التهيئة لإعلان دولة الكرد

21 اغسطس 2014
+ الخط -

مع بداية يونيو/حزيران الماضي، غادرت شركات نفطية غربية شمال العراق، بسبب مخالفات حكومة الإقليم القانونية، ورغبتها في وضع اليد، بشكل كامل، على الموارد والحقول النفطية. وعلى الأرجح؛ كانت هذه الشركات على معرفة باحتمال حدوث اضطرابات ومعارك وقتال، فأغلقت مكاتبها، وغادرت المنطقة، قبل نشوب أي معركة. فهذه الشركات ودولها، لا تنظر بعين القبول، لما تقوم به حكومة الإقليم، من تهريب للنفط إلى دول أخرى.

وأخيراً، كشف تقرير صادر عن منظمة نفطية استشارية عالمية أن مسلحي داعش يحصلون يومياً على نحو مليون دولار، من عائدات النفط العراقي الذي يهرب من الإقليم إلى تركيا وإيران.

وهناك تخوف حقيقي من أن يضع داعش يده على مخازن للسلاح المتطور ومواد التجسس والرقابة الحساسة، الموجودة في أربيل، لذلك، تم نقل هذه المعدات إلى البصرة، تحت إشراف الجيش الأميركي، الذي أرسل 130 خبيراً عسكرياً، تلتهم، قبل أيام، مجموعة جديدة من 300 عسكري، بهدف ترتيب أوضاع هذه المعدات، ونقلها إلى أماكن أخرى.

ويبدو أن بسط سيطرة البيشمركة على المناطق المسماة "بالمتنازع عليها"، أي سهل نينوى وسنجار وجلولاء، قد اتخذ من قبل مسعود البرزاني، ومن يقف وراءه من دعاة الاستفتاء على إنشاء الدولة، والذي أيده الكيان الصهيوني منذ البداية، وبقوة، على لسان بنيامين نتنياهو وشيمون بيريز.

انتشرت قوات البيشمركة على الحدود العراقية، مغلقةً الطريق الدولي، الموصل إلى سورية، واحتلت منطقة سهل نينوى، وصولاً إلى الحدود السورية، ومنعت شاحنات المواد الغذائية الذاهبة إلى الموصل، وقطعت الكهرباء على أهالي نينوى، مما أدى إلى توقف مشاريع المياه، وحدوث وفيات في المستشفيات، سببها قطع التيار الكهربائي.

بالنظر إلى معارك سنجار، تتضح التهيئة للدولة الكردية، واغتنام فرصة ضعف الحكومة المركزية، وحالياً، عدم تشكلها، في بغداد، وانشغالها بقتال الشعب العراقي، والتسبب بمزيد من التطهير العرقي وتهجير العراقيين من المسيحيين والأيزيديين لوضع اليد على مناطقهم. وسبق لقوات البيشمركة أن قامت، قبل أربع سنوات، بحملة اغتيالات وتهديد للمواطنين العراقيين المسيحيين، لكي يغادروا بيوتهم ومناطقهم، وكانت تلصق هذه العمليات بتنظيم القاعدة والإسلاميين، لكن الناس كانوا يعرفون أنها من البيشمركة، بهدف التهجير من المناطق التي تريد قيادة الإقليم الاستحواذ عليها.

وإن اشتراك سلطة الإقليم بالمسؤولية عن جريمة التطهير العرقي والطائفي والديني، ضد من هم من لحمنا ودمنا، وأخوتنا في الوطن، من المسيحيين والأيزيديين، هي جريمة مضافة لجرائم كل من أتى مع المحتل الأميركي، وهي جرائم نوري المالكي نفسها، والمستمرة منذ ثماني سنوات بالتعاون مع إيران.

avata
avata
ولاء السامرائي (العراق)
ولاء السامرائي (العراق)