الرجاء يؤزّم وضعيّة العساكر في كلاسيكو "مغترب"

17 ابريل 2014
محسن ياجور نجم الديربي المغربي
+ الخط -

قسا الرجاء البيضاوي على غريمه الجيش الملكي حين هزمه بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، في كلاسيكو "مغرب"، بعيداً عن قواعد الناديين، حيث جرت المباراة على أرضية ملعب العبدي في مدينة الجديدة التي تبعد عن الدار البيضاء مئة كيلومتر وضعف المسافة عن العاصمة الرباط، معقل الجيش.

ويعزى "ترحيل" مباراة الكلاسيكو خارج قواعد النادي العسكري، إلى الأشغال التي يخضع لها ملعب الأمير المولى عبد الله في الرباط، ما حتّم عليه الترحال بين ملاعب المملكة بحثاً عن فضاء لإجراء ما تبقى من مباريات الدوري الاحترافي المغربي.

ورغم أن الجيش هو المُستقبِل والرجاء هو الضيف، فإن مجريات المباراة عرفت سيطرة ميدانية للنسور الخضر الذين سيطروا على الكرة وتفوّقوا في بناء العمليات من الخلف، اعتماداً على سرعة المهاجم محسن ياجور الذي وقّع هدفين، فيما وقّع زميله عادل كروشي الثالث، أما هدف الشرف فوقّعه لاعب الجيش البديل عبد السلام بن جلون، وهو منخرط سابق في نادي الرجاء المغربي.

وتندرج المباراة في سياق مؤجل الدورة العشرين من البطولة الاحترافية لكرة القدم، بسبب انشغال الرجاء بتصفيات الدور السادس عشر بطولة عصبة الأبطال الأفريقية، ومن المفارقات المثيرة في هذه المباراة أن الملعب الذي احتضنها كان شاغراً بسبب سفر الدفاع الجديدي إلى مصر في اليوم ذاته لمواجهة الأهلي المصري برسم الدور السادس عشر من تصفيات كأس الكونفدرالية الأفريقية.

وخلافاً لكلاسيكو الموسم الماضي الذي عرف أحداثاً دامية، فإن مباراة اليوم، الأربعاء، مرّت في ظروف هادئة مقارنة مع العنف الذي ظل عنواناً لمباريات الرجاء والجيش بحكم العداء التاريخي بين التراس الناديين معاً. لكن القوات الأمنية، التي رافقت جمهور الرجاء من الدار البيضاء إلى الجديدة، اضطرت لاعتقال بعض القاصرين بسبب تراشقهم بالحجارة مع الجمهور العسكري، بينما احتجت جماهير الجيش الملكي قبل انطلاق المواجهة. ونظمت مجموعة التراس عسكري وقفة أمام الملعب طالبت من خلالها بإطلاق سراح المعتقلين في قضية الاعتداء على حافلة النادي، واعتبرت جماهير الجيش أن الأشخاص المعتقلين لا علاقة لهم بهذه الأحداث، مطالبين بفتح تحقيق نزيه في هذا الموضوع، كما وزع قياديو الالتراس بيانات تؤكد بأن الاعتقالات تمت بطريقة عشوائية.

وهدد جمهور الجيش بالتصعيد في الأيام المقبلة، إذا تمت محاكمة المعتقلين، ومعظمهم من الشباب، وطالبوا إدارة الجيش بالتدخل السريع من أجل تفادي حدوث تصعيد في قضية الاعتداء على الحافلة، وحمّلوها تبعات رفض التنازل عن القضية.

من جهة أخرى، رفضت السلطات الأمنية بالجديدة رفع اللافتات التي أعدت من طرف الجمهور العسكري، بعدما تبيّن أنها تحمل مضامين تدين الجيش الملكي وتحمّل أعضاء إدارته مسؤولية اعتقال المشجعين.

ووقفت "العربي الجديد" على اللافتات والشعارات المصادرة من طرف القوات الأمنية، وهي تقول: "لاعبون أندال أرسلوا ثمانية شباب لسجن تولال"، وأخرى تترجم غضب الجمهور من الإدارة: "وفاؤنا للألوان رمى بنا خلف القضبان".

وتعرّض الجيش لانتقادات كثيرة بعد انتهاء المباراة، حيث غادر الملعب تحت حراسة أمنية جد مشددة، بعد الهزيمة أمام الغريم التي كرست تراجع نتائجه، إذ عجز عن تحقيق الفوز في المباريات الخمسة الأخيرة في الدوري المغربي.

ويحتل فريق الرجاء، حامل لقب النسخة الثانية من البطولة الوطنية الاحترافية، بعد إجراء المباريات المؤجلة، المركز الثالث برصيد 42 نقطة مع مباراة أخرى مؤجلة من الدورة الـ23 سيخوضها بتاريخ لم يحدد بعد في الدار البيضاء أمام فريق الدفاع الحسني الجديدي.

أما فريق الجيش الملكي، وصيف بطل النسخة الثانية من البطولة الوطنية الاحترافية، فيحتل المركز الثامن برصيد 30 نقطة جمعها من سبعة انتصارات وتسعة تعادلات وسبع هزائم.

المساهمون