التغير المناخي: مخاطر تحيط بنا

التغير المناخي: مخاطر تحيط بنا

08 اغسطس 2017
أدّت التغيرات المناخيّة إلى حصول العديد من الكوارث (Getty)
+ الخط -
خلال نهاية القرن الحالي، سيتأثّر شخصان من أصل ثلاثة أشخاص يعيشون في أوروبا بالموجات الحرارية، والفيضانات الساحلية، وغيرها من الكوارث الطبيعية، التي ترتبط بالاحترار العالمي وتغيُّرات المناخ، بحسب دراسة نُشِرت في مجلة "لانسيت" للصحة. إذ سيتعرض 350 مليون شخص في 31 بلداً لخطر متزايد لحالات الوفاة والمشاكل الصحية. وأشارت الدراسة إلى أن التغييرات المناخية الأوروبية قد تتسبب في مقتل 152 ألف شخص، بحلول نهاية القرن الحالي، وستتضاعف أعداد الوفيات بنسبة 50 مرة، إذا لم تؤخذ التدابير الوقائية اللازمة. وأوضحت نتائج الدراسة أن نسبة الوفيات المرتبطة بالطقس قد تبلغ 99 في المائة مستقبلاً، وذلك بسبب الموجات الحرارية. وسيؤدي هذا إلى تزايد أمراض القلب، والأوعية الدموية، والسكتة الدماغية، وأمراض الجهاز التنفسي.

ويعتبر الأستاذ في جامعة جورجيا، أندرو غروندشتاين، أنه ينبغي النظر إلى هذه الآثار المدمرة، وخصوصاً أنها من المرجح أن تتسبب بـ 700 حالة وفاة سنوياً في جنوب أوروبا، بينما سيتأثر شخص واحد من بين كل ثلاثة أشخاص سنوياً في شمال أوروبا. وسيرتفع عدد حالات الوفاة المرتبطة بالفيضانات الساحلية ليبلغ معدلاً يتراوح بين 6 و233 حالة وفاة، وذلك بحلول نهاية القرن الحالي. كما سيقلل الجفاف من كمية المياه اللازمة لإنتاج الأغذية والاحتياجات الأساسية.
وقال جيوفاني فورزيري، من مركز البحوث المشتركة التابعة للمفوضية الأوروبية، إن "نسبة المخاطر المترتبة على السكان ستبلغ 90 في المائة، وذلك بسبب التغير المناخي" مضيفاً أن "النسبة المتبقية ستمثل التغييرات السكانية، مثل النمو والهجرة والتحضر".
وتمكن الباحثون من تحديد 7 فئات للكوارث الجوية التي ترتبط بصحة الإنسان المتدهورة، مثل موجات الحرارة، والموجات الباردة، والحرائق البرية، والجفاف، والفيضانات الساحلية، والعواصف الرملية.
ورغم أن موجات البرد ستقلُّ بسبب درجة الحرارة المرتفعة، إلا أن هذا لن يعوض عن الوفيات الناجمة عن موجات الحرارة والفيضانات الساحلية، والنهرية، وحرائق الغابات.
ومن المهم أخذ التدابير اللازمة للحد من هذه الكوارث الجوية، حيث أوضح فورزيري أن "طريقة استخدام الأراضي وتخطيط المدن يمكن أن يشكلا دوراً مهماً فى تحقيق مجتمع سليم ومرن ومحايد للكربون،" مستدركاً أن" منع الزحف العمراني والاعتماد على السيارات يعتبران من الاستراتيجيات التي ستحد من استهلاك الطاقة وانبعاثات الغازات الدفيئة".
يُذكر أن الدراسة مولتها المفوضية الأوروبية، وأجراها باحثون من ذوي الخبرة في علوم المناخ والجغرافيا البشرية في مركز البحوث المشترك.

وتسبب التغير المناخي في حدوث تغيرات خطيرة وربما تكون دائمة في حالة كوكبنا الجيولوجية والبيولوجية والنظم البيئية. وإن اللجنة الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) تدعي الآن أن "هناك دليلًا جديدًا وأكثر قوة على أن معظم السخونة الملاحظة على مدار آخر 50 عامًا يمكن نسبتها إلى الأنشطة البشرية". وقد أدت هذه التغيرات إلى حدوث الكثير من المخاطر البيئية تجاه صحة الإنسان، مثل نضوب طبقة الأوزون، فقدان التنوع الحيوي، الضغوط على الأنظمة المنتجة للغذاء وانتشار الأمراض المعدية بشكل عالمي. فقد قدرت منظمة الصحة العالمية (WHO) وقوع 160000 حالة وفاة منذ 1950 مرتبطة بصورة مباشرة بالتغيرات المناخية.

المساهمون