الجيش التركي يواصل عملياته البرية شمالي العراق ضد "الكردستاني"

الجيش التركي يواصل عملياته البرية شمالي العراق ضد "الكردستاني"

19 يونيو 2020
تركيا تحاول تأمين حدودها (الأناضول)
+ الخط -
تواصل قوات برية تركية خاصة عملياتها داخل الأراضي العراقية ضمن إقليم كردستان العراق، لتعقب مسلحي "حزب العمال الكردستاني"، المصنف على قائمة الإرهاب بأنقرة، في مناطق شرق دهوك وشمال أربيل المحاذية للحدود مع تركيا.

ويأتي ذلك وسط إجراءات أمنية مشددة اتخذتها حكومة الإقليم لمنع توسع مساحة العمليات العسكرية إلى قرب المدن السكنية عبر فرض طوق أمني للحيلولة دون انتقال مسلحي "العمال الكردستاني" إلى مناطق أخرى.

ونشرت وزارة الدفاع التركية، صباح اليوم الجمعة، مقطع فيديو قالت إنه لعناصر "الكوماندوس" وهم يبحثون عن عناصر "العمال الكردستاني" في منطقة حفتانين بإقليم كردستان العراق ضمن عملية "مخلب النمر".

وقال مسؤول بوزارة البشمركة في إقليم كردستان لـ "العربي الجديد"، رفض الكشف عن هويته، إن "قوات الأمن مهمتها منع توسع نطاق العمليات من خلال فرض إجراءات تحول دون انتقال مسلحي الكردستاني إلى مناطق جديدة وتمركزهم فيها"، مبينا أن "مسلحي العمال ينتهجون سياسة لا تعترف بحق المدنيين في الحماية ولا تبالي إن انتقل القصف والاشتباكات بين شوارع وبيوت المواطنين في المدن الرئيسة".

ولفت إلى أن "العملية العسكرية التركية تركز منذ فجر أمس على منطقة حفتانين وبعض القرى القريبة منها"، مؤكدا أن الإقليم يعتبر أن الرد على ذلك شأنا اتحاديا من اختصاص الحكومة العراقية وحدها.

وأشار إلى عدم وجود رغبة لدى سلطات إقليم كردستان العراق للتصعيد في الوقت الحاضر ضد أي طرف، لافتا إلى أن الجهود الأمنية للإقليم تنصب الآن على تأمين المناطق الحدودية بين كردستان العراق وبقية المحافظات العراقية والتي تشهد خروقات متكررة من قبل بقايا تنظيم "داعش" الإرهابي.

إلى ذلك، أكد المتحدث باسم قيادة العمليات العراقية المشتركة، تحسين الخفاجي، أن الجانب التركي لم يتشاور مع العراقيين بشأن العمليات العسكرية الأخيرة التي شنها شمال البلاد.

ونقلت وسائل إعلام محلية عن الخفاجي قوله إن التنسيق بين العراق وتركيا يعد أمرا ضروريا في مثل هذه القضايا، معتبرا أن العمل الانفرادي غير مقبول.

ولفت إلى أن الرد العسكري على مثل هذه الاعتداءات أمر منوط بالقائد العام للقوات المسلحة، رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، مشيرا إلى أن رئيس الحكومة "هو صاحب القرار حصرا، وسنلتزم بما سيصدره من أوامر".

وأمس الخميس، استدعت وزارة الخارجيّة العراقية، السفير التركيّ في العراق، فاتح يلدز، للمرة الثانية خلال يومين، وسلّمته مذكّرة احتجاج بشأن العمليات العسكرية التركية في شمال البلاد، قائلة "يستنكر العراق بأشدّ عبارات الاستنكار والشجب مُعاودة القوات التركيّة يوم 17 يونيو/ حزيران الجاري انتهاك حُرمة البلاد وسيادتها بقصف ومُهاجَمة أهداف داخل حدودنا الدوليّة". وأكدت رفضها القاطع لهذه "الانتهاكات التي تُخالِف المواثيق والقوانين الدوليّة".

ورد المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، حامي أقصوي، على ذلك بالقول إن بلاده تنتظر من العراق التعاون والتوافق في مكافحة مقاتلي "حزب العمال الكردستاني".

وأشار إلى أن عمليتي "مخلب النسر"، و"مخلب النمر"، اللتين ينفذهما الجيش التركي في شمال العراق، تستهدفان "حزب العمال الكردستاني"، الذي يشكل تهديدا للأمن القومي التركي، ووحدة أراضي العراق وسيادته.

وينشط مقاتلو "حزب العمال الكردستاني" في مناطق عدة شمالي العراق، أبرزها جبال قنديل وسيدكان وسوران وخواكورك وبنكرد، إضافة إلى أطراف قضاءي العمادية وزاخو. وعقب احتلال "داعش" عام 2014، نينوى ومنها مدينة سنجار، وجد الحزب فرصة للتوغل أكثر داخل الشمال العراقي من خلال فرض سيطرته عليها، قبل أن ينسحب إلى أطرافها بعد تسليم داخل المدينة إلى مليشيات محلية تابعة له تدعى" قوات حماية سنجار".