واكتفى الرئيس الفرنسي في الاحتفالين، بالحديث عن هذا الحدث التاريخي، داعياً شعبه إلى الحفاظ على الأمل بالمستقبل، والعمل على تحقيق النمو والرفاهية والعدالة الاجتماعية، والمحافظة على استقلالية القرار الفرنسي، في إشارة إلى سياسته الاقتصادية التي لاقت معارضة داخل الحكومة، ما أدى الى سقوطها.
وانضم، آمون، إلى مونتبورغ، برفضه المشاركة الحكومية "لأن سياسة التقشف التي يعتمدها الحكم، لا تحقق الهدف الذي ينتظره الفرنسيون، وهو خفض البطالة وإطلاق الاقتصاد"، حسبما أكد.
بدوره، أعلن حزب "الخضر"، استمراره في مقاطعة المشاركة في الحكومة، على الرغم من محاولات فالس، خرق صفوف الحزب، واقناع بعض شخصياته بالانضمام إلى حكومته.
وعلى صعيد السياسة الخارجية، التي لم تتأثر بالأجندة الداخلية، شارك وزير الخارجية، لوران فابيوس، في أعمال الطاولات المستديرة الثلاث، التي عُقدت في اليوم الأول، من انطلاق أعمال المؤتمر السنوي الثاني والعشرين للسفراء الفرنسيين، والتي خُصصت إحداها للسياسة الخارجية، في مواجهة خطر الإرهاب والتطرف.
وسبق لفابيوس أن عبرّ عن الخط العام لسياسة بلاده، في التعامل مع ما يحدث في الشرق الأوسط، ولفت في مقابلة صحافية، نُشرت قبل ساعات قليلة من الإعلان عن استقالة الحكومة، إلى أنه "لا يمكن أن نتحرك بشكل فاعل في العراق، إذا لم ننظر إلى الوضع السائد في سورية".
ولكنه تجاهل التحدث عن احتمالات التعاون مع النظام السوري، محمّلاً إياه جزءاً من المسؤولية عن انتشار الإرهاب، بقوله "يجب ألا ننسى أن (الرئيس السوري) بشار الأسد، أسهم بشكل كبير في انتشار الإرهاب، وأطلق سراح الإرهابيين من السجون السورية".
وأكد الوزير الفرنسي أيضاً، أن "السياسة التي اعتمدتها بلاده في محاربة التّطرف، وفي دعم المعارضة السورية المعتدلة هي سياسة صائبة، وأن باريس كانت مستعدّة للتحرك في دمشق، بعد استخدام الأسلحة الكيماوية في أغسطس/آب من العام الماضي، ولكن التحرك لم يحصل لأسباب معروفة".
وتطرق فابيوس إلى انتشار تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، قائلاً "إن خطرها لا يقتصر على العراق وسورية وأن لا أحد في معزل عنه". واعتبر أن "الوضع بالغ الخطورة، وأن داعش تمثل خطراً أكبر بكثير من الخطر، الذي تشكله المجموعات الإرهابية الأخرى".
ومن المتوقع أن يرسم الرئيس الفرنسي، في خطابه أمام السفراء، يوم الخميس المقبل، الخطوط العامة لسياسة فرنسا الخارجية، وسيتوقف بالتفصيل عند التطورات الراهنة في العراق وسورية وغزة، وعند موجة العنف والتطرف التي تشهدها المنطقة، وسبل مواجهة هذا التطرف، وسيحدد للسفراء الدور الذي ستضطلع به فرنسا لمواجهة هذه الموجة.