الدوحة تحتضن مؤتمر "أيسبيكان" لحماية الأطفال من سوء المعاملة

الدوحة تحتضن مؤتمر "أيسبيكان" لحماية الأطفال من سوء المعاملة والإهمال

15 فبراير 2020
صورة تذكارية من حفل الافتتاح (العربي الجديد)
+ الخط -
انطلقت في العاصمة القطرية الدوحة، اليوم السبت، فعاليات مؤتمر الجمعية الدولية لحماية الأطفال من سوء المعاملة والإهمال "أيسبيكان" - قطر 2020، التي تستمرّ ثلاثة أيام بمشاركة نحو 400 ممثل من 35 دولة من بينهم مسؤولون وقياديون ومحامون.

ويهدف المؤتمر إلى استعراض أفضل الإجراءات والممارسات المتّبعة عالمياً والتي تتعلّق بمختلف جوانب حماية الطفل في المنطقة والعالم، لإمداد المشاركين من التخصصات بالمعرفة والمهارات اللازمة التي تمكّنهم من التعرّف على الحالات المختلفة لسوء معاملة الأطفال وتحديدها والاستجابة بالطريقة المناسبة والتدخل لوقفها ومنعها والحدّ منها. وقد شمل حفل الافتتاح معرضاً فنياً لأكثر من 100 عمل فني من إعداد تلاميذ مدارس قطرية عدّة، نقلوا في خلالها ما يرونه من سوء معاملة وإهمال.
وقال رئيس اللجنة الوطنية لحماية الطفل في وزارة الصحة القطرية خالد الأنصاري، خلال افتتاح المؤتمر، إنّ "إساءة معاملة الأطفال قضيّة مثيرة للقلق وتتطلب جهداً جماعياً من المجتمع والمختصين للتصدّي لها، ومن الضروري أن تتّحد الجهود لمكافحة إساءة معاملة الأطفال ولتوفير بيئة فضلى وأكثر أماناً لهم". وأضاف أنّه من خلال المؤتمر "سوف نلتزم باستكشاف أساليب وبرامج جديدة تستند إلى المعرفة والبحث العلمي للحدّ من العنف ضدّ الأطفال".

كذلك أكّد الأنصاري أنّ مركز سدرة للطب نجح في بناء نظام متماسك في قطر يجمع كل الأطراف المعنية، مؤكداً "أصبح لدينا مسار وطني واضح للتعامل مع حالات سوء المعاملة والإهمال، والذي يحدّد الدور والمسؤولية المنوطة بكل طرف وفقاً لكل موقف، ولدينا أيضاً خطّ وطني للمساعدة يستقبل نحو 400 حالة سنوياً، بالاضافة الى سجلّ لقيد حالات إساءة معاملة الأطفال ونظام تنبيه إلكتروني في السجلات الطبية الوطنية للإبلاغ عن الحالات".

من جهته، أكّد رئيس لجنة حقوق الطفل وسوء المعاملة في منظمة "أيسبيكان" طفيل محمد أنّ "إساءة معاملة الأطفال تعتبر قضية عالمية بالغة الأهمية"، آملاً أن "يستفيد المشاركون من هذا المؤتمر وأن يكتسبوا المعرفة اللازمة لإحداث التغيير في بلدانهم".



وتضمنت جلسات النقاش الرئيسية، اليوم السبت، مواضيع عدّة. فكانت جلسة بعنوان "إنهاء العنف ضدّ الأطفال، أمر مهم وممكن" قدّمها المدير التنفيذي للشراكة العالمية للقضاء على العنف ضدّ الأطفال هوارد تايلور، وأخرى بعنوان "حماية الطفل: المنظور الأخلاقي الإسلامي" قدّمها محمد غالي من جامعة حمد بن خليفة، وثالثة بعنوان "حماية الأطفال من سوء المعاملة والاستغلال وغيرها من أوجه العنف في البيئة الرياضية" قدّمتها المديرة التنفيذية للمركز الدولي للرياضة وحقوق الإنسان ماري هارفي.

ويناقش المؤتمر في يومه الثاني، غداً الأحد، قضايا متعلقة بالصدمة النفسية للأطفال اللاجئين والتحديات التي تعترض إعادة تأهيلهم، فضلاً عن أساليب الحدّ من العنف في المدارس ومراكز التعليم. بالإضافة إلى ذلك، تتناول المناقشات الدور الإيجابي للوالدَين في مناهضة إساءة معاملة الأطفال، وحماية ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال منهجية شاملة للتعامل مع الحالات وكذلك الأطفال المصابين بالتوحد في قطر.

أمّا اليوم الثالث من المؤتمر، فيتناول المؤتمرون فيه الموضوعات الخاصة بالأطفال ذوي الإعاقة، والعقاب الجسدي في العالم العربي، وطريقة إجراء المقابلات مع الأطفال المشتبه في تعرّضهم لإساءة المعاملة أو الإيذاء. كذلك ثمّة موضوعات متعلقة بإساءة استخدام الإنترنت بين الأطفال والمراهقين، ومشاركة الشباب في حماية حقوق الطفل، والموارد المبتكرة والتفاعلية للتثقيف وزيادة الوعي حول مناهضة سوء المعاملة.

تجدر الإشارة إلى أنّ الجمعية الدولية لحماية الأطفال من سوء المعاملة والإهمال "أيسبيكان" هي منظمة دولية غير ربحية تجمع أطرافاً معنية عدّة لمناقشة مختلف القضايا المتعلقة بسوء معاملة الأطفال وإجراءات حمايتهم محلياً والحدّ من العنف ضدهم. وهذه هي المرّة الأولى التي تعقد فيها الجمعية هذا المؤتمر في قطر بالتعاون مع مركز سدرة للطب، عضو في مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع.