وأما عندما يُكتب لهذه الأسرة أن تسافر إلى الجارة الشرقية للمملكة من أجل صلة الرحم والتزاور أو في المناسبات الدينية، أو حتى العطلة الصيفية، فإنها تكون مجبرة على السفر إلى مدينة الدار البيضاء البعيدة بمئات الكيلومترات، من أجل امتطاء طائرة تتجه صوب مدينة وهران الجزائرية.
وتقف كل هذه العراقيل أمام أسرة البركاني لربط علاقات اجتماعية وأسرية وطيدة مع باقي العائلة، المتواجدة على الأرض الجزائرية، والتي لا يفرق بينهما سوى بضع عشرات من الكيلومترات، بسبب إغلاق الحدود البرية بين البلدين الجارين منذ سنة 1994، بعد الحادثة الإرهابية التي استهدفت فندق "أطلس إسني"، واتهمت الرباط الجزائر بالتورط فيها.
وبالرغم من الفتور السياسي الحاصل بين المغرب والجزائر، والذي دعا قادة البلدين مؤخرا إلى تجاوزه وإرساء تعاون ثنائي مثمر، فإن العلاقات الاجتماعية بين الشعبين تتجه نحو كثير من الدفء، بعد مطالب نشطاء وجمعيات مغربية وجزائرية إلى خفض أسعار المكالمات الهاتفية بالبلدين، وأيضا إحداث خط جوي مباشر يربط بين وهران ووجدة.
جمعية الفيدرالية الجزائرية للمستهلكين بادرت، قبل أيام قليلة خلت، إلى مراسلة وزيرة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، هدى فرعون، تطالب بالتدخل لدى شركات الهاتف الثابت والمحمول في كل من المغرب والجزائر، بهدف خفض تسعيرة المكالمات الهاتفية بين البلدين.
وعزت المنظمة الجزائرية طلبها بخفض تسعيرة المكالمات الهاتفية في المغرب والجزائر، إلى كون "العائلات الجزائرية التي لديها أقارب في المغرب، وكذلك العائلات المغربية من أصول جزائرية، والتي لديها أقارب في الجزائر، تشتكي من ارتفاع تسعيرة الهاتف الثابت وكذلك المحمول."
وبحسب هذه الجمعية، فإنه "بالإضافة إلى غلق الحدود البرية بين المغرب والجزائر، وصعوبة وغلاء التنقل من أجل الزيارة أو اللقاء خلال الأفراح أو الأحزان، فإن المكالمات الهاتفية تكلف هذه العائلات الشيء الكثير"، وهي ذات الملاحظة التي سجلتها الجمعية المغربية لحماية المستهلك.
ومن جهتها، راسلت الجامعة المغربية لحماية المستهلك ديوان العاهل المغربي، الملك محمد السادس، تلتمس خفض أسعار المكالمات الهاتفية بين البلدين، باعتبار أن القرار في مثل هذه الأمور، خاصة بين المغرب والجزائر، يبقى سياديّاً، ولا يمكن لشركات الاتصال الثلاث في البلاد أن تتخذ قرارا مماثلا دون ضوء أخضر من السلطات العليا.
وعلى غرار مطلب خفض تسعيرة المكالمات الهاتفية بين المغرب والجزائر، انبرى نشطاء وجمعيات بالبلدين الجارين إلى طرح موضوع إحداث خط جوي مباشر بين مدينة وجدة المغربية ووهران الجزائرية، لتسهيل السفر بين عائلات البلدين، وهو مطلب سبق طرحه في البرلمان المغربي قبل أشهر دون جدوى.