الحكم بالسجن 5 سنوات على العداء بيستوريوس

طوى القضاء الجنوب أفريقي صفحة العداء البارالمبي أوسكار بيستوريوس، بعدما أصدرت المحكمة العليا في "بريتوريا" اليوم الثلاثاء حكما بالسجن خمس سنوات بحقه، بتهمة القتل غير العمد لصديقته عارضة الأزياء ريفا ستينكامب.

وجاء الحكم النهائي الذي أصدرته القاضية ثوكوزيلي ماسيبا في القضية، بعدما تقدم العداء ومحاميه بطلب توقيع عقوبة الإقامة الجبرية بحق بيستوريوس لمدة ثلاثة أعوام، وعدم الزج به داخل السجن، لكن الطلب قوبل بالرفض في النهاية، واتجه العداء للوقوف خلف القضبان.

وحظيت قضية أوسكار بيستوريوس، البالغ من العمر (27) عاماً، بالاهتمام في مختلف وسائل الإعلامية حول العالم، خاصة أنه عُرف في بطلاً شجاعاً في ميادين "أم الألعاب" وحاز على إنجازات مميزة كسرت حاجز "الإعاقة" ونالت استحسان المتابعين نظير ما دونه من إنجازات، واكتسب بيستوريوس شهرته الأكبر في عام (2012)، بعد مشاركته في أوليمبياد لندن، ليصبح أول عداء بأطراف اصطناعية يشارك في دورة للألعاب الأوليمبية.

وقام بيستوريوس "المبتور القدمين"، في فجر يوم 14 فبراير/ شباط من العام الماضي، بقتل صديقته ستينكامب رمياً بالرصاص من خلف باب حمام حجرة نومه، بالمنزل الذي كان يعيش فيه مع صديقته العاطفية، في بريتوريا بجنوب أفريقيا. حيث فسر قيامه بإطلاق النار عمداً باتجاه باب حمام منزله، بدون نية قتل الشخص الذي كان خلف الباب، والذي يقول العداء إنه اعتقد أنه لص، ولكنها كانت صديقته في النهاية.

حكم قابل للاستئناف
ورغم أن قاضية المحكمة ماسيبا أصدرت حكمها المبدئي، الشهر الماضي، بإدانة العداء بتهمة القتل غير العمد، مستندة إلى رواية العداء والتي تتركز على قوله بتواجد لص في منزله، قبل إصدار القرار النهائي بالسجن خمسة سنوات، إلا أن بيستوريوس يمكنه أن يستأنف عقوبته في غضون 14 يوماً.

وهي ليست المرة الأولى التي يصدر فيها حكم بحق بيستوريوس؛ فقد سبق وأن صدر حكم بحقه بالسجن ثلاث سنوات مع وقف التنفيذ، بتهمة الإهمال، إثر قيامه بإطلاق الرصاص على الأرض بأحد مطاعم جوهانسبرج، لكنه يقضي هذه العقوبة خارج أسوار السجن شريطة عدم ارتكابه أي جريمة جديدة.

القاضية تصرّ
أشارت قاضية المحكمة العليا في بريتوريا، ثوكوزيلي ماسيبا، في حيثيات حكمها، إلى خطورة جرم بيستوريوس، وإهماله المتمثل في فتح النار على صديقته اعتقاداً منه أنها لص، وأضافت القاضية أنه في حالة تطبيق عقوبة مغايرة للسجن فإنه يتم بذلك توجيه رسالة خاطئة إلى المجتمع، أما السجن لمدة طويلة فإنه سيعتبر أمراً غير مناسب.

ولم تستجب القاضية لطلب الدفاع المتمثل في توقيع عقوبة الإقامة الجبرية بحق بيستوريوس لمدة ثلاثة أعوام، وعدم الزج به داخل السجن، كما قالت القاضية أن المجتمع "لا يمكنه أن يحصل على ما يريد ببساطة، فالمحاكم ليست موجودة من أجل الفوز بجائزة شعبية، ولكن لكي تحقق العدالة"، في إشارة إلى الانتقادات التي وجهت إلى المحكمة حول إدانة بيستوريوس بالقتل غير العمد.