التفجيرات الإرهابية..هل ستتسبب بإلغاء كأس أمم أوروبا الصيف المقبل؟

التفجيرات الإرهابية..هل ستتسبب بإلغاء كأس أمم أوروبا الصيف المقبل؟

23 مارس 2016
قلق متزايد من التفجيرات في القارة الأوروبية(Getty-العربي الجديد)
+ الخط -

شكلت التفجيرات الإرهابية الأخيرة التي وقعت في العاصمة البلجيكية بروكسل قلقا متزايدا في أوساط متابعي الكرة الأوروبية والعالمية؛ وهي التي تستعد لمشاهدة حدث قاري منتظر يقام كل أربعة أعوام وتنتظره بفارغ الصبر، وهي بطولة كأس أمم أوروبا 2016 المقررة في فرنسا صيف العام الحالي.

ولم يكد الأوروبيون يستفيقون من صدمة تفجيرات العاصمة الفرنسية باريس والتي أدت إلى مصرع 130 شخصا على هامش مباراة المنتخب الفرنسي ضد ضيفه الألماني (2-0) حيث دوى الانفجار بالقرب من إستاد فرنسا الدولي، وهو كان بالأصل معرضا للهجوم بحسب ما تواتر من أنباء بعد التفجيرات.

كما كان ولا يزال للتفجيرات التي دوت في تركيا وإسطنبول، أثر كبير في زيادة القلق لدى نفوس الأوروبيين، لتأتي وبعد ما يقارب أربعة أشهر فقط على اعتداءات باريس، تفجيرات بلجيكا التي ساهمت في أن يستيقظ الأوروبيون على وقع تفجير دام آخر أوقع عشرات القتلى ومئات الجرحى.

وكان الجميع يعتقد للوهلة الأولى أن تفجيرات باريس لن تتكرر في ظل الإجراءات الأمنية التي بدأت باتخاذها فرنسا وحتى بقية الدول الأوروبية، خاصة قبل كل حدث رياضي هام يتعلق بكرة القدم والمباريات الأوروبية، بيد أن جملة التفجيرات التي أتت فيما بعد أصبحت تشكل هاجسا وتساؤلا مطروحا في ذات الوقت، هل سيتأجل كأس أمم أوروبا الصيف الحالي التي سيشارك فيها 24 منتخبا وستقام في عدة مدن فرنسية وستنطلق في 10 يونيو/ حزيران المقبل؟

تطمينات الاتحاد الأوروبي..هل تكفي؟
بعد تفجيرات باريس وبروكسل جدد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، التزامه بأمن وسلامة جميع المشجعين والمنتخبات المشاركة قبل بطولة أوروبا، في الوقت الذي نقلت فيه العديد من وسائل الإعلام العالمية أخبارا مفادها نية إقامة المنافسات بدون فاكهة الملاعب والجماهير حرصا على أمنهم.

ورغم ذلك فإن تصريحات نائب رئيس اللجنة التنفيذية في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، جيانكارلو أبيتي، التي أكد من خلالها صعوبة تأجيل البطولة على أن يتم اتخاذ كل ما يلزم من إجراءات لضمان سلامة كل الأطراف المشاركة، في الوقت الذي استنتج فيه الإعلاميون عبر إجاباته بإمكانية إقامة المباريات بلا جماهير في حال عدم القدرة على ضمان السلامة بحسب ما صرح به أبيتي، لتصبح البطولة بلا طعم ولا رائحة.

ولو قدر للأوروبي إصدار قرار رسمي يقضي بإقامة المنافسات بلا جماهير؛ فإن حجم الخسائر المادية سيكون مضاعفا، ناهيك عن أن غياب الجماهير سيعطي لونا أسود للمنافسات، والأهم من ذلك هو قد يكون القرار نفسه بوابة للخضوع أمام تأجيل المنافسات حتى إشعار آخر، في ظل نجاح الإرهابيين في الاختراقات الأمنية للقارة الأوروبية وعدد من الدول التي حدث فيها التفجيرات الأخيرة لا سيما من بينها فرنسا.

مباريات ودية ومنتخبات..وقلق
وما يعزز احتمالات تأجيل العرس الأوروبي في فرنسا، ما يحدث في الوقت الراهن، فلا يزال الجميع في أركان الكرة الأوروبية يعيش قلقا على لاعبيه وجماهيره وأفرج المنتخبات لديه بسبب تلك التفجيرات التي شاءت أن تحدث في وقت إقامة المباريات الدولية، وليس أثناء منافسات وبطولات الأندية الأوروبية بالذات.

وشكلت التفجيرات تساؤلات قبل انطلاق المباريات الودية الأوروبية للمنتخبات التي ستقام على مدار الأيام المقبلة "فيفا دي"، حيث لا يزال مصير مباراة بلجيكا والبرتغال مجهولا ومعلقا بإقامة المباراة أو إلغائها والحال ينطبق على بقية المباريات الودية.

وزرعت التفجيرات القلق بشكل عام على بقية الدول الأوروبية ومنتخباتها الكروية، حيث قرر الاتحاد الهولندي لكرة القدم استشارة السلطات الأمنية وحكومة بلاده بشأن المباراة الودية المقررة بين هولندا ومنتخب فرنسا وذلك على ضوء تفجيرات بروكسل، علما أن هولندا عاشت وضعا مشابها حينما ألغيت مباراتها الودية مع ألمانيا في هانوفر بعد اعتداءات باريس.

"كرة القدم ليست مهمة اليوم"
وغرد الاتحاد البلجيكي بعد التفجيرات على صفحته الرسمية في "تويتر" بالقول صباح الثلاثاء "كرة القدم ليست مهمة اليوم"؛ وهو الشعار الذي قد تضطر الدول لرفعه في حال حدوث تفجيرات جديدة.

وعاد الاتحاد البلجيكي لإلغاء الحصة التدريبية الثانية المقررة اليوم الأربعاء أيضا لذات السبب، وأكثر ما يعزز المخاوف أيضا هو نجاة عدد من اللاعبين الدوليين وأقاربهم أيضا من التفجيرات سواء في باريس وبروكسل أيضا.

وغرد العديد من لاعبي المنتخب البلجيكي متأثرين بالتفجيرات حالهم حال بقية أهالي الضحايا، وامتد الأمر لبقية أركان الكرة الأوروبية من لاعبين وجماهير ومسؤولين، حيث قال مدافع أرسنال والمنتخب الفرنسي لوران كوسييلني: "من الصعب دوما أن تشاهد التلفزيون وترى أحداثا من هذا النوع"، مضيفا: "نقدم تعازينا لأسر الضحايا، كل الشعب الفرنسي مع البلجيكيين، كما كانوا مع فرنسا في تشرين الثاني/نوفمبر".

اقرأ أيضا..
لاعبو منتخب بلجيكا مصدومون بعد تفجيرات بروكسل

المساهمون