الحرب العالمية الثانية ما زالت تشغل الألمان

الحرب العالمية الثانية ما زالت تشغل الألمان

13 يونيو 2015
خلال الذكرى السبعين لانتهاء الحرب العالمية الثانية (Getty)
+ الخط -

على الرغم من مرور 70 عاماً على انتهاء الحرب العالمية الثانية، إلا أنها ما زالت تحظى باهتمام من قبل الألمان. وأظهر استطلاع للرأي أجراه معهد "يوغوف" الألماني لقياس مؤشرات الرأي، بمناسبة الذكرى السبعين لانتهاء الحرب في الثامن من مايو/أيار الماضي، أن ثمانية في المائة فقط من الألمان المستطلعة آراؤهم اعتبروا أن الحرب لا تشكّل أي أهمية بالنسبة إليهم. في وقت قال 47 في المائة من الذين شملهم الاستطلاع إنهم ما زالوا متأثرين بهذه الحقبة، بوصفها أكثر فصول التاريخ الألماني ظلاماً.

وقال 40 في المائة من الذين شاركوا في الاستطلاع إن موضوع الحرب يمثل أهمية بالنسبة لهم، لكنهم لا يشعرون أنهم متأثرون من الناحية العاطفية. وبيّن أن موضوع الحرب العالمية الثانية لا يناقش على المستوى الرسمي وفي وسائل الإعلام فحسب، بل بين الأفراد أيضاً. وأوضح 9 في المائة أنهم لا يتناولون هذا الموضوع في النقاشات العائلية، فيما أوضح 88 في المائة أنهم يتناقشون حول مصير أسلافهم، ويطرحون أسئلة عن تاريخ الحرب والمسؤولية التي تتحملها ألمانيا وأوضاع الأسر التي عايش أفرادها قسوة الحرب.

ورأى 81 في المائة أن تبعات الحرب لم تنته تماماً، وما زالت ألمانيا تعاني من أضرارٍ بسبب التزاماتها حيال إسرائيل وحساسيات التعامل مع روسيا، فيما قال 8 في المائة فقط إن الحرب العالمية الثانية ليس لها تأثير في علاقات ألمانيا الدولية. في السياق، قالت الطبيبة النفسية كورا كيبكا إنه يصعب على المواطن الألماني نسيان أن ألمانيا كانت السبب في بدء الحرب العالمية الثانية، وما زالت آثار هذه الحرب، على الرغم من مرور وقت طويل، تؤثر على حياة البعض، وخصوصاً أنها خلّفت وراءها كثيراً من الأذى النفسي، إذ قتل آنذاك نحو تسعة ملايين ألماني، بينهم أكثر من ثلاثة ملايين مدني، بالإضافة إلى تشريد نحو 12 مليون شخص، عدا عن الدمار الذي حلّ بالبلاد. لم ينسَ الألمان كل هذه الأمور، وخصوصاً أولئك الذين فقدوا عائلاتهم في الحرب.

بحسب كيبكا، غالباً ما يعاني الأبناء من أمراض نفسية يكون لها ارتباط وثيق بظروف الحرب التي عاشها الوالدان. كذلك، يعاني معظمهم من قسوة وبرودة لأنهم افتقدوا الحب في طفولتهم، ويجدون صعوبة في التواصل العاطفي ويشعرون بالخوف غير المبرر وعدم الأمان. أضافت أن الذين عايشوا الحرب وبقوا على قيد الحياة نقلوا آثارها السلبية إلى أبنائهم، من خلال طريقة تربيتهم لهم من دون وعيهم بذلك.

اقرأ أيضاً: آثار الحرب العالمية عالقة في دريسدن