء في المنتخب الوطني، كما أصيب ١٢ رياضيا آخرين، من بينهم نائب رئيس اتحاد كرة القدم، ونائب رئيس اللجنة الأولمبية.
وأضاف الرجوب أنه تم تدمير ٣٢٣٨ منزلاً لرياضيين ومتطوعين في مجال الرياضة، ١٠٤ منها تم تدميرها بشكل كامل، فيما تعرض ١٣٤ للتدمير الجزئي، إلى جانب تدمير ٣٠ منشأة رياضية، من ضمنها ملاعب وصالات رياضية ومقرات أندية، من بينها مقر اتحاد كرة القدم الفلسطيني، وطالب بتقديم الدعم لإعادة بناء تلك المنشآت، التي تم تدميرها، وإعالة أسر الشهداء، وتأمين المسكن للرياضيين، الذين تدمرت بيوتهم.
وأكد أنه سيتم حمل هذه الوثائق والبيانات إلى كافة المحافل الدولية، وكافة المنظمات، التي لها علاقة بالرياضة، إلى جانب مؤسسات حقوق الانسان الدولية، لمحاكمة ومساءلة الاحتلال على جرائمه، التي ارتكبت بحق كافة الرياضيين الفلسطينيين في الضفة وغزة.
ولفت الرجوب إلى أن الاتحاد جهز رسالة خطية لرئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب، طالب فيها باجتماع طارئ يعقد في فلسطين، حول الوضع الراهن المتعلق بجرائم الاحتلال، ومناقشة انتهاكات وجرائم الاحتلال الاسرائيلي كافة، من أجل الانتصار للشعب والشباب الفلسطيني، وقال إن ما يحصل للفلسطينيين، يعود بالضرر على الأمن القومي العربي، ومصالح العرب، وإن وقفة العربي مع الفلسطينيين يجب ألا تكون من جانب التعاطف الانساني وتقديم المساعدات، وقال: "نحن نبحث عن إرادة عربية موحدة لمواجهة هذا الاحتلال"، وتابع بأن الرياضة في فلسطين هي منبر لتعرية ممارسات الاحتلال العنصرية، ومنصة لعرض القضايا الانسانية.
وطالب من الوفود العربية أن تكون مساءلة الاحتلال الاسرائيلي جزءاً من الأولويات لدى الدول العربية، وبحاجة أيضا إلى قرارات لمقاطعة الاحتلال الاسرائيلي ومساءلته، إلى جانب مطالبته بتشكيل لجنة عربية لمواجهة الاحتلال ومحاصرته في كل المنابر، التي لها علاقة بالنشاطات الرياضية.
ولفت إلى أن الفلسطينيين لن يقبلوا بحل وسط إلا بإخضاع الاحتلال بالمواثيق والقوانين الدولية، وأهمها أحقية الرياضيين الفلسطينيين بممارسة الرياضة، ككلّ الرياضيين في العالم.
في وقت أكد فيه الرجوب إلى أن وجود وزير الشباب والرياضة المصري، ومندوب عن جامعة الدول العربية، وكيل المجلس الأعلى للشباب والرياضة الأردنية، إلى جانب بعثة تونسية، هو رسالة مهمة سوف تساهم في نقل المعاناة، التي يعيشها الفلسطينيون، لا سيما الرياضيين منهم، من خلال مشاهدتهم واحتكاكهم بشكل مباشر لحجم العذاب، والممارسات الاسرائيلية، التي يعيشها الشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى وضع الرياضة الفلسطينية على أجندة جامعة الدول العربية.
من جهته، قال المدير التنفيذي لوزارة الشباب والرياضة، المصري عماد البناني، إن الوفود العربية قامت بمعاينة الظروف المحيطة بالفلسطينيين، وعايشت التجربة، التي سيتم نقلها إلى الدول العربية، لا سيما أن الشعب الفلسطيني شعب محب للحياة، وأشار إلى أن زيارته لفلسطين هي البداية، وستترجم إلى أطر تبادلية بين البلدين.
وكان الوفد العربي قد زار فلسطين للمشاركة في الدورة العربية الأولى للثقافة والرياضة، وقاموا من خلالها بتنفيذ عدد من الجولات الميدانية لعدد من المدن الفلسطينية، كما شاركوا فيها في اعتصامات تضامنية أقيمت في رام الله تضامنا مع قطاع غزة، إلى جانب مشاركتهم في تقديم واجب العزاء للشهيد محمد القطري، الذي استشهد برصاص الاحتلال بالقرب من معسكر بيت ايل الجمعة الماضية.