الحلقات الأخيرة من مسلسلات الكرتون: يتبع..

الحلقات الأخيرة من مسلسلات الكرتون: يتبع..

17 نوفمبر 2016
(على متن قطار في اليابان، تصوير: أساهي شيمبون)
+ الخط -

عندما كنا صغارًا، تابعنا الكثير من أفلام "الإنيمي" اليابانية، ولم يتسنّ لنا حتى اليوم معرفة نهايتها. فبعض سلاسل "الكرتون" تشعر بعد تعاقب أجزائها الطويلة، بأنها لا نهائية، وسيستمر إنتاجها إلى ما بعد موتنا.

لا تزال هذه السلاسل تعرض على الشاشات ويتابعها الجمهور منذ أكثر من عشرين عامًا، وتتوارث الأجيال حبها. ويبقى السؤال عن نهايتها موضوعاً مثيراً للجميع، ولا تنتهي التوقعات بخصوصها، بل إن بعض الشائعات تتسرب بين الحين والآخر عن الطريقة التي ستنتهي بها هذه الحكايات.


المحقق كونان
في سنة 1996، انطلق الجزء الأول من سلسلة "المحقق كونان"، ولم يتوقف عرضه حتى اليوم. ولقد تجاوز عدد حلقاته 835 حلقة، بالإضافة إلى عشرين فيلما مبنيا على "المانغا" نفسها.

ويمتاز المسلسل بوجود مستويين للحبكة، حيث إن هدف المحقق كونان، هو حل القضية الخاصة به، والّتي حوّلته من "سينشي كودو" إلى "كونان إيديجاوا"، بسبب إجباره على تناول العقار السحري. ولكي يوقِع "المحقق" بالعصابة، يلجأ إلى التخفي في منزل خطيبته وأبيها الّذي يعمل أيضاً كمتحرٍ خاص.

وعلى الرغم من عجزه خلال العشرين سنة الماضية عن حل قضيته الخاصة به، فهو يقوم في كل حلقة بحل قضية فرعية، ويسرد نهاية القاتل وشخصيات القصة الفرعية، والّتي تمتد أحياناً لأعوام مقبلة، وتبقى نهايته وحدها لغزا يُحيّر الجميع.

وبين الحين والآخر، تنطلق بعض الإشاعات عن عرض الحلقة الأخيرة في اليابان، ويتناقش الجميع في نهاية مسلسل "المحقق كونان" الّتي لم تصدر بعد. وفي كل المرّات التي انتهى فيها المسلسل افتراضيًا، كتب له الجمهور نهاية سعيدة، حيث يعود "سينشي" إلى شخصيته الطبيعية، ويتزوج من "ران"، الّتي لم تُقم علاقة أخرى مع شاب آخر في العشرين سنة الماضية، رغم غيابه الغامض.

ومن ناحية أخرى، يحاول الجمهور حل القضية الّتي عجز "كونان" عن حلها، فيبحثون عن شخصية رئيس العصابة بالأفراد المحيطين به، ومنهم من شكّك في أن يكون "والد سينشي" هو زعيم العصابة، والبعض الآخر شكّ في المتحرّي "توغو".

وبعض الإشاعات طاولت كاتب المانغا أيضًا، حيث يشاع أن الكاتب غوشو أوياما، كتب الحلقة الأخيرة، وأوصى بأن تعرض بعد موته، وإلى ذلك الحين سيمضي "كونان" وقته في حل القضايا الفرعية .


كابتن ماجد
لا تعتبر رياضة كرة القدم من الرياضات الشعبية في اليابان، ولكن النزعة اليابانية للتفوق في الرياضة الأولى على المستوى العالمي اقترنت بزراعة الأفكار القادرة على تنمية جيل من اليافعين المولعين بهذه اللعبة.

على الرغم من أن السلسلة يعود تاريخها إلى سنة 1961، إلا أن المانغا لم تصدر حتى سنة 1981، واقترنت بسلسلة جديدة، مغايرة لسلسلة الأبيض والأسود القديمة، وتتميز نسختها المحدثة بمنهجية واضحة ومحددة، فهي كانت تهدف إلى تنمية جيل الثمانينيات ليكون قادرًا على المضي بعيدًا في مسابقة كأس العالم 2002، الّتي استضافتها اليابان وكوريا الجنوبية.

ووصل عدد حلقات "الكابتن ماجد" إلى 236 حلقة موزعة على خمسة أجزاء، إضافة إلى صدور خمسة أفلام منفصلة عن السلسلة. وتوقف إنتاج المسلسل قبيل كأس العالم 2002، ولكن الحلقة الأخيرة الّتي تنتهي بوقوف المنتخب الياباني بقيادة ماجد، في مواجهة منتخب البرازيل بقيادة مدربه القديم فواز استعدادا للمواجهة المرتقبة طيلة الخمسة أجزاء، لم تكن مرضية بالنسبة للجماهير، التي لا تزال تتوقع صدور أجزاء جديدة لتنتهي السلسلة بطريقة منطقية.

ورغم توقف السلسلة منذ ما يقارب 12 سنة، إلا أن الشائعات عن عودة "الكابتن ماجد" إلى الملاعب، لا تزال تصدر من حين لآخر، رغم أن أغلب هذه الإشاعات ترافقها نكهة كوميدية، حيث يتوقع البعض أن يعود الكابتن ماجد ليتحسر على خيبته بعد خروج منتخب بلاده من المسابقة التي استضافوها، في حين يتوقع البعض الآخر مشاركة الفريق الخيالي للمنتخب الياباني في مسابقات أخرى، ككأس العالم 2022، أو الأولمبياد.

