الدراما الفلسطينية: محاولات رمضانية

محاولات درامية على الساحة الفلسطينيّة في رمضان

25 مايو 2017
من مسلسل بوابة السماء (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
لم يعتد الغزّيون كثيراً على إعلانات الدراما الفلسطينية، التي بدأت بأخذ مساحة واسعة من الترويج لها، في السنوات الأخيرة، عبر الإذاعات المحلية وبعض القنوات، قبيل أيام من حلول شهر رمضان، بعدما دخلت دراما القطاع بنوعيها التلفزيوني والإذاعي، ضمن حصيلة الإنتاج العربي للشهر الفضيل.

وظهرت في السنوات الأخيرة من غزة، سلسلة من الأعمال الدرامية لشهر رمضان، والتي تعكس الواقع الصعب الذي يعيشه الفلسطينيون في القطاع منذ 11 عامًا، إذ أن العذابات التي خلفها الحصار الإسرائيلي وحروبه الثلاث، لم تُهلك الأفكار الغزّية وتُبعدها عن الإنتاج الدرامي لرمضان.

وتركزت الأعمال الدرامية على تجسيد الواقع الفلسطيني، والمعاناة المستمرة للشعب المحاصر إسرائيليًا منذ 11 عامًا، عدا عن أفكار تعزز من حالة الصمود والكفاح بوجه العذابات المتعددة أشكالها، بطريقة درامية تلفزيونية وأخرى إذاعية، تحمل طابع الجدّ والسخرية، بالرغم من ضعف الإمكانات.

بوابة السماء

واقع الالتحام الفلسطيني بين قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة، يتجسد في مسلسل "بوابة السماء" الذي عكفت قناة الأقصى الفضائية على إنتاجه، تمهيدًا لعرضه في شهر رمضان الفضيل، إذ يحاكي واقع الفلسطينيين في القدس ومعاناتهم من انتهاكات الاحتلال بحقهم، بصور من الصمود والثبات.
ويوضح مخرج المسلسل، زهير الإفرنجي لـ "العربي الجديد" أن المسلسل يتحدث حول قضية إحدى حارات مدينة القدس من جهة باب السلسلة، والتي يتعرض سكانها لمضايقات من الاحتلال الإسرائيلي، ومحاولة تهجيرهم منها، غير أن الأحداث ستعكس صمود المقدسيين بصورة درامية.
وصُورت أحداث المسلسل داخل مدينة إنتاج إعلامية، هي الأولى من نوعها في القطاع المحاصر، والتي تحاكي أزقة وشوارع مدينة القدس، الأمر الذي يجعل مشاهد المسلسل ووقائعه تجسد حياة المقدسيين في المدينة المحتلة، بصورة أكثر قربًا للمشاهد كونه يتعايش إلى حد ما مع نفحات القدس.
ويشير الإفرنجي إلى أن مدينة الإنتاج كانت بمثابة الحُلم بالنسبة للقائمين على المسلسل، وأرادوا من خلالها الخروج بـ "بوابة السماء" بشكل يليق بمكانة القدس وتضحيات سكانها في وجه الاحتلال، مشددًا على أنها تأتي في إطار "عدم قدرة فلسطينيي غزة على السفر والتصوير في المدينة المحتلة".

أبو صقر

الإنتاج التلفزيوني من غزة ابتعد عن طابع الجدية، في سابقه، ليذهب نحو كوميديا درامية بقالب فلسطيني في مسلسل "أبو صقر" والذي يتناول مشاكل اجتماعية من الواقع المُعاش في القطاع، بعيدة عن طرحها تحت طابع سياسي جدي ينعكس من زخم الأحداث السياسية وتداعيات الانقسام الفلسطيني.
"أبو صقر" مسلسل درامي، سيبث في شهر رمضان عبر قناة تفاعلية على موقع "يوتيوب"، سيطرح خلال 15 حلقة، مدة كل واحدة منها 15 دقيقة، المشاكل الاجتماعية العامة لسكان غزة، من ضمنها مشاكل الشباب والخريجين وقلة فرص العمل، إضافة إلى مشاكل الزواج في ظل سوء الأوضاع المعيشية.
ويوضح الفنان الفلسطيني، نبيل الخطيب، بأن المشاكل السياسية الفلسطينية انعكست على الأمور الاجتماعية، إذ أنه يريد عبر مسلسله تقديم دراما اجتماعية بعيدة عن السياسة وتداعياتها، وطرحها بصورة كوميدية محببة لدى الجمهور، وتحمل رسائل سامية في كل قضية تتناولها حلقات أبو صقر.
ويضيف الخطيب لـ"العربي الجديد" أنه سيقدم مسلسلاً إذاعياً آخر بعنوان "الظالم والمظلوم" خلال الشهر الفضيل، عبر إذاعة صوت الأقصى من غزة، وهو عبارة عن 30 حلقة تتحدث عن المشاكل الاجتماعية كذلك، مثل الميراث وآكلي الحقوق وغيرها من القضايا التي تلامس واقع الفلسطينيين.

ناطرين فرج

في ذات الدراما الإذاعية، يعكف المخرج نبيل ساق الله، لتقديم مسلسل "ناطرين فرج" عبر إذاعة صوت القدس من غزة، والذي يتناول حالة الإحباط لدى الشباب الفلسطيني وندرة فرص العمل ومشاكل الانقسام الدائر بين حركتي "فتح" و"حماس"، إضافة إلى التطرق لدواعي تردي الأوضاع الاقتصادية سوءاً.
ويقول ساق الله لـ"العربي الجديد": "ناطرين تغيير للأمل والحياة في غزة، هذا المسلسل جاء لإيصال هذه الرسالة، ولنقول بأن الفلسطينيين هم أموات ويعيشون في مقابر درجة أولى، على اعتبار أن ما تحت الأرض درجة ثانية، لا أمل ولا طموح ولا حياة".
ويبين المخرج الفلسطيني بأن المسلسل يحمل طابعاً درامياً يتجسد في 30 حلقة على مدار شهر رمضان، عكف على إنتاجه طاقم متخصص في الدراما لما يقارب خمسة أشهر، للتعبير عن الواقع الفلسطيني الصعب وحياة الشباب وانعدام سبل العيش والحياة في قطاع غزة.
وعن رسالة العمل الدرامي الإذاعي، يضيف ساق الله، "من حقنا نعيش ونحلم كباقي الناس في دول العالم، نحن لسنا مِلك أحد من أطراف الانقسام الفلسطيني، بدنا تغيير وناطرين فرج، وهذه هي رسالة المسلسل".


المساهمون