الحريري في بيروت... والذهول في الإعلام

الحريري في بيروت... والذهول في الإعلام

08 اغسطس 2014
+ الخط -
قرابة الساعة العاشرة والنصف من صباح الجمعة، اختفت كل الصور عن الشاشات اللبنانية. وحده رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري احتلّ الصورة. الحريري يمشي في باحة السرايا الحكومية... يحيّي الصحافيين الموجودين في الخارج، مبتسماً ابتسامته الشهيرة. ابتسامة المغترب العائد بعد هجرة.

قرابة الساعة العاشرة والنصف من صباح الجمعة، أصيب الإعلام اللبناني بالذهول. "فعلها وعاد" عبّرت شاشة الـmtv. ديما صادق على lbci، توقّفت فجأة عن محاورة ضيفها: "أعيدوا عليّ الخبر؟ ماذا؟ لا أريد أن أذيع معلومة خاطئة". ثم تظهر الصورة امامها، فتتابع: "إذاً مفاجأة لم يتوقّعها أحد، الرئيس سعد الحريري في بيروت". على قناة "الجديد"، ومن دون أي تعليق، نشاهد الحريري خارجاً من سيارته، يقترب منه الأمين العام لمجلس الوزراء سهيل بوجي، ليحضنه. ثوانٍ من العوطف المتبادلة بين الرجلَين، تقطعها فجأة أصوات الصحافيين، والموجودين في باحة السرايا الحكومي. أصوات لا تخفي نشوتها بعودة الحريري. "رجع رجع الشيخ" تقول إحدى السيدات التي يسمع صوتها في الخلفية. "المنار" تنقل الخبر ببساطته: "الحريري يعود إلى بيروت بعد غياب ثلاث سنوات".

دقائق قليلة، ويختفي ذهول الشاشات، لتحلّ مكانه زحمة الأخبار العاجلة عن نشاط "الشيخ سعد". "المستقبل" (التابعة للحريري) طبعاً بدت الأكثر بهجة. لم يفارق شريط "العاجل" شاشاتها: "الحريري يلتقي رئيس الحكومة تمام سلام"، و"العماد جان قهوجي يتوجّه إلى بيت الوسط لمقابلة الحريري"، و"الحريري سيشارك في الاجتماع الأمني في السراي"... مثلها فعلت باقي الشاشات. الحريري عاد بعد غياب دام لأكثر من ثلاث سنوات. الخبر وحده كفيل بكسر رتابة المشهد السياسي والإعلامي. مشهد لم تكسره إلا أحداث أمنية دامية في السنوات الأخيرة. 

وفي قمة الانشغال المحلي بالحريري، حاول الوزير السابق وئام وهاب سرقة الأضواء منه، فانسحب من حلقة الحدث مع الزميلة سمر أبو خليل، احتجاجاً على كلام عضو هيئة العلماء المسلمين الشيخ أمير رعد. لكن مرّ الانسحاب بسلام، وعاد إلى الحلقة. وعادت معه الأضواء إلى الحريري.

على مواقع التواصل الاجتماعي بدا الذهول مشابهاً. لكنّه ذهول مرفق بكثير من السخرية. سخرية ارتفعت حدّتها مع هاشتاغ "#هيا_نتجولق" (في إشارة إلى الخطأ الذي ارتكبه الحريري في لفظ اسم الفوج المجوقل في الجيش اللبناني). وعند انتصاف النهار بلغ عدد التغريدات على هذا الوسم اكثر من ستة ملايين تغريدة. في المقابل، استعمل مناصرو الحريري وسم "#الحريري_في_بيروت" للترحيب بعودة رئيس الحكومة السابق في "لحظة الحسم".

المساهمون