الدفاع عن البيئة يقتل أحياناً

06 مايو 2015
فتى يحرس أرضاً استولى عليها ثري في هندوراس(أسوشييتد برس)
+ الخط -

يبدو أنّ الدفاع عن البيئة له مخاطره الكبيرة، والمميتة في بعض الدول. ففي تقرير يعرضه موقع "لاتين كوريسبندنت" المتخصص في أخبار أميركا اللاتينية، يتضح أنّ المحاربين من أجل البيئة يتعرضون أحياناً للتحرش والاعتداء، والخطف، وصولاً إلى القتل.

ويشير التقرير، الذي أعدته منظمة "غلوبال وتنيس" غير الحكومية، إلى أنّ أسوأ الأماكن حول العالم لممارسة مثل هذه النشاطات، هي بلدان أميركا اللاتينية، خصوصاً هندوراس، والبرازيل، وكولومبيا، والبيرو، والمكسيك.

ولطالما كانت البرازيل أكثر البلدان خطراً على الناشطين البيئيين. فقد سجل فيها مقتل 477 ناشطاً منذ عام 2002. ومع ذلك، فإنّ هندوراس الدولة الصغيرة أزاحتها عن هذه الصدارة نسبياً، بعد أن سجلت 111 قتيلاً من المدافعين عن البيئة من 2002 حتى 2014، لتصبح أكثر الأماكن خطورة عليهم اليوم.

وفي تفاصيل القطاعات المرتبطة بالبيئة، يتضح أنّ النزاعات على مناجم المعادن حصدت أكبر عدد من الناشطين، فقد قتل فيها 25 ناشطاً عام 2014. تليها النزاعات حول الأراضي الزراعية، والمياه، والسدود، بـ14 ضحية من الناشطين في كلّ منها. ليأتي بعدها قطع الأشجار بـ10 ضحايا. وكان لأميركا اللاتينية عام 2014 ثلاثة أرباع الضحايا البيئيين في العالم ككل.

يشار إلى أنّ المعلومات حول الجهات التي تقف خلف الحوادث التي يقتل فيها هؤلاء الناشطون تبقى محدودة للغاية. لكن، ومن بين الحالات الموثقة لعام 2014، يتبين أنّ 10 حوادث تقف وراءها جماعات شبه عسكرية. و8 حوادث تقع المسؤولية فيها على الشرطة. فيما قتل 5 ناشطين على يد قوات أمن خاصة، و3 على يد الجيش.

غالباً ما ينجو المرتكبون الحقيقيون، وهم من يحرّك القتلة، من أيّ مساءلة حتى. لكنّ المعلومات تشير إلى أنّهم من ملاّك الأرض الكبار، ورجال الأعمال، والسياسيين، وزعماء الجريمة المنظمة.

وفي هندوراس، تزايدت حوادث قتل الناشطين، ومعظمهم من المعارضين لمشاريع التعدين والسدود المائية. ويبقى 90 بالمائة من الحوادث بعيداً عن أيّ تحقيق، فيما لا يحمي القانون المدافعين عن البيئة، أو البيئة نفسها.

أما في البرازيل، عملاق أميركا اللاتينية، فقد قتل 29 ناشطاً بيئياً العام الماضي، بالرغم من البرامج الأمنية القائمة لحماية الناشطين، والتي تحمي في الوقت الراهن 415 ناشطاً.
ببساطة، فإنّ الكثير من هؤلاء الناشطين القتلى هم أحدث ضحايا الإبادة الاستعمارية، والاستغلال الوحشي للسكان الأصليين في أميركا اللاتينية، المستمرين حتى وقتنا الحاضر، ولو بأقنعة أخرى.