الجملة الأولى

الجملة الأولى

16 فبراير 2016
نضال شامخ/ تونس
+ الخط -

يقال إن الجملة الأولى في الأعمال الأدبية -إضافة إلى كونها المدخل والبوابة التي تجذب القارئ لقراءة الكتاب- هي مكمن قوة العمل السردي. ولهذا نجد في إسبانيا على سبيل المثال تقليداً لحفظ الجمل الأولى لأهم الروايات.

لهذا لن يبدو غريباً أن يسأل مقدم برامج مسابقات ضيفه عن الجملة التي تبدأ بها رواية "دون كيخوتي" لميغيل دي ثربانتس أو "مئة عام من العزلة" لماركيز أو "عائلة باسكوال دوارتي" لكاميلو خوسيه ثيلا.

الجمل الأولى في هذه الأعمال لافتة واستثنائية. في روايته المذكورة، يبدأ ثيلا بجملة على لسان باسكوال يعترف فيها البطل الذي سيقتل في خضم أحداث الرواية عدة شخصيات ومنهم أمه: "سيدي، أنا لست رجلاً سيئاً ومع ذلك لا تنقصني الأسباب لأكون كذلك. نحن الفانون جميعنا ولدنا مكسوين بالجلد ذاته غير أن القدر يروق له، ونحن نزداد عمراً أن يبدلنا كما لو كنّا مصنوعين من شمع ويقودنا في طرق مختلفة صوب النهاية ذاتها: الموت".

في المقابل، كم شخصاً يتذكر بأي جملة تبدأ أهم الروايات العربية؟ وكم عدد الأعمال التي يمكن أن نجد فيها جملاً أولى قوية؟

أتذكر الآن الجملة الأولى من "الحي اللاتيني" لسهيل إدريس: "لا، ما أنت بالحالم، وقد آن لك أن تصدِّق عينيك. أوَ ما تشعر باهتزاز الباخرة، وهي تشقّ هذه الأمواج، مبتعدةً بك عن الشاطئ، متَّجهة صوب تلك المدينة التي ما فتئتْ تمرّ في خيالك، خيالاً غامضاَ كأنَّه المستحيل؟".

المساهمون