الحوار البيئي

الحوار البيئي

16 نوفمبر 2014
مشكلات البيئة تؤرق السودانيين (Getty)
+ الخط -

ننادي بالحوار على مستوى رئاسة الجمهورية، في ذات الوقت الذي نقصي فيه الكيانات التي ذهبت في هذا المضمار بعيداً. وأعني منظمات المجتمع المدني التي استطاعت أن تسد الفجوة في مجالات التوعية والتثقيف، بل وفي الكثير من الخدمات الضرورية للمواطن.
واحدة من هذه الكيانات هي الجمعية السودانية لحماية البيئة التي وُجدت في العام 1975. وعملت على مدى أربعة عقود في نشر الوعي البيئي، والتصدي للقضايا البيئية السودانية. وتمددت فروعها في أرجاء السودان (أكثر من مائة فرع). كما فرّخت خلال هذه الفترة المئات من الناشطين والناشطات.

في العام 1986، كان للجمعية ريادة دعوة الأحزاب السياسية بغرض التحاور حول قضايا البيئة والتنمية، تمهيداً لتبني كل حزب القضايا البيئية والتنموية ضمن برنامجه الانتخابي (الديمقراطية الأخيرة). وبعد تجارب شراكات مجهضة في عدد من القضايا، تواصل النداء حول ضرورة مواصلة الحوار. فتبنى المنتدى البيئي بالجمعية فكرة تداول القضايا الملحة من خلال أهل الشأن في كل قضية. وشكل المنتدى (برلمان البيئة ــ كما يطلق عليه) منبراً حراً لأصحاب الشأن البيئي التنموي في البلاد لأعوام عديدة. فقد طرحت من خلاله العديد من القضايا.

وفي هذه الأيام، نجد حراكاً واسعاً في أروقة الجمعية، لتضمين قضايا حيوية في الحوار الدائر حول الشأن السوداني، لارتباط قضايا البيئة بالسياسة والاجتماع الاقتصاد. ويتناول الحوار الموازي قضايا الأرض بين الاستثمار والاستخدام التقليدي وحقوق السكان. وقضايا المبيدات بأنواعها في ظل الاتهام القائم بانتشار بعض الأمراض المتصلة بها. والخارطة الهيكلية للعاصمة التي كانت حتى العام 1950 من أجمل وأنظف العواصم في أفريقيا والشرق والأوسط، وقد أصبحت الآن ضمن أكثر عواصم العالم تلوثاً بالغبار. وقضايا البيئة الحضرية عموماً. وقضايا المياه، وما يدور الآن من نزاعات حول السدود. بالإضافة إلى قضايا التنوع الحيوي والمحميات الطبيعية. وقضايا الزراعة. وقضية السودان الأولى (التصحر) في ظل ما يجتاح العالم والإقليم من آثار للتغير المناخي. ذلك بغرض طرح رؤية استراتيجية من شأنها أن تفضي إلى وجهة نظر قومية حول هذه القضايا. وقد أكد الرئيس الأسبق للجمعية الدكتور معتصم نمر أنّ على رأس هذه القضايا تأتي قضية البيئة في نظام الحكم.

وما قد يبين جدية الحكومة الحالية من عدمها، وصدقية مناداتها للحوار هو تبني هذه القضايا والوصول فيها إلى ما يرضي الإنسان السوداني القانع تماماً بأن وراء كل قضية شائكة شأن بيئي.

(متخصص في شؤون البيئة)

المساهمون