الحرس الثوري الإيراني على الحدود العراقية السورية

الحرس الثوري الإيراني على الحدود العراقية السورية

04 اغسطس 2020
المليشيات تتمتع بنفوذ كبير (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -

قال عنصران من قوات حرس الحدود العراقية أحدهما ضابط برتبة ملازم، اليوم الثلاثاء، لـ"العربي الجديد"، إن عناصر يرجح أنهم من الحرس الثوري الإيراني أجروا زيارة سريعة لمواقع ومعسكرات على الحدود العراقية السورية ضمن محور التنف ــ البو كمال ــ القائم يوم أمس دامت عدة ساعات، مؤكدين أن وصولهم المنطقة تم من خلال الأراضي السورية وليس العراقية.
ويأتي ذلك بالتزامن مع تقارير تحدثت عن استهداف مقار لمليشيات تابعة لإيران في ريف دير الزور الشرقي وبلدة البوكمال على الحدود العراقية السورية بطائرات مجهولة، طاولت مقار لمليشيات "فاطميون"، و"كتائب حزب الله"، العراقي موقعة خسائر في صفوف تلك العناصر.
وأبلغ ضابط برتبة ملازم أول في قيادة قوات حرس الحدود العراقية/ المنطقة الثانية، "العربي الجديد"، بأن عربات رباعية الدفع دخلت بشكل متفرق الشريط الحدودي بين العراق وسورية عند الساعة الثالثة من عصر أمس الاثنين، تضم شخصيات إيرانية. ووفق المصدر ذاته فقد أجرت تلك الشخصيات لقاءات مع الفصائل المسلحة الموجودة في منطقة العلامة، والشيلمانة الحدودية بين العراق وسورية، التي تنتشر فيها مقار لمليشيات مسلحة أبرزها "كتائب حزب الله" و"الطفوف" و"الخراساني" إضافة إلى مليشيا "النجباء".

المعلومات من منطقة الشريط الحدودي العراقي السوري تتحدث عن إعادة انتشار وتموضع للفصائل الموجودة هناك

وأوضح الضابط أن المعلومات المتوفرة من مصادر مقربة من المليشيات تشير إلى أن الشخصيات الإيرانية ضباط بالحرس الثوري وقدموا من دمشق، وليس من داخل العراق.
من جهته، أكد عنصر آخر في قوات حرس الحدود وصول الشخصيات الإيرانية، لافتا إلى أن الزيارة هي الأولى من نوعها منذ نحو شهرين، وتأتي بالتزامن مع إعادة انتشار للمليشيات على الحدود العراقية السورية. وأشار إلى أن قسما منهم دخل الجانب العراقي بواقع 4 و6 كيلومترات انطلاقا من سورية، مرجحا أن يكون ذلك لتجنب التعرض للقصف داخل العراق، أو رفع أي حجة لاستهدافهم.
وأضاف المصدر ذاته في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، بأن الوضع بشكل عام على الحدود هادئ من ناحية التهديدات الإرهابية، مشددا على أن حالة عدم الاستقرار تأتي من تلك المليشيات التي تنافس الجيش وحرس الحدود العراقي في المنطقة مقابل انعدام أي وجود لقوات النظام الذي يكتفي بنشر المليشيات على الحدود. 
في الإطار ذاته قال موقع "نهر ميديا"، المعني بتغطية الأوضاع في الشرق السوري، إن "حركة كثيفة لسيارات وآليات تابعة للمليشيات العراقية دخلت إلى العراق من المعبر العسكري يعتقد أنها تحمل قتلى وجرحى نتيجة غارات استهدفت مواقعها داخل الجانب السوري".
إلا أن عنصرا في "اللواء 45" بمليشيا "الحشد الشعبي"، ويدعى محمد الطليباوي نفى صحة ذلك، وأكد في اتصال مع "العربي الجديد" أنه لم يصل من الجانب السوري أي قتلى من الوحدات العاملة هناك، مضيفا أن "القصف الذي تتعرض له وحدات لفصائل المقاومة الإسلامية ناجم عن قصف الكيان الصهيوني والأميركيين".
وتستخدم عبارة "فصائل المقاومة الإسلامية" في الإشارة للمليشيات المرتبطة بإيران، والتي تمتلك أجنحة مسلحة تقاتل في سورية فضلا عن أجنحتها المحلية في العراق.

الخبير في الشأن الأمني في محافظة الأنبار العميد المتقاعد سعد الحديثي قال لـ"العربي الجديد"، إن المعلومات المتحصلة من الشريط الحدودي العراقي السوري تتحدث عن إعادة انتشار وتموضع للفصائل الموجودة هناك وقد يكون ذلك مرتبط بتأمين ما بات يطلق عليه طريق طهران دمشق البري المار عبر الأنبار إلى سورية.
وأشار الحديثي إلى أن "المنطقة الممتدة بين التنف والبو كمال مرورا بالقائم وحصيبة ومكر الذيب والمصب والعذايات وعلى مسافة 160 كم تقريبا من الشريط العراقي السوري باتت أكبر نقطة تجمع للمليشيات والقوات غير النظامية في الشرق الأوسط"، وفقا لتعبيره.
وتابع "وجود هذا الكم الهائل من المليشيات بشكل لم يحصل حتى مع ذروة قوة داعش يدعو لطرح كثير من الأسئلة حوله، وبالتأكيد حكومة بغداد لم تجِب على أي منها لأن الموضوع متعلق بمشروع أو خطط إيرانية".