الجزائر: تشديد مراقبة المجموعات الدينية لـ"مكافحة التطرف"
عثمان لحياني ــ الجزائر
مساجد صغيرة وزوايا تنشر التشدد في الجزائر (Getty)
جددت الحكومة الجزائرية تأكيدها على صرامة التعامل مع دعاة الفكر المتطرف أو المتشدد، وكل المجموعات الدينية التي تحاول ترويج أفكار دينية غريبة على الشعب الجزائري.

وقال وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، في مؤتمر "دور المؤسسة الدينية في تعزيز الأمن الفكري والانسجام الاجتماعي"، الذي عقد في جامعة باتنة، شرقي الجزائر، إن "الحكومة مصرة على منع أي تمدد للجماعات الدينية والكيانات التي تحاول ترويج أفكار دينية غريبة، سواء من المشرق أو المغرب".

وأكد عيسى أن "الجزائر التي تضمن حرية المعتقد، لن تتسامح مع من يحاول تفتيت أو زعزعة الاستقرار المجتمعي والديني عبر نشر أفكار تحرض على الفرقة أو الفتنة، وتدخل البلاد في أزمة هي في غنى عنها".

وحذر الوزير الجزائري من "أفكار لا علاقة لها بالدين تستهدف إثارة المشاكل والقلاقل"، مشيرا إلى أن "اعترافات البعض خلال التحقيقات أثبتت أن بعض هذه الجماعات تستقبل تمويلا ودعما من خارج البلاد"، في إشارة إلى جماعة الأحمدية التي سبق أن لاحقتها السلطات واعتقلت عددا من أعضائها بعد أن ثبت تلقيهم أموالا.


ودعا الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، أمس الاثنين، إلى التصدي للأفكار الغريبة التي تصطدم بوحدة الشعب الجزائري السني، وقال في رسالة بمناسبة "يوم العلم" في الجزائر، الموافق لتاريخ وفاة رائد النهضة الجزائرية، عبد الحميد بن باديس: "نرى اليوم أن الشعب الجزائري السني تصطدم بوحدته أفكار غريبة، وتحاليل دينية مخيفة كانت بالأمس القريب مصدرا للفتنة، وقد تكون كذلك غدا، إذا لم نتصد لها بتبصر".



وأشار بوتفليقة إلى أن "بعض الوقائع التي زعزعت العالم الإسلامي غريبة عن الشعب الجزائري، وجعلت تماسك مجتمعنا عقائديا وفكريا يتزعزع تدريجيا لتصل الأمور إلى المساس باستقرار البلاد ومحاولة إدخالها في جحيم الإرهاب، وفي آلام المأساة الوطنية".


وقبل أسبوع، نقل وزير الشؤون الدينية والأوقاف عن بوتفليقة تحذيره من مخطط تمزيق طائفي مذهبي يستهدف الجزائر، تعده مخابرات أجنبية، ودعوته إلى الحزم تجاه محاولات هدم المنظومة الفكرية والدينية القائمة على الإسلام الوسطي المعتدل الموروث.

وقال زعيم السلفية العلمية في الجزائر، الشيخ فركوس، أخيرا، إن مجموعات دينية كالإخوان المسلمين وجماعات الزوايا والتنظيمات الحركية "ليست من الإسلام السني الصحيح". وأثار التصريح جدلا سياسيا وإعلاميا كبيرا، واعتبر عودة إلى التصنيف الطائفي والديني من شأنه أن يبعث ظواهر التشدد التي عانت منها الجزائر في التسعينيات.