الحقيقة وراء ريال بيتيس.. لا تحلموا بعالم سعيد!

الحقيقة وراء ريال بيتيس.. لا تحلموا بعالم سعيد!

24 يونيو 2015
+ الخط -


"لقد أخبرت جدي وجدتي أنني سوف أنهي حياتي الكروية على مقربة منهم، لقد كان حلماً بالنسبة لي، كرة القدم هي لعبة الغد، وكل شيء خلالها قابل للحدوث"، أعاد رافاييل فان دير فارت تصريحاته القديمة، بعد توقيعه الرسمي لفريق ريال بيتيس، النادي الأندلسي العائد إلى الأضواء مرة أخرى. بيت جد فارت في مقاطعة قادش، لذلك نفذ اللاعب الكبير جزءا رئيسيا من وعده، صحيح أنه لم يختر فريق المقاطعة، لكنه راهن على ريال بيتيس، الجار الأقرب للمقاطعة التي تقع ضمن حدود الأندلس في إسبانيا.

السر وراء الهولندي
دخل ريال بيتيس سوق الانتقالات الصيفية بقوة، وأصبح اسمه في مقدمة عناوين الميركاتو، سواء داخل إسبانيا أو خارجها، لدرجة تهكم البعض حول هذه الظاهرة، وتأكيدهم أن بطل الدرجة الثانية سوف يسحب البساط من تحت أقدام برشلونة وريال مدريد، وسيفوز ببطولة "لا ليغا" خلال الموسم المقبل، بسبب هذا الكم غير العادي من الأخبار التي تؤكد اقتراب النادي من حفنة لاعبين جديد.

المتابع الجيد لوضع بيتيس المالي، يدرك سريعاً أن عملية التعاقد مع فان دير فارت تجارية واستعراضية بحتة، النادي يريد القول إنه عائد من جديد، لذلك يجب أن تكون العودة على قدر عظمة الماضي الجميل، لذلك كان الخيار الهولندي فكرة عبقرية بالنسبة لمدراء الفريق الأندلسي. لاعب كبير، تألق مع ريال مدريد من قبل، قاد المنتخب الهولندي لفترات طويلة، وفوق كل هذه الصفات، يملك عقد انتقال حر.

لم يقدم فارت المردود الكبير مؤخراً، وتم وصفه كأحد أسوأ اللاعبين في الدوري الألماني، وبسبب راتبه العالي، قرر هامبورغ ناديه القديم التفريط فيه، بالتالي سيتحمل ريال بيتيس فقط راتب اللاعب. وتعتبر هذه الصفقة ترويجية أكثر منها فنية، رغم أن اللاعب لا يزال قادراً على العودة، شريطة برنامج تدريبي متكامل ورغبة حقيقية في التألق.

تاريخ وتكتيك
يعد ريال بيتيس أحد أعرق الفرق الإسبانية، إنه النادي الحاصل على لقب الدوري من قبل في مناسبة واحدة، مع تتويجه بكأس الملك مرتين. ويقود الفريق المدرب المميز بيبي ميل، الذي خاض تجربة إنجليزية مع ويست بروميتش ألبيون بالبريمييرليغ. ويمتاز المدير الفني بعقلية تكتيكية متفوقة، وقدرة على دراسة خصومه مستخدماً أحدث أساليب الـ "Scout" الخاص بدراسة نقاط ضعف وقوة كل خصم، وتحديد الخطة المناسبة لمقابلته.

يعتمد ميل على خطة 4-4-2 كطريقة تكتيكية ثابتة، لكنه يتحول إلى 4-5-1 عندما يريد الدفاع، و4-2-3-1 في بعض الحالات، وتصدر بيتيس البطولة الإسبانية الثانية بكل جدارة. مع الرهان الحقيقي على التحولات، الفريق لا يهاجم في المطلق، لكنه يعرف كيف ينطلق بالكرة من الخلف إلى الأمام، وهذا النضج التكتيكي هو السبب الرئيسي في تفوقه على كل منافسيه.

يلعب بيتيس بثنائي هجومي متقدم، روبين كاسترو وخورخي مولينا، الأول سجل 32 هدفا والثاني 19. يمتاز النجمان بخبرة كروية عريضة وحاسة تهديفية واضحة. لكن هناك دانييل سيبايوس فيرنانديز، نجم الفريق الأول والجوهرة التي يتصارع عليها كل من تشيلسي وأتليتكو مدريد.

اللاعب الأفضل
الوضع المالي العام في بيتيس ليس بالرائع، مثله مثل معظم الأندية الإسبانية التي تعاني من ويلات الكرة الحديثة، ورغم كل الأخبار التي تؤكد دخول النادي في أكثر من صفقة، فإن السيناريو المنطقي والحتمي سيكون عبارة عن سلاح "الإعارة"، بسبب صعوبة شراء العقود الخاصة باللاعبين المميزين. لدرجة أن النادي تم إجباره على شراء عقد فؤاد قادير بشكل كامل، حتى لا يخطفه ناد آخر فقط، وفقاً ما أكدته الصحف المقربة من الفريق.

يقول جمهور بيتيس عن داني سيبايوس، إنه لاعب وسط على الطريقة الإسبانية، يجيد التمرير على خطى تشافي، مع مهارة إيسكو البديعة، بالإضافة إلى قدرته على أداء الشق الدفاعي كجابي. لذلك بمقدوره قيادة فريقه في دوري الدرجة الأولى إذا استمر خلال الموسم المقبل.

داني هو الـ Interior مثل كوكي في أتليتكو مدريد، لاعب وسط يلعب على اليسار، نصف جناح ونصف ارتكاز صريح في خطة 4-4-2، ويبدو أن هذا المركز هو الصيحة الجديدة في ملاعب الليغا، وفي حالة استمراره مع ريال بيتيس، سيكون حلا سحريا في ظل صعوبة التعاقد مع نجوم كبار بهذه الأسعار الحالية القياسية.

الديربي يعود
عودة بيتيس إلى الدرجة الأولى تعني عودة "ديربي" الأندلس مرة أخرى، إشبيلية وجهاً لوجه أمام ريال بيتيس، إنها واحدة من أشرس وأقوى المباريات في الدوري الإسباني، القمة التي تحصد في العادة بطاقات بالجملة في الجانبين، وتشهد حربا جماهيرية حامية الوطيس بين العشاق في بينيتو فيامارين، والأنصار في الراموس سانشيز بيزخوان، الملاعب الخاصة بالفريقين العريقين.

قبل تحسن مستوى أتليتكو مدريد مؤخراً، احتل ديربي الأندلس المركز الأول فنياً وجماهيرياً في مختلف نواحي إسبانيا، وعودة هذه المباراة مرة أخرى تعد مكسبا حقيقيا لكل متابعي ومحبي البطولة المحلية، خصوصاً أن إشبيلية في أفضل حالاته، وبيتيس يريد إعادة الأمجاد القديمة.

بعيداً عن أي حسابات جماهيرية وومضات إعلامية، تبقى عملية رجوع بيتيس أمرا رائعا للجميع، لكن الفريق يحتاج إلى انتفاضة كروية قوية، وإلا سيعود مرة أخرى من حيث أتى، إلى الدرجة الثانية .. إلى  لاسيغوندا.

لمتابعة الكاتب



اقرأ أيضاً

قسوة الأيام..بارما التاريخ والنجوم سقط إلى دوري الهواة

المساهمون