الذهب عند أعلى مستوى في 9 سنوات... ومخاوف تكبح النفط

الذهب عند أعلى مستوى في 9 سنوات... ومخاوف تكبح النفط

24 يوليو 2020
يستمر الذهب متمتعاً بميزة الملاذ الاستثماري الآمن (Getty)
+ الخط -

فيما عكس النفط اتجاهه هبوطاً بسبب بعض المخاوف، يتجه الذهب صوب تحقيق أفضل أداء أسبوعي في أكثر من 3 أشهر مع استقراره قرب أعلى مستوى في 9 سنوات، مستفيدا من ضعف الدولار وتوقعات بشأن التضخم نابعة من تحفيز للاقتصادات المتضررة من فيروس كورونا.

ولم يطرأ على سعر أونصة الذهب تغير يُذكر عند 1885.32 دولاراً بحلول الساعة 05:59 بتوقيت غرينتش اليوم الجمعة، بعدما بلغ أعلى مستوى منذ سبتمبر/ أيلول 2011 عند 1897.16 دولاراً أمس الخميس. وبذلك، ارتفعت الأسعار أكثر من 4% منذ بداية الأسبوع الجاري، مما يضع المعدن الأصفر على مسار تسجيل أطول سلسلة مكاسب منذ أواخر 2011.

وتراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.3% إلى 1884 دولاراً، فيما تتطلع الفضة لتسجيل أفضل أداء أسبوعي منذ 1987، وفقاً لبيانات رويترز، مع قوة دفع إضافية قادمة من رهانات على انتعاش النشاط الصناعي.

 

 

محلل سوق الصرف لدى "دايلي فيكس"، إليا سبيفاك، قال إن "المنطق الأساسي له علاقة بتقديم المزيد من التحفيز المالي... في الاتحاد الأوروبي، ونتحدث مجددا عن المزيد من التحفيز المالي في الولايات المتحدة"، مضيفاً أن "من غير المتوقع أن ترتفع أسعار الفائدة فعلياً، ورد الفعل المتوقع على الأرجح هو التضخم".

ويميل الذهب للاستفادة من تدابير التحفيز واسعة النطاق من البنوك المركزية، إذ إنه يُعتبر تحوطا في مواجهة التضخم وانخفاض العملة، في حين يقبع مؤشر الدولار قرب أدنى مستوى في عامين. وأدى انخفاض الطلب الحاضر إلى إجبار التجار في الهند والصين على تقديم خصومات كبيرة.

وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، انخفضت الفضة 1% إلى 22.51 دولاراً، بينما ارتفعت قرابة 17% منذ بداية الأسبوع. وتراجع البلاتين 0.5% إلى 901.14 دولار وربح البلاديوم 0.5% مسجلاً 2136.67 دولاراً.

النفط والدولار

في سوق الطاقة، بدأت أسعار النفط تعاملاتها على ارتفاع اليوم الجمعة، في ظل ضعف الدولار، رغم أن المخاوف بشأن الطلب النابعة من ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا وتنامي التوتر بين الولايات المتحدة والصين كبحت الأسعار. ونزل الدولار لأدنى مستوى في شهر مقابل سلة من العملات، علماً أنه عادة ما يشجع ضعف الدولار على شراء السلع الأولية المسعرة بالعملة الأميركية مثل النفط، لأنها تصبح أرخص سعرا لحائزي العملات الأخرى.

وبحلول الساعة 04:46 بتوقيت غرينتش، أفادت رويترز بارتفاع سعر برميل خام برنت 0.5% إلى 43.52 دولاراً، وصعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 0.3% إلى 41.19 دولاراً. لكن أسعار النفط ما لبثت أن تراجعت بحلول الساعة 07:13 متجاهلة ضعف الدولار، وانخفض خام برنت 25 سنتاً إلى 43.06 دولاراً، وتراجع خام غرب تكساس الوسيط 28 سنتاً إلى 40.79 دولاراً.

المحلل لدى "أواندا" في نيويورك، إدوارد مويا، قال إن "أسعار الخام تحاول الاستقرار، إذ إن التوقعات ما زالت مرتفعة بأن الكونجرس سينجح في إقرار حزمة دعم أخرى لمواجهة تأثيرات الجائحة"، مضيفاً أن "البيانات الاقتصادية الأميركية الصادرة أمس تظهر أن التعافي الاقتصادي يكابد صعوبات وتضمن إلى حد كبير قدوم المزيد من المساعدة الاتحادية".

 

 

وارتفع عدد الأميركيين المتقدمين بطلبات للحصول على إعانة البطالة على نحو مفاجئ إلى 1.416 مليون في الأسبوع الماضي للمرة الأولى في نحو 4 أشهر، مما يشير إلى جمود تعافي الاقتصاد في ظل ارتفاع جديد في الإصابات بكوفيد-19.

وبينما يغذي ارتفاع عدد الإصابات المخاوف بشأن تجدد فرض إجراءات العزل العام الحكومية، فإن المخاوف من تضرر الطلب على النفط تفاقمت جراء توتر بين الولايات المتحدة والصين، أكبر مستهلكين في العالم للنفط.

وقال "باركليز كوموديتيز ريسيرش" إن أسعار النفط قد تشهد تصحيحا في الأجل القريب إذا تباطأ التعافي في طلب الوقود أكثر، على الأخص في الولايات المتحدة. وخفض البنك توقعاته لفائض سوق النفط لعام 2020 إلى متوسط قدره 2.5 مليون برميل يوميا من 3.5 ملايين برميل يومياً في السابق.

المساهمون