اتهمت الحكومة الليبية المؤقتة، فجر الأحد، السودان بدعم ميليشيات إسلامية "إرهابية" مناوئة لها. واعتبرت الملحق العسكري السوداني في ليبيا "شخصاً غير مرغوب فيه".
وأشارت الحكومة، في بيان، إلى أن "طائرة نقل عسكرية سودانية دخلت المجال الجوي الليبي من دون إذن أو طلب رسمي من مصلحة الطيران المدني الليبي، ما يشكل خرقاً للسيادة الليبية".
وعبّرت الحكومة الليبية عن استنكارها ورفضها التام لهذا الإجراء، موضحة أن الطائرة "كانت محمّلة بشحنة من الذخائر، لم تطلبها الدولة الليبية، ولم تكن على علم بها، ولم تنسّق فيها مع السلطات السودانية".
وأشارت الحكومة إلى أن "وجهة الطائرة كانت نحو مطار معيتيقة"، في العاصمة الليبية طرابلس، والذي تسيطر عليه ميليشيات تابعة لقوات "فجر ليبيا".
كما لفتت إلى أن "الشحنة تم اكتشافها بعد توقف قائد الطائرة في مطار الكفرة الحدودي مع السودان للتزوّد بالوقود"، من دون أن تحدد الزمان التي دخلت فيه الطائرة الأجواء الليبية.
واعتبرت أن "هذا العمل من قبل الدولة السودانية، يتجاوز الدولة الليبية، ويتدخل في شؤونها، ويقحم السودان كطرف داعم بالأسلحة لجماعة إرهابية تعتدي على مقدرات الدولة الليبية". وأضافت أن "ذلك يعدّ أيضاً مخالفة صريحة للقرارات الدولية، وآخرها قرار مجلس الأمن الدولي بحظر توريد الأسلحة إلى ليبيا".
وطالبت الحكومة الليبية المجتمع الدولي ومجلس الأمن بمساعدة البلاد في مراقبة أجوائها لمنع تكرار مثل هذه الاختراقات، التي تعمل على تأجيج الصراع، ودعت في الوقت نفسه، السلطات السودانية إلى الكف عن التدخل في الشأن السياسي الليبي وعدم الانحياز لأي من أطراف الأزمة في البلاد، والتوقف عن مثل هذه الإجراءات المرفوضة شكلاً ومضموناً.
وشددت على أن "لليبيا الحق في اتخاذ كافة الإجراءات لحفظ أمن واستقرار وسيادة البلاد".
وكان الجيش السوداني قد نفى تقديمه أيّاً من أشكال الدعم لأي طرف من أطراف النزاع المسلح في ليبيا.
وقال المتحدث باسم الجيش السوداني، العقيد الصوارمي خالد سعد، لقناة "الشروق" السودانية المقرّبة من الحكومة، إن "الطائرة التابعة للجيش السوداني التي وصلت مطار معيتيقة الليبي أخيراً (أمس الأول الخميس)، كانت تحمل معينات (مساعدات) للقوات السودانية ـ الليبية المشتركة"، المنتشرة على الحدود بين البلدين.
ونفى المتحدث السوداني أن تكون الطائرة "تحمل أي مساعدات عسكرية للجماعات المسلحة بليبيا"، وقال إن "الشعب الليبي هو الأقدر على حل وتجاوز جميع خلافاته الداخلية دون تدخل من أحد"، ولم يتضح ما إذا كان الصوارمي يتحدث عن الطائرة التي تحدثت الحكومة الليبية عنها، أم عن طائرة أخرى.