الذهب والنجوم

الذهب والنجوم

25 ديسمبر 2014
نوال الزغبي وراغب علامة في حفل voyageur(حسين بيضون)
+ الخط -
ما الذي يربط نجوم الغناء والتمثيل بتجّار الذهب؟ سؤال يطرح نفسه بشكل موسمي، ذلك عندما تبدأ دور المجوهرات في العالم العربي بتوظيف شهرة أو نجاح الجمهور لصالح منتجها. قبل أسبوع احتفل أحد متاجر الذهب اللبنانية بعيده العاشر في حفل فاخر دعت إليه مجموعة من الوزراء اللبنانيين، تقدّمهم وزير السياحة اللبناني ميشال فرعون والوزير الأسبق زياد بارود.

حضور وزير السياحة يعتبر واجباً، لأنّ دار المجوهرات تعمل أو تصنّع من لبنان، في حين يطرح حضور نجوم الغناء من لبنان علامات استفهام حول كيفية التعاون بينهم وبين أصحاب محلات المجوهرات، وهل ذلك يأتي بناء على صداقة تربط الفريقين أم مجرد ترويج تؤمن دار المجوهرات جيداً بأنّها بحاجة إليه لتروّج لنفسها وتعلن عن تصاميم جديدة تحاكي أذواق هواة النوع من فن اقتناء الذهب والماس!؟

من دون شك، من الذكاء أن تجمع مؤسسة تجارية كل هذا الحشد من النجوم، راغب علامة، ونيكول سابا ونوال الزغبي ونادين نسيب نجيم. وتبدو علاقة الصداقة واضحة على وجوه النجوم الذين حملوا المباخر وطافوا بها في أرجاء المكان. وهذا ما يجعلنا نعيد السؤال، من يستفيد أكثر في حضور مثل هذه الحفلات؟ وما هو انعكاس حضور هؤلاء على دار المجوهرات؟ وفق المعطيات، فإنّ دار المجوهرات تعتبر أنّ النجوم يزيدون من الترويج لها عن طريق المعجبين أو المتابعين، إن عبر الإعلانات التجارية التي توقّع عقداً مع فنان أو فنانة من أجل منتج جديد تطلقه أو من خلال الحفل أو رعاية تصوير أغنية للنجم نفسه.

بين نانسي عجرم ومايا دياب وإليسا ونجوى كرم وأحلام ونوال الزغبي مؤخراً، خيط واحد موثوق، مربوط بمصلحة الفريقين، يكشف بداية تفضيل اتجاه حوّاء التاريخي إلى اقتناء الماس والذهب، فضلاً عن أنّ عدداً كبيراً من الفنانات يعتبرن ذلك مساهماً في رفع "البرستيج" الذي يعشنه دائماً. خصوصاً، إذا كان التقدير مرفقاً بأجر مادي كبير، كما هو الحال مثلاً، بالنسبة للمغنية اللبنانية اليسا، التي يُقال أنّ مجموع ما تتقاضاه من دار المجوهرات سنوياً يتجاوز المليون الدولار، فضلاً عن الهدايا التي تنالها صاحبة "أجمل إحساس". وهذا ما يرفع بالتالي من شأن اليسا، لما أصبحت تمثل في أذهان رجال المال والأعمال من صفة تجاه تصاميم ذهبية تحاكي المرأة، في وقت يعتبر الناس أو المتابعون أو اليسا نفسها، مثالاً للموضة والأزياء والمجوهرات، كل ذلك لأنّها فنانة ناجحة وتحاكي جمهوراً واسعاً.

الجدلية في مزج الإعلانات التجارية بالفن واقع نعيشه اليوم لا يختلف كثيراً، إلا في قدرة أو اتساع دائرة إنتاج دار المجوهرات في العالم العربي وإيصال المنتج إلى أكبر عدد ممكن من المتابعين، لكن الفرق يبقى كبيراً في تجنيد الحملة الدعائية لدار مجوهرات بنفسها لمواجهة التنافس أو كسب مزيد من الأرباح عن طريق نجمة مع دار منافسة أخرى. ولعلّه مكسب للطرفين، لو خرجنا بنتيجة نهائية للتوأمة بين النجوم والمجوهرات.

المساهمون