وأعرب أبو الغيط عن تطلعه لعقد الدورة الثانية للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الهندي في المستقبل القريب، منوها في هذا الإطار باستمرار جمهورية الهند في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، لما عُرف عنها من التزام راسخ بدعم حق تقرير المصير، كما أشار إلى إسهام الهند في ميزانية أونروا العام الماضي وهذا العام بما ساعدها على تجاوز أزمتها المالية.
جاء ذلك خلال كلمة أبو الغيط أمام احتفالية إحياء الذكرى الـ150 لميلاد الزعيم الهندي الراحل المهاتما غاندي، التي نظمتها الجامعة العربية اليوم بحضور السيد راؤول كولشريشث سفير جمهورية الهند بالقاهرة والسيد محمد سلماوي الأمين العام لاتحاد الكتاب العرب وعدد من السفراء والأمناء العامين بالجامعة.
وأكد أبو الغيط أهمية إحياء الذكرى الـ150 لميلاد المهاتما غاندي، الرجل الذي ظلَّ نموذجاً لمبدأ المقاومة السلمية "اللاعنف"، وأصبح درساً يتعلم منه العالم أجمع، وقال إن "الاحتفالية تعكس رغبة صادقة لدى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في مشاركة جمهورية الهند في الحملة التي أطلقتها في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي؛ تخليداً لذكرى الزعيم الراحل غاندي... الرجل الذي استحق لقب المهاتما أي "الروح العظيمة" بامتياز".
وفي هذا السياق، شهدت عدة عواصم عربية منذ العام الماضي فعاليات عدة، منها على سبيل المثال إطلاق بريد دولة الإمارات العربية المتحدة طابعاً تذكارياً بمناسبة مرور 150 عاماً على ميلاده، كما شهدت مصر عدة فعاليات نظمتها سفارة جمهورية الهند بالقاهرة بهذه المناسبة منها الاحتفالية التي شهدها مركز الهناجر للفنون، وفعالية ركوب الدراجات، وفي تونس احتضنت كلية الآداب والفنون والعلوم الإنسانية بجامعة منوبة، ندوة بهذه المناسبة في 2 أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي.
وأوضح أبو الغيط أن المهاتما غاندي مثّل مصدر إلهام لمختلف حركات اللاعنف الداعية إلى الحقوق المدنية والتغيير الاجتماعي في مختلف أنحاء العالم، مثل حركة الدفاع عن الحقوق المدنية الأميركية، وحركة التضامن البولندية، وغيرها، وآمن الرجل بالقوة الهائلة التي ينطوي عليها فعل اللاعنف، وعلم العالم كله أن المقاومة السلبية لا تعني الخنوع أو القبول بالأمر الواقع، وإنما تعكس موقفاً أخلاقياً بالغ القوة.. يرفض الانصياع للمحتل أو الغاصب، ويأبى في نفس الوقت أن يريق الدم أو يلجأ للعنف لتحقيق غايات سياسية.
ولفت إلى أن هذه الفلسفة تجد جذورها في الأديان جميعاً، وهي تُعلي من قيمة الإنسان وترتفع به فوق منطق الحقد والكراهية، وهي أيضاً فلسفة ناجعة ومؤثرة، وقد استطاع "غاندي" –وسط دهشة العالم كله- أن يهزم أعتى إمبراطورية عرفها العالم المعاصر متسلحاً بهذه الفلسفة البسيطة والعميقة في آن.
وعندما مرّ غاندي من قناة السويس في طريقه إلى أوروبا، حيّاه أمير الشعراء أحمد شوقي بقوله: "سلامُ النيلِ يا غاندي... وهذا الزهرُ من عِندي". ونُرددها اليوم معه.. سلامٌ على روح غاندي النقية التي أحيت قيماً إنسانية نبيلة كادت أن تذوي.. سلامٌ على فلسفته التي عرفنا بها ومن خلالها الهند وصار لعالمنا العربي معها أوثق العلاقات عبر عقود ممتدة.
وقال أبو الغيط، إننا أحوج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى إمعان النظر في ذلك النموذج الذي قدمه المهاتما غاندي للبشرية، وأردد معه ما قاله يوماً من "أن اللاعنف هو أقوى قوة في متناول البشرية، فهو أعتى من أشد أسلحة الدمار الشامل فتكاً".