الرئيس التونسي يلغي صفقة لشراء الزهور... تقشف أم شعبوية؟

الرئيس التونسي يلغي صفقة لشراء الزهور... تقشف أم شعبوية؟

08 مايو 2020
تونسيون يشيدون بقرار سعيد إلغاء صفقة الزهور (فرانس برس)
+ الخط -
أثار إلغاء الرئيس التونسي قيس سعيّد صفقة شراء زهور وأكاليل لصالح رئاسة الجمهورية إعجاب التونسيين، في وقت تُطالب الحكومة الشعب بالتقشف والتضامن وترشيد الاستهلاك خلال الأزمة الاجتماعية التي تمر بها البلاد.

وعبر بعض التونسيين عن ترحيبهم بقرار الرئيس سعيد إلغاء صفقة لإقتناء الزهور لتزيين قصر الرئاسة بمبالغ تناهز 100 ألف دولار، وعزز إعجاب المتابعين تعليقه، الذي رافق وثيقة الصفقة، إذ كتب بخطه: "يُلغي طلب عروض هذا.. عامة التونسيين يعيشون الجوع والفقر.. هذه أموالهم يجب أن تعود إليهم".

ونشر نوفل سعيد، شقيق الرئيس التونسي، الوثيقة على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، والتي تم تداولها من قبل مدونين. واعتبر كثير منهم أن هذه الحركة تدخل في سياسة التقشف وترشيد النفقات التي ينتهجها الرئيس سعيد، فيما اعتبرها آخرون شعبوية وممارسة اتصالية، وتساءل آخرون عن صفة شقيق الرئيس وسبب وكيفية حصوله على هذه الوثيقة الرسمية ونشرها للعموم، وخلفية ذلك وأهدافها.

وأوضح نوفل سعيد أن الوثيقة التي نشرها على صفحته سبقته إلى نشرها صفحات أخرى، ولكن هذا لا يلغي التساؤل عن كيفية تسريب الوثيقة الرسمية مهما كانت الجهة التي سربتها من إدارة القصر والجهات التي نشرتها. 
ووصف متابعون سعيد بالرجل الصادق والنظيف والرجل الوطني الغيور الذي يحب شعبه ويشعر بآلامهم وفقرهم، وأثنى كثيرون على هذا القرار وعبروا عن مساندتهم لمحاولات الإصلاح التي يقوم بها. 

وكان سعيّد قد أثار سابقاً الإعجاب والجدل في ذات الوقت، بسبب قيامه بحمل وتوصيل علب وأكياس المساعدات الاجتماعية بنفسه، وفي جنح الليل، كما رفض الانتقال للسكن في قصر قرطاج الرئاسي، مفضلاً البقاء في منزله بأحد الأحياء الشعبية، لولا أن دفعه أخيراً وباء كورونا إلى الانتقال إلى القصر الرئاسي.
ويسعى قيس سعيد للحفاظ على عاداته اليومية، من بينها ارتياد المقاهي الشعبية واحتساء قهوته وسط الأهالي، وآداء صلاة الجمعة جماعة في أحد المساجد القريبة من مقر سكناه. واعتبر المحلل محمد الغواري أن ما قام به سعيد إيجابي حتى وإن اعتبره منافسوه شعبوية، مشيراً إلى أن "شعبوية صادقة من أيادٍ نظيفة خير من مخاتلة ودهاء الأيادي العابثة بالوطن"، مضيفاً أنه "لا يختلف اثنان على أن الرئيس التونسي سعيد مختلف عمن سبقه من الرؤساء في تونس، ولعل اختلافه هو ميزته التي دفعت به إلى الفوز بالرئاسة بهذا القدر الوافر من التأييد والدعم الذي فاق 70 بالمائة من الأصوات".
ولفت الغواري إلى أن كل موقف وممارسة مختلفة يعتبرها المنافسون والمتابعون أمراً غريباً وشعبوياً، لافتاً إلى ما لحق بالرئيس الأسبق المنصف المرزوقي من نعوت وأوصاف بالشعبوية، لأنه بدوره كان مختلفاً عن الصور النمطية التي اعتادها السواد الأعظم من التونسيين.