الجيش المصري يؤجل بدء العلاج بجهاز "الكفتة"

الجيش المصري يؤجل بدء العلاج بجهاز "الكفتة"

28 يونيو 2014
اللواء عبد العاطي وفريقه المساعد حول الجهاز (العربي الجديد)
+ الخط -

أجلت الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة المصرية اليوم، ما قالت إنه:" كشف النقاب عن جهازها لعلاج (فيروس سي) ومرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، لمدة 6 أشهر كاملة"، بعدما كانت أعلنت في السابق أن العمل بالجهاز سيبدأ في الثلاثين من يونيو/ حزيران الجاري.

وقال العقيد تيسير عبد العال، استشاري المناعة بالقوات المسلحة، وأحد أعضاء الفريق الطبي للجهاز إنه: لن يتم استقبال مرضى من المواطنين في الموعد المحدد مسبقا، نظرا لاستكمال البحوث"، مضيفا في مؤتمر صحفي عقده الفريق الطبي، اليوم السبت، أن اللجنة الطبية المشرفة على الجهاز أوصت بضرورة توسيع العينة التي يشملها البحث.

وأثار الاختراع الكثير من الجدل العلمي والبحثي في مصر وأنحاء العالم، واعتبره كثير من الأطباء والمتخصصين "خدعة" و"كذبة" كبيرة، بينما قال متخصصون إن ما يشاع عنه يخالف كل المعايير البحثية والعلمية، وإن الكشف عن الجهاز في مؤتمر صحفي رسمي حضره، وقتها الرئيس المؤقت عدلي منصور ووزير الدفاع عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء وقتها حازم الببلاوي، يعد ضربا من الدجل العلمي غير المبني على معلومات أو دراسات حقيقية.

واشتهر الجهاز عالميا، وتداولت وسائل الإعلام العالمية تصريحات لرئيس الفريق المشرف عليه، اللواء عبد العاطي، قال فيها إنه "سيحول الفيروس إلى كفتة"، بينما قال باحثون في علوم الفيروسات في الكثير من الجامعات العالمية إن الأمر بات "كوميديا" ولا علاقة له بالعلم من قريب أو بعيد.

واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالكثير من الانتقادات للجهاز وللجهة الرسمية التي تبنته، على مدار نحو الشهر تقريبا، قبل أن تتوارى أخباره، التي عادت مجددا قبل أسبوع مع اقتراب الموعد الذي حددته القوات المسلحة المصرية لبدء استخدامه.

ودشنت حركة شباب "6 أبريل"، قبل أيام، حملة تحت اسم "عالجونا"، وزعت خلالها مطبوعات على المواطنين المصابين بمرض "الإيدز" وفيروس "سي"، لحشدهم للعلاج بمستشفيات القوات المسلحة ابتداء من 30 يونيو/ حزيران، وركزت نشاطها على محافظات "القاهرة والجيزة والإسكندرية والشرقية والبحيرة وبني سويف والفيوم وأسيوط والغربية".

واعتبر المنسق العام لحركة "شباب 6 إبريل"، عمرو علي، أن تأجيل القوات المسلحة الإعلان عن بدء استخدام جهاز علاج الالتهاب الكبدي الوبائي "فيروس سي"، ومرض نقص المناعة المكتسبة "الإيدز"، لمدة ستة شهور قادمة، يؤكد ما اعتبره "كذب وتضليل" الجيش، ونجاح حملة "عالجونا" التي أطلقتها الحركة.

وقال عمرو علي، لـ"العربي الجديد": إن ما حدث يؤكد "سياسة الكذب والتضليل التي تتبعها المؤسسة العسكرية لتجميل صورتها بعد المذابح والانتهاكات التي ارتكبتها طوال العام الماضي. ندرك جيدا عدم فعالية الجهاز المزعوم في علاج الأمراض، لهذا أطلقت الحركة هذه الحملة للضغط على المؤسسة العسكرية للاعتراف بالحقيقة".

وبحسب منسق "6 ابريل" فإن تأجيل القوات المسلحة للعلاج بالجهاز "حتى لا يرتبط تاريخ بدء استخدام الجهاز الوهمي بتاريخ انقلاب 30 يونيو"، بحسب قوله، حيث تعول قيادات الجيش على "نسيان المواطنين لادعاءاتها بقدرتها على علاج أمراضهم. لكن قريبا سيكشف المواطنون وعود الجيش الوهمية بإنشاء مليون وحدة سكنية؛ وعلاجهم بالكفتة"، حسب قوله.

وكان عضو المكتب السياسي للحركة، محمد مصطفى، كشف عن توزيع 200 ألف منشور يدعو مرضى الالتهاب الكبدي الوبائي، "فيروس سي"، ومرض نقص المناعة المكتسبة، للاحتشاد أمام مستشفيات القوات المسلحة نهاية الشهر الحالي.

كما وزع أعضاء الحركة في عدد من المحافظات، أمس الجمعة، منشورات على قاطني المحافظات لدعوتهم للتوجه لمستشفيات القوات المسلحة لتلقي العلاج ضمن فعاليات حملة "عالجونا".

وأعلنت القوات المسلحة عن اكتشاف الجهاز، مشيرة إلى بدء استخدامه في الذكرى السنوية الأولى لتظاهرات 30 يونيو/ حزيران؛ في الوقت الذي كشفت فيه تقارير صحفية عن أن مخترع الجهاز إبراهيم عبد العاطي، لا ينتمي للمؤسسة العسكرية، وإنما هو معالج بالأعشاب، وتم منحه رتبة لواء بلا مسوغ قانوني.

وكانت القوات المسلحة منعت عددا كبيرا من الصحفيين من دخول مؤتمرها الصحفي الذي عقدته اليوم السبت، بمستشفى كوبري القبة العسكري (شرق القاهرة)، وفي مقدمتهم مراسلا هيئة الإذاعة البريطانية، ووكالة الأنباء الألمانية، وأغلب المنتمين للجرائد المصرية الخاصة.

المساهمون