Skip to main content
الجزائر توضح موقفها من أحداث مباراة اتحاد العاصمة
محمد ريان ــ الجزائر

الجماهير الجزائرية وأزمة المدرجات (Getty)

تباينت الآراء وردود الفعل في الجزائر حول التداعيات التي صاحبت الأحداث التي جرت خلال مباراة اتحاد العاصمة الجزائرية، وضيفه نادي القوة الجوية العراقي مساء الأحد الماضي لحساب إياب الدور الـ 32 من مسابقة بطولة الأندية العربية، لكنها اتفقت على نبذ الفتنة والتفرقة وضرورة إطفاء نار الفتنة وإبقاء الأمور في إطارها الرياضي.

وكان النادي العراقي قد رفض إكمال المباراة التي جرت بملعب عمر حمادي بالعاصمة الجزائرية، وتحديداً عند الدقيقة الـ 72 من زمن الشوط الثاني، بعد احتجاجه على هتافات جماهير الاتحاد التي وصفها بالاستفزازية، بعد تغني أنصار الاتحاد باسم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، الأمر الذي قوبل بالرفض من مسؤولي الفريق العراقي.

وانسحب لاعبو الفريق العراقي من أرض الملعب، بعد أن كان فريق اتحاد العاصمة متفوقاً بهدفين نظيفين، وأنهى الحكم الدولي الإماراتي، محمد عبد الله، المباراة بفوز أصحاب الأرض بهدفين نظيفين، وبذلك تأهل فريق اتحاد العاصمة إلى دور الـ 16، بفوزه بمجموع المباراتين، حيث كان قد حقق الفوز أيضا في كربلاء ذهاباً بهدف نظيف.

وعلق وزير الشباب والرياضة الجزائري محمد حطاب في تصريحات للصحافيين مساء الإثنين، على الحادثة قائلا: "نحن شعب مضياف ومعروف بإكرام الضيف، أعتقد بأن الجهازين الإداري والفني واللاعبين عملوا أن يظهر فريق اتحاد العاصمة على أفضل صورة، فهذا الفريق قدم مباراة عالية المستوى سواء من الناحية الرياضية أو التنافس الشريف أو الأخلاق، فضلا عن حسن الاستقبال الذي حظي به الفريق الضيف"، مضيفاً "ما حدث فعل معزول، ولا يمكن أن يؤثر ذلك على سمعة الجزائر والشعب الجزائري، كما أنه لا يمكن أن يؤثر أيضا على علاقتنا مع الأشقاء، في اعتقادي لم يصدر من الجماهير أي شيء يمكن أن يشوّه سمعة الجزائر وعلاقتها مع الأشقاء".

اعتذار رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية
بدوره، تقدم رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية مصطفى بيراف باعتذار رسمي للسفير العراقي بالجزائر. ونشرت اللجنة بيانا عبرت فيه عن أسفها لما بدر من مشجعي الاتحاد، كما أعلنت تضامنها مع "الأشقاء العراقيين" كما حمل البيان عبارات انتقاد لبعض مشجعي الفريق الجزائري.

وثمّن بيان اللجنة الأولمبية روابط الصداقة والأخوة بين الشعبين العراقي والجزائري، مؤكدا بأنها لا يمكن أبدا أن تتأثر بسبب مجموعة من المشجعين. كما أبدت اللجنة الأولمبية حرصها على تعزيز التعاون الرياضي بين العائلتين الرياضيتين الجزائرية والعراقية.

وفي تصريحات تلفزيونية، أكد مصطفى بيراف أن ما صدر من بعض مشجعي اتحاد العاصمة، فعل معزول ولا يمكن تعميمه على كل الجماهير، مشدداً على عمق العلاقة بين الجزائر وكافة البلدان والشعوب العربية. كما كشف بيراف بأنه تواصل مع السفير العراقي بالجزائر، وأبلغه اعتذاره عما جرى، قائلا "هناك خطأ صدر من بعض الأشخاص ولا يمكن أن نتهم الجميع بالضلوع في مثل هذه الأمور، لا يمكن أن نتحكم في تصرفات كل المشجعين في الملعب".

وتابع بيراف حديثه وقال: "لقد تحدثت مع السفير العراقي وقدمت له اعتذاراً، كما عبرت له عن دعم الجزائر للعراق والرياضة العراقية، وفي اعتقادي فإن ما حدث مجرد سوء تفاهم لا غير والأمور ستتحسن وستعود لطبيعتها"، مضيفاً "لقد وجهنا الدعوة لرئيس اللجنة الأولمبية العراقية للحضور إلى الجزائر، وهو رحب بالمبادرة وسنعمل سويا على تجاوز ما حصل". وختم بيراف "فريق اتحاد العاصمة منح غرف ملابسه للنادي العراقي واعتذر له عما جرى، ولهذا لا يجب تضخيم الأمور وتفادي أن تأخذا أبعاداً كبيرة".



هذا هو موقف فريق اتحاد العاصمة
من جهته، استغرب المدير الرياضي لفريق اتحاد العاصمة، عبد الحكيم سرار، ما صدر من مسؤولي ولاعبي فريق القوة الجوية العراقي، وقال سرار في تصريحات تلفزيونية: "النادي العراقي اختلق الأعذار كي يبرر هزيمته أمامنا، نحن فزنا عليهم بطريقة رياضية ولم يصدر منا أي أمر سيئ.

وأضاف: "الجميع يعرف أن علاقتنا مع الأشقاء العراقيين طيبة جدًا، لكنني أطلب من مسؤولي فريق القوة الجوية العمل على تهدئة الوضع وإطفاء نار الفتنة وألا يخلطوا بين الرياضة والسياسة". ورداً على الهتافات التي صدرت من جماهير فريقه، قال اللاعب الجزائري السابق: "بعض الجماهير رددت عبارة لم ترق للعراقيين، ولم يكن المشجعون على دراية بأن هذا الأمر سيزعج الفريق الضيف، ولهذا لا يجب تضخيم الأمر".