الرئيس الجزائري: انحراف سياسي أدى إلى ثورة الحراك

الرئيس الجزائري: انحراف سياسي أدى إلى ثورة الحراك

02 يوليو 2020
تبون أعلن ترقيات جديدة في الجيش (Getty)
+ الخط -

أكد الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، أن الانحراف السياسي في البلاد في عهد الرئيس السابق، هو الذي أدى إلى ثورة الشعب وحراك 22 فبراير 2019، ووجه رسالة قوية تخصّ تلاحم الجيش والشعب، وعُلوية المؤسسة السياسية على الجيش والمؤسسة العسكرية في البلاد.

ونقل الرئيس الجزائري حفل تقليد الرتب والأوسمة العسكرية لكبار قادة الجيش من مقرّ وزارة الدفاع ،كما هو معتاد منذ سنوات، إلى قصر الشعب التابع للرئاسة، وقال الرئيس تبون في خطاب ألقاه خلال الحفل: "لا يخلو من المغزى أن تعود احتفالية عيد الاستقلال لأول مرة منذ عقود إلى هذا المكان، قصر الشعب، وفي مناسبة تاريخية فاصلة في حياة الأمة، بعد مرحلة الانحراف التي أَبعدت الشعب عن حكامه، ما أدى إلى انتفاض الشعب في حراكه المبارك, بكل مكوناته وفئاته، من أجل التغيير الجذري بمعية جيشه". وذكر الرئيس تبون أن "اختيار المكان يعود للحرص على ترجمة تلك الصور الرائعة للتلاحم العضوي بين الجيش والشعب وانصهارهما في بوتقة واحدة هي الأصل".

وكان هذا النوع من الاحتفالات يُقام في مقر وزارة الدفاع منذ اعتلاء الرئيس عبد العزيز بوتفليقة السلطة عام 1999، ويُفهَم أيضاً من قرار الرئيس تبون نقل الحفل من مقر وزارة الدفاع إلى قصر الشعب ، الإشارة إلى علوية المؤسسة السياسية الحاكمة (الرئاسة) على المؤسسة العسكرية، وتحكّم الرئيس تبون بصناعة القرار، رداً  على الكثير من التخمينات المستمرة في الزعم بوجود هيمنة للمؤسسة العسكرية على صناعة القرار وتأثيرها بخيارات تبون.

علوم وآثار
التحديثات الحية

ولم تُبدِ القيادات العسكرية اعتراضاً على ذلك، إذ قال رئيس أركان الجيش بالنيابة، الفريق السعيد شنقريحة، خلال المناسبة ذاتها، إن رمزية احتضان قصر الشعب للحفل السنوي لتقليد الرتب، تجسيد لرمزية الرابطة القوية لجيش الأمة"، مشيراً إلى أن الترقيات التي قام بها الرئيس تبون ، تُعَدّ "محفزات أخرى على مواصلة درب العمل بغية تحقيق نجاحات أخرى تليق بمكانة الجيش".

واستحدث الرئيس الجزائري رتبة عسكرية عُليا جديدة هي "فريق أول"، للمرة الأولى في سلَّم الرتب العسكرية، وقلّدها الرئيس عبد المجيد تبون، بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع اليوم، قائد الحرس الجمهوري الفريق علي بن علي، وهو شقيق أحد قادة ثورة التحرير الجزائرية (علي بودغن المعروف بالعقيد لطفي ) رتبة فريق أول، ليصبح صاحب الرتبة الأعلى في الجيش الجزائري.

ويُعَدّ علي بن علي آخر قائد في الجيش الجزائري من رعيل المجاهدين الذين شاركوا في ثورة التحرير (1954-1962) ضد الاستعمار الفرنسي، ويعتقد أن تكون ترقيته هذه رمزية، وتمهيداً لخروجه من الخدمة العسكرية وإحالته على التقاعد بسبب تقدمه في السن.  

وفي ذات السياق، قام الرئيس تبون بترقية رئيس أركان الجيش بالنيابة، السعيد شنقريحة، من رتبة لواء إلى رتبة فريق، ويلاحظ ان شنقريحة يشغل منصب رئيس أركان الجيش منذ وفاة القائد السابق أحمد قايد صالح، برغم أنه كان أدنى رتبة من علي بن علي، وشملت الترقيات أيضاً 14 ضابطاً آخر جرت ترقيتهم إلى رتبة لواء وعميد، من القوات البرية والمدفعية والإشارة والأمن الداخلي والصحة العسكرية وغيرها من القطاعات العسكرية.