Skip to main content
التفجيرات تصيب السياحة والاستثمارات التركية
عدنان عبد الرزاق ــ إسطنبول
التفجيرات تلحق أضراراً بالسياحة التركية (فرانس برس)

أضرت التفجيرات المتكررة في عدد من المدن التركية الكبرى قطاع السياحة حيث جاءت متزامنة مع موسم الصيف، كما أثارت مخاوف محللين من إحجام الاستثمارات الأجنبية، ورغم أن التفجيرات أضافت مصاعب اقتصادية أمام الحكومة الجديدة برئاسة بن علي يلدرم، التي تولت مهامها منذ فترة وجيزة، إلا أن محللين أكدوا على قدرة الاقتصاد التركي تجاوز هذه الأزمات في ظل مساعٍ حكومية متواصلة لتخفيف أضرار العمليات الإرهابية على القطاعات المختلفة.
واعتبر المحلل الاقتصادي التركي عبد القادر عبد اللي، التفجيرات الأخيرة في إسطنبول وماردين (جنوب شرق)، رسائل ذات مضامين اقتصادية تستهدف ضرب الموسم السياحي وإخافة رؤوس الأموال وخاصة العربية والإيرانية التي بدأت تتدفق إلى الداخل التركي.
وأكد عبد اللي، لـ "العربي الجديد"، أن التفجيرات ستؤثر على مساهمة السياحة بالناتج القومي وعلى عدد السياح الذين بلغوا 36.25 مليون سائح العام الماضي، وخاصة في حال استمرت العمليات الإرهابية.

وأشار إلى أن أهم وأكثر الاستثمارات الأجنبية المباشرة تتركز في إسطنبول وأنقرة، حسب بيانات وزارة الاقتصاد، التي تكشف أن عدد الشركات ذات رأس المال الأجنبي في إسطنبول يبلغ 28 ألفاً و415 شركة، تليها مدينة أنطاليا التي يبلغ عدد تلك الشركات بها 4 آلاف و709 شركات، ثم أنقرة التي توجد بها ألفان و690 شركة، ثم أزمير التي يعمل بها ألفان و239 شركة.
وأكد عبد اللي، أن الاقتصاد التركي ينمو بوتيرة متسارعة رغم التحديات الأمنية، ما يجعله قادراً على تجاوز محنة التفجيرات.

وشهدت تركيا في الآونة الأخيرة العديد من التفجيرات التي أدت إلى مقتل العشرات وجرح المئات، وكان من أبرزها العام الجاري تفجير يوم 12 يناير/كانون الثاني 2016، بالقرب من الجامع الأزرق بإسطنبول خلف 10 قتلى بينهم 8 سياح ألمان و15 جريحاً، أعقبه تفجير سيارة مفخخة في إسطنبول يوم 13 مارس/آذار، قُتل فيه نحو 34 شخصاً، وفي الأسبوع قبل الماضي، تم تنفيذ تفجير في منطقة فزنجيلار بمدينة إسطنبول، وأدى إلى مقتل 11 شخصاً ستة منهم من قوات مكافحة الشغب.
واعتبر المحلل التركي، أوكتاي يلماظ، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن التفجيرات التي ضربت عمق اسطنبول وأنقرة، ستنال من السياح الأوروبيين والعرب الذين سعت تركيا إليهم عبر برامج وخطط ليعوضوا فقد نسبة كبيرة من ثلاثة ملايين سائح روسي، بسبب عقوبات موسكو.


وفي حين أكد يلماظ، أن تركيا بلد كبير ومتنوع الموارد، ولديه قدرات وخطط على استمرار مكافحة الإرهاب، إلا أنه اعترف بأثر تلك التفجيرات على جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، التي تقلصت بتركيا خلال الربع الأول من العام الجاري، بعد فورة وانتعاش خلال الأعوام الأخيرة.
وتقدمت تركيا للمرتبة 22 عالمياً في جذب الاستثمارات العام الماضي، وذكر المكتب الإعلامي التابع لرئاسة الوزراء التركية أن الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى تركيا خلال الربع الأول من عام 2016، بلغت مليارين وستة ملايين دولار، وهي أقل مما حققته بالربع الأول من العام الماضي.
وقال المستشار الاستثماري التركي، أوزجان أونيصال، لـ"العربي الجديد"، لن تؤثر التفجيرات التي استهدفت المدن التركية الكبرى على الموسم السياحي وجذب الاستثمارات الأجنبية، إلا بشكل طفيف، فمنذ سبعة أشهر وتركيا تعاني من الإرهاب والتفجيرات، لكن سعر الصرف لن يتأثر ولا حتى إقبال المستثمرين والرساميل.
وأضاف أونيصال، أن لدى حزب العدالة والتنمية الذي نهض بالاقتصاد وأوصل تركيا لمجموعة العشرين، من المشروعات والفرص الاستثمارية والمناخ الجاذب، ما يغري المستثمرين بمزيد من الإقبال والتدفق، ولعل ما تشهده تركيا من فورة استثمار عقاري وجذب رأس المال الخليجي، دليلاً على عدم تحقيق الإرهاب أهدافه بضرب الاقتصاد وانهيار الدولة.

ولفت أونيصال، إلى مساعي الحكومة التركية لجذب السياح والاستثمارات، عبر برامج وتسهيلات وإنشاء مناطق سياحية حرّة في 5 مدن مطلة على البحر المتوسط وبحر إيجه، وإصدار حزمة إصلاحات جديدة، من شأنها إزالة كل المعوقات أمام المستثمرين ورؤوس الأموال.
وحسب تقارير رسمية، ما زالت الاستثمارات العربية والإيرانية، تتدفق على تركيا، حيث اشترت مجموعة "أبراج" الإماراتية، قبل أيام، حصة نسبتها 9.95% في بنك "فيبا" التركي البالغ إجمالي أصوله في نهاية الربع الأول 4.3 مليارات دولار، وقبلها بأيام اشترت شركة "بريدجبوينت" البريطانية للاستثمار، شركة "بيمان التركية" لإنتاج المكسرات والفاكهة المجففة في صفقة قالت مصادر إن قيمتها بلغت نحو 110 ملايين دولار.

كما أعلنت مجموعة QNB المصرفية القطرية، الأربعاء الماضي، عن اكتمال عملية الاستحواذ على حصة نسبتها 99.81٪ من فاينانس بنك التركي، ضمن استراتيجيتها للتوسع الخارجي.
وحول توقيت التفجيرات الأخيرة، أكد المحلل التركي، مصطفى أوزجان، خلال تصريحات صحافية أنها مزدوجة، لضرب السياحة وتركيا مقبلة على موسم فصل الصيف، وفي نفس الوقت تستهدف "إسقاط الحكومة التركية"، مستنداً إلى تصريحات القيادي البارز في حزب العمال الكردستاني، جميل باييك، أن الحزب يريد وبكل الوسائل إسقاط حكومة حزب العدالة والتنمية.