الحوثيون ينتقمون من الصحافيين

الحوثيون ينتقمون من الصحافيين

03 مايو 2015
خطف واعتقال وإقفال لوسائل إعلامية (Getty)
+ الخط -
تحولت المدن التي يسيطر عليها "تحالف" جماعة أنصار الله (الحوثيين) والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح إلى معتقلات للصحافيين وأصحاب الرأي المعارض، ورافق ذلك حملة إغلاق عدد كبير من وسائل الإعلام. فأضحى من الخطر أن تفصح عن طبيعة عملك كصحافي في مدينة مثل العاصمة صنعاء... حيث يمكن أن تعتقل بسبب أو بدون سبب.
في الخامس من مارس/آذار الماضي، هدد الحوثيون عبر وزارة الإعلام التي يسيطرون عليها باتخاذ إجراءات رادعة تصل حد الإغلاق لأي وسيلة إعلامية تعمل لما سموه بـ "إثارة الفتن والقلاقل". وبعد هذا الإعلان أغلقت الجماعة مقار عدد من وسائل الإعلام، بينما لا يزال مسلحوها يحتلونها حتى الآن. ومارست الجماعة حملة تهديد وتضييق بحق الصحافيين والناشطين المعارضين لها على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويقول الصحافي في موقع "الاشتراكي نت"، صلاح حسن، إن "الحوثيين حولوا حياة الصحافيين إلى جحيم، مع استمرار حملات الاختطاف وأعمال القمع". ويضيف لـ "العربي الجديد" أن هذا مؤشر خطير من خلال مصادرة حق التعبير والرأي، وانتهاج الحوثيين لأسلوب "إن لم تكن معي فأنت ضدي". ووصف حسن هذه الأساليب "بالإفلاس الأخلاقي والقيمي".
ويقول الصحافي طه ياسين إن وضع الصحافي صار معتقلاً أو ملاحقاً أو معطلاً؛ بسبب إغلاق وسيلته الإعلامية أو مخوّناً بسبب موقفه. وأضاف "دور الصحافي أصبح معطلاً، ولا فرق إن كان في الاعتقال أو في فضاء مكبوت".
ويعتبر ياسين أنّ ما يقوم به الحوثيون وتحالفهم، هو بمثابة "الحرب" ضد الشعب، من بينها "الأسلوب الإجرامي" ضد الإعلام، "فالحوثي يريد إعلاماً بخصائص لا تسلط الضوء على ما تقوم به مليشياته".
من جهة أخرى، أدرجت جماعة الحوثيين 38 شخصية يمنية على قائمة المطلوبين لها، من بينهم صحافيون وناشطون سياسيون، بتهمة "الخيانة" والمساس بما اعتبرته استقلال الجمهورية اليمنية.

[إقرأ أيضاً: اليمنيون وانتهاء العاصفة: ماذا عن الأمل؟]

ومن بين الصحافيين وزيرة الإعلام نادية السقاف وغمدان اليوسفي ومختار الرحبي، وعبد الله إسماعيل ومراسل تلفزيون "العربية" حمود منصر، ومراسل تلفزيون "الجزيرة" أحمد الشلفي وعارف أبو حاتم.
وقال مختار الرحبي، وهو السكرتير الصحافي في الرئاسة اليمنية، تعليقاً على إدراج الحوثيين اسمه: "ما تقومون به من جرائم قتل وتدمير وإحراق للمنازل وقصف الأحياء السكنية ماذا يمكن تسميته؟ وطنية مثلاً".
من جانبه، قال غمدان اليوسفي، رداً على إدراج الحوثيين اسمه، "يتعامى هؤلاء عن جرائمهم، وكأنهم لا يرون ماذا فعلوا بهذا البلد، كل هذه الدماء والترهيب والخراب ولم يشاهدوه، فقط يشاهدون ما نقوله في هذه القناة أو تلك ويعتبرونه مساساً باليمن". وأضاف: "السيادة الوطنية التي يتحدثون عنها هي إمكانية عيشنا معاً، بعيداً عن سجونهم ورصاصهم، باختصار، السيادة هي الإنسان، وأنتم قتلتموه".

المساهمون