ويتمنى البعض أن يصدر جزء جديد، ينتقل فيه الكابتن ماجد ليلعب دور المدرب. وكل هذه التوقعات تطاول السلسلة بسبب النهاية غير المقنعة لها، فالناس تتوقع أن تنتهي السلسلة باعتزال ماجد، أو بحمله كأس العالم.


بوكيمون
ليست "المانغا" المطبوعة هي مصدر سلسلة "بوكيمون"، وإنما استوحيت السلسلة من لعبة فيديو كانت منتشرة على جهاز "نينتندو" تحمل الاسم نفسه، والّذي حمل بنسخته العربية الاسم الإنكليزي، فكلمة "بوكيمون" هي اختصار لكلمتي pocket monsters، أي وحوش الجيب. فالسلسلة مرتبطة بالإبداع على مستوى تخيل عوالم لمخلوقات افتراضية، وليست مبنية على قصة متينة.

بدأت سلسلة "بوكيمون" سنة 1999، ولا يزال إنتاجها مستمراً حتى اليوم، ووصل عدد حلقاتها إلى 930 حلقة، ولا تزال النهاية غير معروفة وغير متوقعة، فغياب عنصر الحبكة الرئيسية القادرة على ربط العمل، أعفت السلسلة من التفكير في النهاية للعالم المتخيل الّذي افترضته.

نهاية السلسلة ليست مهمة بالنسبة للجمهور حتى الآن، وما يهم الجمهور فعلاً هو مراقبة هذه الكائنات الّتي خلقها الإنسان بخياله، ومراقبة لحظات التطور، والتغيرات الّتي تطرأ على "البوكيمونات". إلا أن ذلك لا يعني غياب عناصر الحبكة الرئيسية كالقصة والصراع عن حلقات هذه السلسلة، ففي كل حلقة يتصارع الخير والشر، ونستمتع بحكاية جديدة وأسطورة متخيلة لبوكيمون جديد.

ولا يزال الجمهور يترقب إضافة "بوكيمونات" جديدة، ويستمتع بألعاب الفيديو التي ساهمت السلسلة في الترويج لها، ولا يفكر في مصير "آش كوتشر".


دراغون بول
هي من أقدم سلاسل "الإنيمي" اليابانية الّتي لا تزال تصدر حتى اليوم، فهي بدأت سنة 1984، ولم تتوقف حتى الآن. ووصل عدد الحلقات إلى 604 حتى الآن، وهي موزعة على خمسة أجزاء، بالإضافة إلى 29 فيلماً.

وما يميز "دراغون بول" عن باقي السلاسل الّتي ذكرناها سابقاً، هو الحضور الطاغي للأسطورة، والبداية في كل جزء جديد من بعد النهاية، فكل جزء من الأجزاء الماضية انتهى بطريقة كانت مرضية لإيقاف المسلسل، ولكن شعبيته حرّضت على التفكير في بدء قصة جديدة مستندة على الأسطورة نفسها.

في الجزء الأول من السلسلة، تبدأ القصة عندما وجد الجد "جوهان" طفلاً يتيمًا فتبناه وسمّاه "جوكو"، ومكثا معًا في البرية معلمًا إياه فنون القتال. وذات ليلة مقمرة تحوّل "جوكو" إلى غوريلا عملاقة وقضى على الجد "جوهان". وعندما غاب القمر عاد "جوكو" إلى طبيعته، فوجد جده يلفظ أنفاسه الأخيرة فأوصاه جده بألا يتعرض للقمر كاملاً مرة أخرى.

يعتزل "جوكو" بعدها حتى يقابل "تشي تشي"، ويلتقي بعدها العديد من الأصدقاء، منهم "روشي"، معلمه ومعلم جده. وسعى الأصدقاء معاً للعثور على كرات التنين السبع. وهي كرات عندما تجتمع، يظهر لك تنين أسطوري يحقق أي أمنية، ليتخلص بعدها "جوكو" من لعنته ويتزوج من "تشي تشي" معلنًا نهاية الجزء الأول.

ويستأنف المسلسل أحداث الجزء الثاني بعد هذه النهاية المقنعة، بإعطاء أبعاد جديدة للأسطورة، عندما يعلم "جوكو" أنه ليس من كوكب الأرض، بل من كوكب آخر يُدعى "فيجيتا".

وقد أرسل "جوكو" إلى كوكب الأرض لمهمة تدميره، ولكن "جوكو" يدافع عن الأرض في وجه مرسليه. وتدخل تفاصيل جديدة على الأسطورة كالسفر عبر الزمن، وينتهي الجزء بانتصار "جوكو" وأصدقاؤه وحماية الأرض.

وفي الجزء الثالث، يعود "جوكو" طفلاً بسبب أمنية شخص شرير عثر على الكرات السبع، فيبحث "جوكو" عن الكرات مرة أخرى ليعود ويكبر. وفي الجزء الرابع تمت إعادة الأجزاء الأولى واختصارها وتنميقها، بينما بدأ الجزء الخامس مؤخراً بحكاية جديدة.

ولا يزال الجمهور يترقب نهاية السلسلة القديمة، إلا أن العرب لا يشاركون كثيرًا في هذه التوقعات، لأن الترجمة الضعيفة أثّرت على شعبية المسلسل على مستوى الوطن العربي.