التهديد بالزوال يقوّي روح التعاون لدى المجموعة

06 أكتوبر 2016
زاد تعاون الأفراد بالترافق مع الضغط (ليونيل بونافينتور/فرانس برس)
+ الخط -

كان تشارلز داروين محقّاً حين قال إن المجموعة تتحوّل إلى ميزة عندما يكون أعضاؤها على استعداد لمساعدة بعضهم بعضاً، والتضحية من أجل الصالح العام. هذا ما أشارت إليه دراسة جديدة صادرة عن جامعة "رايس" في تكساس، بمشاركة باحثين من جامعتي "تكساس" و"إيست أنجليا".

يقول باحثون إنه في ظلّ غياب آلية لتقوية التعاون بين أفراد المجموعة، يصبح التهديد بخطر زوالها قويّاً بما يكفي لزيادة حجم التعاون وتحفيزه. ويقول ريك ويلسون، من جامعة "رايس"، والمؤلّف المشارك في الدراسة التي نشرت في مجلة "بلوس وان"، إن الناس يستجيبون للتهديدات الموجهة إلى جماعتهم، ويصيرون مستعدّين للتنازل عن مصالحهم الشخصية من أجل صالح الجماعة.

تتطرّق الدراسة إلى الصراعات الجماعيّة، وترى أن المنافسة بين الجماعات هي جزء من تكريس روح التعاون الإنساني. ويبدو أنّ التاريخ يدعم فكرة أن المجموعة التي يعمل أفرادها بعضهم مع بعض يمكن أن تتغلب على مجموعة أخرى، وتدفعها إلى الزوال، بحسب أستاذ العلوم السياسية وأستاذ علم النفس والإحصاء ويلسون. يضيف أنه ليس واضحاً إن كان ذلك مرتبطاً بالتنافس، أو هو نتيجة الضغط الناشئ عن خطر الزوال.

وأجرى باحثون تجربة مخبرية لتحديد ما إذا كانت المنافسة أو الزوال هو ما يدفع إلى زيادة التعاون داخل الجماعات. واستندت التجربة إلى لعبة "السلع العامة"، التي يكون المشاركون فيها ضمن مجموعات، ويحصل كل مشارك على كميّة محددة من المال. ويحدّد كلّ عضو، وبصورة سريّة، كميّة النقود التي يضعها في حساب المجموعة، والكمية التي يحتفظ بها.

المبلغ الموضوع في حساب المجموعة يقسّم على أعضائها بالتساوي. وقد شارك 168 طالباً اختيروا عشوائياً، وقسّموا إلى مجموعات من أربعة أفراد، من دون أن يعلم المشاركون أي شيء عن زملائهم في المجموعة. وبحسب قواعد اللعبة، فإن المجموعات التي ستأتي في الثلث الأسفل من قائمة الرصيد العام في التجربة، ستخرج من الاختبار، بعد إعلان فشلها في الحفاظ على تماسكها. ويقول ويلسون إن الناس في البداية كانوا يحتفظون بالمال لصالحهم، ويودعون المال بدرجة أقل في حساب المجموعة. لكن عندما بدأوا يشعرون بخطر زوال المجموعة، بدأوا يفعلون العكس، ويضعون مبالغ أكبر في حساب المجموعة.

الضغط الناتج عن إعلان النتائج أدى إلى زيادة تعاون الأفراد داخل المجموعة. ولاحقاً، زال عنصر الخطر، ليتبيّن أن الخوف كان دافعاً إلى التعاون بنسبة 92 في المائة، بالمقارنة مع دافع المنافسة.