امتدت الحملة الشعبية المناهضة لزيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان المرتقبة إلى العراق، من مدن جنوبي البلاد إلى العاصمة بغداد، حيث انتشرت في مناطق مختلفة وسط العاصمة العراقية، شعارات ويافطات علقت على الحافلات العمومية للنقل، وفي الساحات العامة، ترفض الزيارة، وتصف ولي العهد السعودي بـ"قاتل الأطفال
وتقوم منظمات إنسانية و"رابطة ذوي ضحايا الإرهاب في العراق"، بالإشراف على الحملة، التي على ما يبدو شكلت حرجاً لحكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي، مع وجود دعم لها من قبل أحزاب سياسية ومليشيات عدة
وشوهدت صباح الخميس يافطات تحمل صور ولي العهد السعودي، وصوراً له، تصاحبها عبارات "مثلي لا يبايع مثلك"، و"قاتل أطفال اليمن".
وقال الصحافي محمد علاء، إن "نشر بعض اللافتات في شوارع بغداد، وتعليقها على بعض سيارات المواطنين البسطاء، بمثابة دخول الحملة رسمياً إلى العاصمة العراقية، بعدما كانت بدأت في الجنوب"
واعتبر علاء، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أن "هناك جهات سياسية عراقية تعمل على توريط الشعب بعلاقة غير مجدية مع السعودية، وإدخاله في خانة صراعات المحاور".
بدوره، رأى الناشط المدني طه الغانمي، أن "العراق يحتاج إلى تحسين علاقاته مع الدول العربية، لكن عليه أولاً أن يدرك ماذا بعد هذه العلاقات، فالسعودية المتورطة من خلال توريد الإرهاب وقتل آلاف العراقيين، لا يمكن أن يتمّ الصفح عنها من خلال صداقة سريعة"
وعبرّ الغانمي، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، عن اعتقاده، بأنه "بالرغم من أن نوايا السعودية ليست طيبة تجاه العراق، لكن مجابهتها بالتهجم لا تجلب لنا سوى أزمة جديدة قد تعيد المشاكل السابقة والتفجيرات وعدم الاستقرار الأمني".
من جهته، قال عضو المجلس المحلي لمدينة بغداد، سعد المطلبي، إن "المجتمع العراقي عموماً، وبالأخص الأُسر التي خسرت عدداً من أفرادها بسبب الإرهاب، تعتقد أن السعودية متورطة في الهجمات الدموية على بغداد وغيرها من المدن"،
ورأى المطلبي أن "على السعودية الاعتذار للشعب العراقي عن فتاوى التكفير والإرهاب التي انطلقت منها، قبل التخطيط لزيارة العراق"، لافتاً إلى "النداءات والفتاوى العديدة التي خرجت من السعودية، بمساندة إعلامها الذي ساهم بنشر الرعب بين أوساط المجتمع العراقي، من خلال فضائية العربية، وقناة الحدث، وكذلك فضائية وصال، التي كانت تستضيف شخصيات تدعو صراحةً الى قتل الشيعة والمرتدين من السنة".
وكان من المتوقع أن يقوم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بزيارة العراق في أبريل/نيسان المقبل، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام عراقية، فيما سرت أخبار عن تأجيلها إلى ما بعد الانتخابات التشريعية العراقية، وأخرى تتعلق برفض مراجع دينية وشخصيات سياسية عراقية لهذه الزيارة.
ومن المتوقع أن يرافق محمد بن سلمان في أول زيارة رسمية يقوم بها مسؤول سعودي إلى العراق منذ عام 1989، وفدٌ سعودي رفيع المستوى، على أن يقوم ولي العهد السعودي خلال زيارته بتدشين السفارة السعودية الجديدة في بغداد، وقنصلية بلاده في النجف، ومعبر حدودي جديد بين البلدين في عرعر.