الرئيس الشيشاني يفتتح صرحاً ثقافياً رغم تهديد كورونا

الرئيس الشيشاني يفتتح صرحاً ثقافياً بحضور المئات رغم تهديد كورونا

31 مارس 2020
قصر الثقافة المفتتح في غروزني (تويتر)
+ الخط -
في خرق لقواعد حددها منذ أيام، بضرورة أخذ الحذر لمنع انتشار فيروس كورونا، ومنع التجمعات العامة، وقناعته بأن المسؤول عن نشر الفيروس القاتل "يجب أن يقتل"، افتتح الرئيس الشيشاني رمضان قديروف "قصر الثقافة" بمشاركة المئات من المواطنين، وحضور مفتي الجمهورية والوزراء.

وأثار الافتتاح غضب شريحة واسعة من الروس، وأعاد بعضهم التذكير بالمآسي التي حدثت في العالم نتيجة الاستهتار وعدم أخذ الحيطة، وحذروا من زيادة أعداد المصابين بالمرض في الجمهورية.

وأوضح موقع "الشيشان اليوم" الحكومي أن "الافتتاح كان ضمن فعاليات الاحتفال بيوم العاملين في مجال الثقافة في روسيا، ونظم برعاية قديروف وحضور الفعاليات الثقافية والدينية في الجمهورية،  وفي مقدمتهم وزير الثقافة خوج باودي داييف، ومفتي الجمهورية صالح ميجييف".
وفي كلمة له قبل قص الشريط الأحمر للدخول إلى المركز الثقاقي، هنأ قديروف الحضور بافتتاح الصرح الثقافي الجديد الذي حمل اسم داغون أومايوف، (ممثل سينمائي ومسرحي شيشاني شهير حصل على عدة جوائز وتوفي العام الماضي)، مشيراً إلى دور أومايوف في تطوير فن المسرح في جمهورية الشيشان.

وذكرت وكالة "تاس" الروسية أن قصر الثقافة الجديد المؤلف من 12 طابقاً، يمتد على مساحة 39 ألف متر مربع، ويضم قاعتين مسرحيتين  كبيرة وصغيرة، وقاعات للتدريب، إضافة إلى قاعة للمؤتمرات الصحافية. وأشارت إلى أن البناء سيضم أيضاً المقر الجديد لوزارة الثقافة، وذكرت أن التمويل لم يكن من الموازنة العامة للجمهورية، أو المساعدات الفيدرالية من موسكو.

ومعلوم أن روسيا تحتفل بيوم العاملين في مجال الثقافة في 25 مارس/ آذار من كل عام، بناء على مرسوم من الرئيس بوتين في 2007. لكن معظم الجمهوريات والمقاطعات الروسية قررت إلغاء الاحتفالات خوفاً من تفشي فيروس كورونا.  

وخصصت محطة التلفزيون الرسمي الشيشاني مساحة واسعة لتغطية الافتتاح الذي نقل على الهواء مباشرة مساء الخميس. وعرضت تقارير مطولة أظهرت الرئيس قديروف وهو يخطب بالحضور، ويسلم عليهم من دون أن يظهر أي منهم بكمامة أو قفازات للوقاية.

وحضر المئات حفلاً موسيقياً أحيته كبريات الفرق الاستعراضية في الجمهورية في قاعتي قصر الثقافة الجديد.

وتبدلت مواقف الزعيم الشيشاني في الأسابيع الأخيرة كثيراً؛ إذ طالب الناس بعدم الالتفات إلى الشائعات، ومتابعة الحياة في شكل طبيعي  في الـ12 من الشهر الجاري، ملوحاً بايقاع أقسى العقوبات بالمدونين وناشري الأخبار عن المرض، وخلص حينها إلى أن "من لديه صحة جيدة لن يتأثر بالمرض، ومن لديه مشكلات صحية لن يستطيع مواجهة المرض". ودعا الشيشانيين إلى تناول المزيد من الثوم لتقوية المناعة.

غير أن قديروف عاد وحضّ يوم الثلاثاء الماضي أبناء شعبه على اتباع التعليمات من أجل عدم نقل المرض إلى الآخرين، قائلاً إن العقاب الرادع  للمتسبب بنشر المرض هو القتل، وشدّد في لقاء تلفزيوني مع "محطة غروزني" الحكومية على أنّ "الشخص الذي لا يلتزم بالتعليمات لا يخلق مشكلة لذاته فحسب بل ينقل العدوى للآخرين من أهله وإخوته وأخواته حسب رأيي يجب أن يقتل".

ويأتي افتتاح المركز الثقافي الجديد في وسط غروزني بعد يومين من اصدار قديروف قرارات بإغلاق معظم المقاهي والمطاعم في الشيشان، وعدم تنظيم حفلات جماعية في المقاهي، والمطاعم التي لم يشملها قرار الإغلاق، وقرر تمديد العطلة الربيعية للمدارس والجامعات التي بدأت التعليم عن بعد كما هو الحال في روسيا. كما تم إغلاق جميع الصالات الرياضية والأندية.

وشكلت الجمهورية القوقازية ذات الغالبية المسلمة استثناء، ففي حين التزمت الهيئات الروحية للمسلمين في باقي المناطق بتوجيهات السلطات، وأوقفت الصلوات الجماعية، لم يمنع مفتي الشيشان صلاة الجماعة في مساجد الشيشان، لكنه توجه اليوم الجمعة بنداء إلى كبار السن يرجوهم عدم حضور الصلاة في المسجد حفاظاً على صحتهم.

وحسب البيانات الرسمية نهاية الخميس، ارتفع عدد الحالات المؤكدة المصابة بكورونا في الشيشان إلى 10 بينهم طفل في الخامسة من عمره، مع وجود 590 حالة تحت الحجر الصحي والمراقبة.  وكان قديروف ذاته حذر من أن طاقة المشافي في الشيشان غير قادرة على استيعاب أعداد كبيرة في حال تفشي المرض.

دلالات

المساهمون