الحيوانات المنزلية ضحايا جانبية لفيروس كورونا في باكستان

الحيوانات المنزلية ضحايا جانبية لفيروس كورونا في باكستان

08 ابريل 2020
متطوع يقدم الطعام لكلاب مهجورة (فرانس برس)
+ الخط -

استحالت آلاف الحيوانات المنزلية من هررة، وكلاب، وأرانب في باكستان، ضحية غير مباشرة لتفشي فيروس كورونا الجديد، بعد تخلي أصحابها عنها في ظل تدابير الحجر المنزلي المفروضة في البلاد.

وبعد أسبوعين على إغلاق سوق "إمبريس" للحيوانات في كراتشي (جنوب)، كانت عايشة شوندريغار لا تزال تسمع من الخارج أصوات الحيوانات المتروكة في الموقع المشيد في حقبة الاستعمار البريطاني في القرن التاسع عشر.

فقد ترك في السوق حوالي ألف حيوان منزلي عند الإغلاق، وعُثر على العشرات منها نافقة داخل أقفاص صغيرة من دون إنارة أو تهوية، ولا حتى مأكل ومشرب، في وضع وصفته شوندريغار بأنه "مريع".

وفي لاهور (شرق)، ثاني كبرى المدن الباكستانية مع 12 مليون نسمة، عثر على جيف كلاب في موقع للصرف الصحي قرب سوق تولينغتون، أحد مراكز تجارة الحيوانات المنزلية.

وتمكنت كيران ماهين من إنقاذ عشرين حيواناً آخر، بعدما أقنعت السلطات بالسماح بإدخالها إلى مبنى آخر مشيد في زمن الاستعمار البريطاني، لكنها وصلت بعد فوات الأوان.

وتستذكر كيران ماهين التي أسست منظمة للرفق بالحيوان؛ "عندما فتحت الشرطة الستائر الجرارة، كانت حيوانات كثيرة نافقة في الداخل" خصوصاً جراء الاختناق.

وتؤكد الشرطة أنها عرضت على التجار إطلاق حيواناتهم في مناطق آمنة، لتتمكن من إيجاد الطعام. وقد رمى بعض هؤلاء الحيوانات في حفرة صحية حيث تعرضت للغرق.

ولا تشكل حقوق الحيوانات أولوية في باكستان، التي يعود فيها أحدث القوانين المعنية بهذا الموضوع إلى العام 1890.

وفي كل عام، تجري سلطات كراتشي حملات تسميم واسعة تطاول مئات الكلاب الشاردة. كذلك تعاني حدائق الحيوانات في سائر أنحاء البلاد وضعاً مزرياً.

وجرى استيراد مئات الحيوانات الغريبة، أو تربيتها محلياً، خلال السنوات الأخيرة، لكي يتباهى بها أغنياء كراتشي الذين ينشرون صوراً لهم مع أسود، في مركباتهم الفاخرة الرباعية الدفع.

وفي هذا الإطار، قد يبدو الكفاح من أجل حماية الحيوانات معركة خاسرة مسبقاً، بعدما حصد وباء "كوفيد-19" أرواح 54 شخصاً، وأصاب نحو 3900 في باكستان، فيما يعقد الحجر المنزلي المفروض على ملايين العمال المياومين الوضع.

وبينما يشهد المجتمع تزايداً في المبادرات الرامية لمساعدة السكان الأكثر فقراً، فإن الحملات الموجهة لمساعدة الحيوانات لا تزال نادرة.

غير أنّ الناشطين من أجل حقوق الحيوانات لم يفقدوا الأمل. وقد حققت عايشة شوندريغار نصراً صغيراً من خلال إقناعها سلطات كراتشي بالسماح لفريقها بدخول محال بيع الحيوانات لساعتين يومياً من أجل الاهتمام بها.

(فرانس برس)

المساهمون