الجيش العراقي يحاصر بلدة الطارمية لليوم السادس

الجيش العراقي يحاصر بلدة الطارمية في بغداد لليوم السادس

11 فبراير 2018
سكان البلدة يعانون في صمت (حيدر محمد علي/فرانس برس)
+ الخط -

تفرض القوات العراقية ومليشيات "الحشد الشعبي"، منذ ستة أيام على التوالي، حصاراً خانقاً على بلدة الطارمية شمالي بغداد، وتشن حملات دهم واعتقال طاولت العشرات من أبنائها، بينما يطالب الأهالي برفع الحصار عن بلدتهم، مستغربين من هذا الإجراء، في وقت يعدّ فيه الوضع الأمني مستقرا فيها.

وقال ضابط في مركز شرطة الطارمية، لـ"العربي الجديد"، إنّ "قوات من الجيش والحشد الشعبي، فرضت حصاراً، منذ ستة أيام، على بلدة الطارمية شمالي بغداد، من دون سابق إنذار"، مبينا أنّ "القوات لم تكشف عن أسباب هذا الحصار، الذي يحول دون دخول أو خروج الأهالي".

وأضاف "لقد فوجئنا بهذا الحصار، إذ إنّ المنطقة لم تشهد أي خروقات أمنية"، مبينا أنّ "القوات تنفذ يوميا عمليات دهم وتفتيش على المنازل والأسواق، وقد اعتقلت العشرات من أبناء المنطقة"، لافتا إلى أن "القيادات تؤكد أنّها ستُخضع المعتقلين للتحقيق".

من جهته، انتقد النائب عن تحالف القوى، أحمد المشهداني، خلال مؤتمر صحافي عقده في الطارمية، "إطلاق التصريحات الكاذبة من قبل المسؤولين، بوصف بلدة الطارمية بأنّها منبع الإرهاب"، معتبرا أنّ "الوضع الأمني في البلدة يجب أن يقيّم من قبل القوات الأمنية المسؤولة عنها، ولا نسمح بالتجاوز على المنطقة".

وأشار إلى أنّه "إذا حدثت خروقات فردية في المنطقة، فهذا لا يعني أنّ المنطقة منبع للإرهاب. إنّ الأهالي لا يقبلون بذلك".

وتعاني بلدة الطارمية، وهي من بلدات حزام بغداد، منذ سنوات طويلة، من الاستهداف والتضييق الحكومي، من خلال عمليات التفتيش المستمرّة وكثرة الحواجز الأمنية وإغلاق الطرق، بينما يؤكد الأهالي أنّ معاناتهم ناجمة من الاستهداف السياسي.

وقال الشيخ عبد الله المشهداني، وهو أحد شيوخ البلدة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "عمليات الحصار والتضييق والاعتقال في بلدة الطارمية، هي استهداف حكومي واضح، إذ إنّ البلدة آمنة ومستقرة، منذ فترة طويلة، ولا توجد أي أسباب لهذا التضييق والحصار".

وأكد أنّ "الحصار شلّ الحياة في الطارمية، وأنّ المواد الغذائية تكاد تنفد من الأسواق، كما أنّ مصالح الناس تعطلت"، مطالبا رئيس الحكومة، حيدر العبادي، بـ"التدخل وعدم ترك البلدة رهينة الاستهداف".

وتُعد مناطق حزام بغداد وهي (التاجي وأبو غريب والرضوانية واليوسفية) والتي تطوق بغداد، من أسوأ مناطق العاصمة عيشا، إذ إنّها تشهد، منذ سنوات طويلة، تشديدا أمنيا، ومنع الدخول إلّا ببطاقة سكن، وقطعا لأغلب الطرق، وشللا للحياة، حتى أصبحت مناطق يصعب العيش فيها.