الحوثيون يهددون بضرب القصور الملكية في السعودية

سياسة/اشتباكات اليمن/(محمد حويس/فرانس برس)
07 يوليو 2020
+ الخط -

توعدت جماعة  "أنصار الله" (الحوثيون)، الثلاثاء، باستهداف ما سمتها "قصور الظالمين المجرمين" داخل الأراضي السعودية، ودعت المواطنين السعوديين والمقيمين على أراضيها للابتعاد عنها، وكذلك عن المواقع العسكرية.

وجاء التهديد الحوثي الأول من نوعه منذ بدء الحرب قبل أكثر من 5 سنوات باستهداف القصور الملكية السعودية، على لسان المتحدث العسكري للجماعة، يحيى سريع، في مؤتمر صحافي تناقلته وسائل إعلام حوثية.

وقال المسؤول العسكري الحوثي: "على المدنيين السعوديين أو المقيمين الابتعاد عن قصور الظالمين المجرمين، فقد أصبحت ضمن بنك الأهداف، ونقول لهم أيضا، ابتعدوا عن المقرات العسكرية أو المقرات المستخدمة لأغراض عسكرية".

ولم يحمل المؤتمر الصحافي للمتحدث الحوثي أي تطورات لافتة بشأن مكاسب على الأرض كما جرت العادة في كل ظهور، وكان واضحا أن عقد المؤتمر جاء للرد على المتحدث العسكري للتحالف السعودي، الذي ظهر الأسبوع الماضي يتوعد الحوثيين بـ"بتر الأيادي" في حال استهدفوا مواقع مدنية داخل السعودية، وهدد قادة الجماعة الحوثية بمصير مشابه لمقتل الرجل الثاني بالجماعة، صالح الصماد، قبل عامين.

ودافع المتحدث الحوثي عن عملياتهم العسكرية في العمق السعودي، وقال إن طائرات المسيّرة، وكذلك الصواريخ الباليتسية، "تتجه إلى أهدافها وفق مسار مرسوم مسبقاً"، لافتا إلى أن "صواريخ العدوان الاعتراضية هي التي تسقط على المدنيين".

وحاول المتحدث الحوثي مغازلة المواطنين السعوديين، وقال: "نحرص على إخواننا المدنيين في نجد والحجاز، أو في عسير، أكثر من قوى العدوان"، في إشارة إلى قوات التحالف السعودي.

وأضاف: "القصف الجوي بالطائرات الحربية التي تحاول إسقاط المسيرات يؤدي إلى إصابات في صفوف المواطنين (..) العدو هو من يستهدف المدنيين من خلال بطاريات الباتريوت التي تسقط على المنازل والشوارع".

حاول المتحدث الحوثي مغازلة المواطنين السعوديين

وتطرق المسؤول العسكري الحوثي للتهديد السعودي لقياداتهم بمصير مشابه لما حدث لعملية استهداف رئيس المكتب السياسي السابق والرجل الثاني بالجماعة، صالح الصماد، الذي استهدفته مقاتلات التحالف في إبريل/نيسان 2018 بمدينة الحديدة مع عدد من مرافقيه.

وقال: "ردنا على اغتيال الرئيس الصماد ليس بعملية واحدة، بل بسلسلة عمليات ستقض مضاجعكم وتهز عروشكم، واليوم لن نرد على التهديد بتهديد، بل سنؤكد أن فعلنا يسبق القول".

وأشار سريع إلى أن ما وصفها بـ"لغة التهديد والوعيد" لن تجدي نفعا معهم ومع قواتهم المسلحة من قادة وضباط وأفراد، لافتا إلى أنه لا يوجد "أي قوة على وجه الأرض يمكن أن توقف عملياتنا العسكرية المشروعة"، حسب تعبيره.

وكشف متحدث الحوثيين أن وضع جماعته العسكري اليوم "أفضل بكثير مما كان عليه"، وأشار إلى أن مفاجآت الجيش الموالي لهم "لن تتوقف".

وقال: "نجحنا بتنفيذ عمليات نوعية تمثلت في ضربات مركزة على أهداف حساسة من ضمن بنك أهدافنا، وجميع أهداف قواتنا عسكرية أو ذات طبيعة عسكرية أو أهداف لها علاقة بالجانب العسكري".

واتهم المسؤول العسكري الحوثي الوكالة الأميركية للتنمية بممارسة ما سماها بـ"الأدوار الاستخباراتية" تحت لافتة العمل الإنساني، وزعم العثور على أسلحة من الوكالة الأميركية في جبهات البيضاء ومأرب، دون الكشف عن نوعية تلك الأسلحة. 

محاكمة زعيم الحوثيين و174 من جماعته

في سياق مواز، بدأت محكمة عسكرية تابعة للحكومة الشرعية في محافظة مأرب، الثلاثاء، محاكمة افتراضية لزعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي، و174 قياديا من جماعته، بعدد من التهم، على رأسها الانقلاب على الشرعية الدستورية اليمنية.

ووفقاً لوكالة "سبأ" الخاضعة للحكومة الشرعية، فقد وجهت النيابة العسكرية عددا من التهم للمتهمين، شملت "الاشتراك مع آخرين في تأسيس تنظيم إرهابي مسلح (أنصار الله) برئاسة المتهم الأول، وتحت إشراف المتهم الثاني، وقيادات عسكرية من "حزب الله" اللبناني والحرس والثوري الإيراني، يقوم على فكرة الحق الإلهي في الحكم وخطط تصدير الثورة الإيرانية إلى اليمن، والقوة العسكرية والعنف وسيلته الوحيدة لتحقيق أهدافه".

كما شملت التهم الموجهة للحوثيين "الانقلاب على النظام الجمهوري وسلطاته الدستورية بقوة السلاح والعنف، ووضع رئيس الجمهورية والحكومة رهن الإقامة الجبرية، والشروع في قتل رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، في إشارة للهجوم الجوي الذي نفذته مقاتلة حربية على قصر معاشيق الرئاسي بمدينة عدن في مارس 2015، عندما انتقل الرئيس هادي عبدربه منصور هادي من صنعاء إلى عدن".

وتضمنت التهم الموجهة للمتهمين "إقامة علاقات غير مشروعة مع دولة أجنبية هي إيران"، بقصد "الإضرار بمركز الجمهورية اليمنية الحربي والسياسي والدبلوماسي والاقتصادي، والاشتراك مع أتباعهم وأنصارهم في الترويج لأفكار تكفيرية متطرفة، والتخابر مع دولة أجنبية هي إيران، وأمدوها بمعلومات تخص الأمن القومي اليمني والخليجي، مقابل إمدادها لهم بالأسلحة النوعية والاستراتيجية".

وبهذه المحاكمة الصورية الأولى، تكون الحكومة الشرعية قد بدأت بمحاكاة التجربة الحوثية، التي نفذت سلسلة محاكمات وأحكام إعدام، طاولت الرئيس هادي وأعضاء حكومته المعترف بها دوليا، بتهمة التخابر مع دولة أجنية هي السعودية، ودعوتها لشن حرب على اليمن.

المساهمون