وفي أول مقابلة صحافية عقب مذكرة اعتقاله، بسبب وقوفه إلى جانب المحتجين ضد الوجود السعودي في المحافظة، قال الحريزي، في حوار مع "العربي الجديد"، اليوم الأربعاء، إنّ "على السعودية الرحيل من المحافظة ووقف مشاريعها"، لافتاً إلى أنّه "على الحكومة الشرعية أن يكون لها موقف حازم حيال ما يقوم به التحالف من ممارسات احتلالية في البلاد".
أصدر التحالف السعودي الإماراتي مذكرة اعتقال بحقكم، كيف ستتعاملون مع الأمر؟
علمت بهذه المذكرة من خلال وسائل الإعلام، وكنت أتوقع إجراءً من هذا القبيل من قبل التحالف، وهي مذكرة لا تعنيني مطلقاً. وفهمت أنّ التعليمات ليست من القيادات العسكرية اليمنية أو الحكومة الشرعية، وإنّما من قياداة التحالف وتحديداً السعودية والإمارات، التي تحتل الجنوب، وهذه المذكرة سببها كشفنا الحقائق للعالم، وهي أنّ السعودية والإمارات أصبحتا دولتين محتلتين؛ الإمارات تحتل الجنوب ولا تسمح للرئيس (عبد ربه منصور هادي) بالإقامة فيها كما لا تسمح باستخدام الميناء والمطار، وأيضاً في حضرموت هناك ضباط إماراتيون، هم الذين يديرون حضرموت الساحل.
أما في المهرة؛ فلدينا الاحتلال السعودي، وقد اكتشفنا أخيراً بدء القوات السعودية العمل على طريق سيتم عبره مد أنبوب للنفط بدون أي تنسيق مع الدولة اليمنية سواء حكومة شرعية أم سلطة محلية، وللأسف الشديد أقولها إنّ التحالف يتعامل معنا كـ"حيوانات وليس بشر"، وبالتالي نحن رفعنا الصوت ورفضنا هذه الإجراءات وسنستمر بذلك لأنّنا بشر وهذه أرضنا، وعلى السعوديين أن يتوقفوا عن هذه المشاريع الاستعمارية.
إذا كان وصفهم بالمحتلين قد أزعجهم، ووجهوا القيادات العسكرية اليمنية في حضرموت باعتقالي، فعليهم أن يرحلوا من المحافظة ويوقفوا أطماعهم، ولن يكونوا بعد ذلك محتلين. وهنا أسأل الحكومة الشرعية: هل يعقل أن يتم إعادة إعمار اليمن بدءاً من منطقة الخرخير الواقعة في الربع الخالي؟ هذا كلام غير معقول ونحن أمام مؤامرة كبيرة وعلينا أن ننتبه لها، ومستعدون للتضحية بكل ما نملك في سبيل حماية أرضنا. إذا كانوا صادقين في عملية إعادة الإعمار، هناك مناطق تضررت ودمّرت من الحرب، فلماذا لا يقومون بإعادة إعمارها؟
كيف ستتصرف إذا ما تم العمل على تطبيق مذكرة الاعتقال بحقك؟
أنا أحترم قادتنا العسكريين اليمنيين، وأنا عميد في الجيش، ولا أعتقد أنّ القادة اليمنيين سيحاولون القيام بمثل هذا الأمر، لأنّهم يعملون أنني على حق. وأنا من هنا أنصح هؤلاء القادة بأن يفكّروا فيما يحدث، وبأننا أمام احتلال، وأنّ هذا هو وطننا وعلينا جميعاً الدفاع عنه، عليهم أن يعرفوا بأننا سنكون عوناً للتحالف عندما يكون عوناً لنا، وسنكون ضده إذا انحرف عن أهدافه وتحول ضدنا، هذا وطننا وليس لعبة.
وأنصح أيضاً الأخوة في السعودية بأن يتوقفوا عن هذه الممارسات في المهرة، وهم أمام خيارين: إما التوقف عن هذه الإجراءات والتواجد غير المقبول، إما الدخول في إبادة جماعية لأننا لن نسكت أو نرضخ للتهديدات. كما أوجه نداء للقيادة الشرعية بأن تقول كلمة حق، فنحن لسنا ضد مصالح السعودية لكن ليس بهذه الطريقة الاستعمارية والمهينة.
أقول إنّ هذه المذكرة لا تعنيني وسأنشط في كل مديريات المحافظة، كما أدعو كل أبناء محافظة المهرة إلى تنفيذ اعتصامات ومظاهرات وألا يستسلموا إطلاقاً، وأشد على أياديهم للاستمرار في الاعتصامات والمطالبة برحيل الاحتلال.
ما هي ردة فعل قبائل المهرة على هذه المذكرة؟
بعد صدور هذه المذكرة، استقبلت أكثر من 60 شخصية وشيخاً من كل مديريات المحافظة، وهناك وقوف وتكاتف ضد هذه الإجراءات، ومعنوياتنا عالية وهذه المذكرة لن تؤثر على عملنا واحتجاجاتنا السلمية.
هل حاول السعوديون من قبل التواصل معك ومحاولة كسبك إلى صفهم؟
حدث هذا بالفعل، وهناك عدة رسائل وصلتني من قائد القوات المشتركة الأمير تركي بن فهد، ودُعيت لزيارة السعودية، لكنني رفضت، لأنني لا أتبعهم. أنا لدي قيادة يمنية هي من تطلب مني ما تريد، لكن أنا لا أتبع القيادة السعودية حتى أنفذ ما يريدون.
هل تعتقد أنّ هذا التصعيد السعودي يمكن أن يؤثر على الاحتجاجات المناهضة لتدخلهم في المحافظة؟
نحن في المهرة شعب وقبائل متامسكة، ولا يوجد سوى مجموعة قليلة متمترسة مع قوات الاحتلال، وهؤلاء لا يؤثرون على عموم الناس في المحافظة وهم كثيرون، مطالبنا معروفة وهي رحيل القوات السعودية، ووقف أي مشاريع استعمارية تضر بالسيادة اليمنية، ومستمرون في هذه المطالب ولن نتراجع.
كيف تنظر إلى علاقة التحالف بالشرعية؟
للأسف استخدم التحالف، الشرعية لتمرير أجنداته وتحديداً في الجنوب، وللأسف إنّ القيادات في التحالف لا تحترم قيادة الشرعية في اليمن، ويتم التعامل معها بشكل مسيء ومعيب. أنا أطالب قيادات الشرعية بأن يحاولوا لملمة أوراقهم لمصلحتهم أولاً وأخيراً ولمصلحة الوطن. سياسات التحالف السعودي الاماراتي، دفعت الشعب إلى أن يثور عليه في المهرة وفي شبوة وفي عدن وفي حضرموت، وما حدث مؤخراً من تمزيق وحرق صور قادة الإمارات؛ خير دليل على هذا الأمر.