التطهير الإثني الإسرائيلي لبدو القدس يشتدّ بمساعدة "آسيا" الفلسطينية
وكشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، صباح اليوم الثلاثاء، أن مخطط إقامة البلدة الفلسطينية تلة النويعمة، وقرية أخرى تحمل اسم الفصايل شمالي بلدة أريحا، تهدف إلى سدّ الطريق أمام اعتراضات محكمة العدل العليا الإسرائيلية، التي رفضت على مدار السنوات الماضية المصادقة على عملية التطهير الإثني، لأن السكان الفلسطينيين من قبائل الجهالين والكعابنة والرشايدة، وبعضها قبائل لجأت إلى المنطقة التي تقطنها شرقي شمالي مدينة القدس منذ النكبة الفلسطينية عام 1948.
ولفتت الصحيفة إلى أن مخطط "تلة النويعمة" الذي أعدّته الإدارة المدنية بالتعاون مع الشركة الفلسطينية "آسيا"، يفترض أن يضم نحو 12500 فلسطيني بعد ترحيلهم إلى القرية الجديدة في الأغوار غربي مدينة أريحا، في المنطقة "سي".
وقالت إن "تلة النويعمة هي ثالث بلدة يقيمها الاحتلال لتركيز القبائل الفلسطينية البدوية في منطقة القدس، لإخلاء الأرض التي تعيش عليها هذه القبائل. والبلدات الثلاث هي: الفصايل، وتلة النويعمة وقرية الجبل القريبة من بلدة أبو ديس جنوبي شرقي القدس".
وأوضحت "هآرتس" أنّ مساعي أربعين عاماً في هذا الإطار لإجلاء القبائل البدوية من الأراضي الواسعة التي يعيشون عليها، قد أخذت زخماً أكبر بعد التوقيع على اتفاقيات أوسلو عام 1993. وعلى مدار هذه السنوات، قام الاحتلال بإصدار آلاف أوامر الهدم والإخلاء لبيوت أبناء القبائل الثلاث، غير أن عدم وجود أراضي بديلة ومكان آخر ينتقل إليه الفلسطينيون المهدّدون بالترحل، اضطر محكمة العدل العليا الإسرائيلية إلى رفض المصادقة على أوامر الترحيل الى حين تنظيم وتوفير "مكان بديل لهم"، وهو ما شكل إشارة للحكومة الإسرائيلية لجهة تفعيل الخطوات التي من شأنها "قوننة" عملية التطهير الإثني وترحيل البدو عن أراضيهم بعد بناء "بلدات لهم" تراعي احتياجاتهم وتقاليد عيشهم. لكن الخطة المقترحة لا تمنح الأسر الفلسطينية المنوي ترحيلها أكثر من نصف دونم ومساحة 25 متراً مربعاً لمواشيها، ناهيك عن مضي الاحتلال في مخططاته من دون أي مفاوضات مع السكان خلافاً لتوصيات المحكمة الإسرائيلية.
وبالرغم من أن الاحتلال يتحدث، اليوم، عن تخصيص 1460 دونماً من الأراضي الفلسطينية المصادرة في الأغوار، بحجة كونها أراضي دولة، لتهجير البدو، غير أنّ الأراضي التي سيستولي عليها الاحتلال بعد تطهير المنطقة من القبائل الفلسطينية تقدّر بعشرات آلاف الدونمات. ويهدف تهجير البدو من المنطقة إلى تنفيذ مخططات استيطان جديدة في "المنطقة E1" التي تسعى إسرائيل إلى تكثيف الاستيطان فيها لمنع أي ترابط وتواصل جغرافي بين شمالي الضفة الغربية وجنوبها، ومحاصرة القدس بالمستوطنات الإسرائيلية.
وكانت الإدارة المدنية الإسرائيلية قد نشرت الأسبوع الماضي المخطط المقترح ودعت الفلسطينيين إلى تقديم الاعتراضات عليه. وذكرت الصحيفة أن السلطة الفلسطينية تعارض المشروع، بسبب اعتزامها إقامة مدينة ومنطقة سياحية في المكان الواقع ضمن "المنطقة سي" بحسب تصنيف اتفاق أوسلو لها.