بعد التوصل خلال الاجتماع القبلي المعروف محلياً بـ"لويا جيرغا"، أمس، إلى اتفاق على الإفراج عن 400 سجين من "طالبان"، قال الرئيس الأفغاني، أشرف غني، إنه سيوقع "القرار الصعب"، بالإفراج عن السجناء، الذي رفضه سابقاً لاتهامهم بارتكاب "جرائم خطيرة".
وأوضح الرئيس الأفغاني في كلمة له أمام ممثلي الشعب اليوم الأحد أن "القرار الصعب اتخذه رموز الشعب لأنهم يدركون مدى حاجة أفغانستان إلى المصالحة ووقف حمام الدم"، مؤكداً أنه "يتعين على طالبان ألا تخشى إعلان وقف إطلاق النار، والكرة الآن في ملعبها".
وفيما دعا الحركة من جديد إلى وقف إطلاق نار شامل، شدد غني على أن المجتمع الدولي يقف مع المصالحة الأفغانية، وأنه تحدث مع الدول المختلفة بشأن عملية السلام بكل وضوح، التي وعدت، بكل صرامة، بمساندة عملية السلام.
من جانبه، قال رئيس المجلس الأعلى الوطني للمصالحة الأفغانية، عبد الله عبد الله، إنه لا عذر بعد القرار بالإفراج عن سجناء "طالبان" بالتباطؤ في الحوار المباشر بين الحكومة الأفغانية والحركة، ودعا "طالبان" إلى عقد الحوار الفوري مع الحكومة الأفغانية لمناقشة وقف إطلاق النار أولاً، وإيجاد حلول دائمة للمعضلة الأفغانية ثانياً.
بدأت في الدوحة الترتيبات لعقد الحوار الأفغاني الأفغاني برعاية قطرية
وانتهت اليوم في العاصمة الأفغانية كابول أعمال الاجتماع القبلي المكبر "لويا جرغه" الذي انعقد على مدار ثلاثة أيام من أجل اتخاذ القرار بشأن سجناء "طالبان" الـ 400، وأوصى في بيانه الختامي الحكومة بالإفراج عنهم لتهيئة الأجواء لبدء الحوار المباشر بين الطرفين.
وجاء في البيان الختامي للاجتماع أن الإفراج عن سجناء الحركة سيجري مقابل ضمانات تؤكد عدم عودة هؤلاء إلى ميادين القتال، مع طلبها من الطرفين إعلان وقف إطلاق نار شامل بعد الإفراج عن أسرى الحركة.
ودعا الاجتماع إلى بدء الحوار المباشر بين الحكومة الأفغانية و"طالبان"، بهدف الوصول إلى حل دائم، علاوة على مطالبة الحركة أيضاً بالإفراج عن أسرى قوات الأمن وموظفي الحكومة المعتقلين معها.
وحيال الموقف الأميركي، طلب الاجتماع من الولايات المتحدة الأميركية الوفاء بما قطعتها على عاتقها من الوعود حيال المصالحة الأفغانية، ودعا المجتمع الدولي إلى الوقوف في وجه دول تساند الجماعات المسلحة وتشعل فتيل الحرب في أفغانستان.
في السياق، بدأت في الدوحة الترتيبات لعقد الحوار الأفغاني الأفغاني برعاية قطرية، خلال الأسبوع الجاري، بمشاركة كل من الحكومة الأفغانية وحركة "طالبان". وستكون هذه المحادثات، المعروفة باسم "الحوار الداخلي الأفغاني"، أول اجتماع يعقد على مستوى عالٍ بين الجانبين بعد قتال استمر لسنوات طويلة، ومن المفترض أن تنتهي باتفاق سلام ومصالحة وطنية تنهي عقوداً من الحرب والصراع في أفغانستان، وذلك استكمالاً لاتفاق السلام الموقع بين "طالبان" والولايات المتحدة الأميركية بالدوحة بداية العام الحالي.