الجزائر تتمسك بمقاربتها الميدانية في مكافحة الإرهاب

الجزائر تتمسك بمقاربتها الميدانية في مكافحة الإرهاب

10 يوليو 2017
الجزائر تحاول تسويق تجربتها (العربي الجديد)
+ الخط -




تعرض الجزائر، اليوم الإثنين، تجربتها في مكافحة الإرهاب ومكافحة الجريمة، في الندوة الدولية حول دور المصالحة الوطنية والوقاية ومكافحة التطرف العنيف والإرهاب.

ويشارك في هذه الندوة، التي افتتحها وزير الخارجية الجزائري، عبد القادر مساهل، موظفون سامون وخبراء في مجال مكافحة الإرهاب وممثلون عن دول أعضاء في المنتدى الشامل لمكافحة الإرهاب ومجلس الأمن الأممي، بالإضافة إلى ممثلي دول منطقة الساحل ومنظمات دولية وإقليمية مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي وآلية الاتحاد الأفريقي للتعاون في مجال الشرطة (أفريبول) ومكتب الشرطة الأوروبية (أوروبول) ورابطة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.

وقال مساهل لدى افتتاحه الندوة "إن الجزائر ذاقت مرارة الإرهاب لأزيد من عشر سنوات كاملة، سميت بسنوات الدم والدموع وسنت عدة قوانين من أجل حقن دماء الجزائريين عن طريق ميثاق السلم والمصالحة الوطنية الذي سنه الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بهدف استتباب الأمن والسلم والاستقرار في البلاد منذ سنة 2005".

وكشف أنه منذ قدوم بوتفليقة وضع سياسة لأجل محاربة الإرهاب عن طريق "سياسة الوئام المدني والمصالحة الوطنية التي يعتبرها الرئيس الجزائري ليست انسحاباً ولا هروباً بل هي خيار حضاري للشعب الجزائري".

كما أوضح رئيس الدبلوماسية الجزائرية أن "المصالحة اعتمدت على أربعة مرتكزات أسهمت في نجاحها على الأرض"، وهي: "احترام الدستور وقوانين الجمهورية وضرورة التضامن الفعال للمجتمع الوطني برمته مع جميع ضحايا المأساة الوطنية دون استثناء وتمييز"، علاوة على الاعتراف بدور مؤسسات الدولة ودور الوطنيين الذين "جنبوا البلاد الوقوع في الفوضى التي خطط لها أعداء الشعب مع تمسك السلطات العمومية باحترام قدسية الحياة البشرية حتى إزاء من تمت إدانتهم من طرف العدالة بسبب جرائم تستدعي تطبيق حكم الإعدام بحقهم حيث تم اعتماد تعليق تنفيذ أحكام الإعدام سنة 1993 أي بعد أقل من سنة من ظهور العنف الإرهابي"، يضيف مساهل.

أما النقطة الرابعة فتتعلق بـ"منح الأشخاص الذين ضلوا سبيلهم فرصة العودة لأحضان المجتمع الوطني"، وهي عودة قال الوزير، إنها ترتكز على "التوبة في ظل احترام النظام الجمهوري". كما أضاف أنه على هذا النحو "تم إنقاذ آلاف الأرواح في حين تمكن الآلاف الآخرون من الاندماج مجدداً في المجتمع والعودة الى حضن المجتمع الجزائري".

وأجرت الجزائر استفتاءين اثنين لتفعيل المصالحة الوطنية (1999 و2005) حظيا بقبول الشعب الجزائري. كما التزمت الجزائر بقيم "الديمقراطية ودولة القانون واحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية في الجزائر والقضاء على بذور الكراهية والانتقام".

وبخصوص الندوة لفت مساهل إلى أنها تأتي في إطار مواصلة الجزائر جهودها في مجال "مكافحة التطرف العنيف والإرهاب"، فضلاً عن "تسليط الضوء على التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب".

جدير بالذكر أن الندوة تدخل في إطار سلسلة اللقاءات التي تنظمها الجزائر حول تجربة مكافحة الإرهاب حيث نظمت ندوة حول مكافحة التطرف في يوليو/تموز 2015، وندوة أخرى حول دور الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي في الوقاية ومكافحة التطرف والجريمة عبر الإنترنت في أبريل/ نيسان 2016، وأخرى بعنوان دور الديمقراطية في الوقاية ومكافحة الإرهاب والتطرف العنيف خلال سبتمبر/أيلول 2016.