الدول الكبرى تدخل على خط أزمة الهلال النفطي بليبيا

الدول الكبرى تدخل على خط أزمة الهلال النفطي بليبيا

07 مارس 2017
إخفاق عسكري لقوات حفتر في الهلال النفطي(عبدالله دوما/فرانس برس)
+ الخط -
أدان سفراء دول الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لدى ليبيا، أمس الإثنين، أحداث الهلال النفطي، وذلك بالتزامن مع اجتماع جمع وفدا من مجلس العموم البريطاني بقائد جيش برلمان طبرق، اللواء المتقاعد خليفة حفتر، في قاعدته العسكرية بالمرج، شرق ليبيا.

واستنكر سفراء الدول الثلاث، في بيان، "تصاعد أعمال العنف في منطقة الهلال النفطي"، داعين إلى وقف فوري لإطلاق النار.

كما شدّدوا على "الحاجة الملحّة لبناء قوة عسكرية موحدة تحت إمرة سياسية، من أجل نشر الأمن وتحقيق الرخاء لكل الليبيين".

وطالبوا بوقف فوري لإطلاق النار، مشددين في الوقت نفسه، على "الحفاظ على البنية التحتية للنفط، واستمرار عمليات إنتاجه وتصديره تحت سيطرة مؤسسة النفط الخاضعة لسلطة حكومة الوفاق".

ووصف سفراء الدول الثلاث الأحداث الحالية في الهلال النفطي بـ"الأعمال الاستفزازية"، محذّرين "الأفراد والجهات التي تسيء استخدام الثروات الليبية، التي قد تكون هدفاً".

على خط التحركات الدولية أيضاً، زار وفد رفيع من مجلس العموم البريطاني، أمس الإثنين، في المرج، قائد جيش البرلمان اللواء حفتر، والذي رافقه ممثله في المجلس الرئاسي، علي القطراني.

وبحسب المكتب الإعلامي لقيادة قوات حفتر، فإنه ناقش مع الوفد ملفات سياسية تتعلق بالوضع الحالي، بالإضافة إلى مسألة رفع حظر التسليح عن ليبيا، وملف "الإرهاب" في جميع أنحاء البلاد.

في المقابل، رأى مراقبون للوضع في ليبيا أن الانكسار الذي منيت به قوات حفتر، أخيراً، في الهلال النفطي له خلفيات تتعلق بالوضع الدولي والاشتباك الحاصل بين دول الاتحاد الأوروبي الممتعضة من التقارب الروسي مع اللواء المتقاعد.

ووفقاً للمراقبين، فإن حفتر لم يحصل على غطاء جوي في الهلال النفطي لوقف تقدم قوات "السرايا" كالسابق من دول جوار كمصر، لتأثر موقفها بمواقف الدول الأوروبية الكبرى التي رأت في تعاظم دور روسيا وإمكانية سيطرتها على موارد النفط والغاز، والذي يعني حصار أوروبا وخنقها، وهو ما لا يمكن أن تقبل به في أي حال من الأحوال.

ويبدو أن الموقف العسكري لـ"حفتر" الحالي في منطقة الهلال، والذي يتسم بالضعف والعجز عن حسم المعركة، يكشف بشكل جلي تراجع وتغيّر مواقف دول عربية كانت تدعمه عسكرياً وسياسياً كمصر والإمارات، والتي يبدو أن لها مواقف جديدة إزاء حراك اللواء المتقاعد، بدليل صمتها المطبق حول أحداث الهلال، على الرغم من مرور خمسة أيام على اندلاعها.

المساهمون