التصفية الجسدية في مصر.. "جثث طازجة" للاستهلاك الإعلامي

التصفية الجسدية في مصر.. "جثث طازجة" للاستهلاك الإعلامي

25 يوليو 2017
(أمام معبد الكرنك، الصورة: فرانس برس)
+ الخط -

مجيء عبد الفتاح السيسي إلى الحكم، كان كفيلًا بأن يرفع عدد الذين تمّت تصفيتهم في مصر إلى أكثر من ألفي قتيل، أغلبهم أعلن أهلوهم عن اختفائهم قسريًا قبل أن يظهروا فجأة في معارك وساحات مواجهات، جثثًا "طازجة" تنام بجوار أسلحة، والتهمة دائمًا هي اشتباكات مع قوّات الأمن.

أشخاص عاديون، وربّما نشطاء وحقوقيون معارضون للسلطة، بعضهم أعلنت السلطة عن إلقاء القبض عليهم، وبعضهم أعلن ذووهم عن اختطافهم من طرف قوّات الأمن من منازلهم. ولأن ذاكرة النظام الحاكم ضعيفة، يقوم بنشر بعض صورهم قتلى ويعلن أنه تم القضاء عليهم في مواجهة مع الإرهابيين.

عدد القتلى والمختفين قسريًا والإعدامات الميدانية في مصر يشهد ارتفاعًا تصاعديًا في الآونة الأخيرة. التهم الموجّهة للقتلى جاهزة، والروايات الرسمية التي تتكرّر هنا وهناك، قادرة على بث الرعب في قلوب كل الذين يفكّرون في معارضة نظام الجنرال.

ربّما تتشابه الأحداث في كل الأنظمة العربية تقريبًا، أسلوب "اقتل صديقك واتهم عدوّك"، ليس جديدًا على الأنظمة القمعية، فقد سبق وأن ظهر هذا الشعار في الجزائر في زمن التسعينيات، بعد توقيف المسار الانتخابي بسبب فوز الإسلاميين، وانتشرت حينها على وسائل الإعلام الأجنبية مقولة "من يقتل من؟".

في الجزائر أيضًا، وقبل إعلان الاستقلال، ظهرت منظمة إرهابية فرنسية هي "منظمة الجيش السري OAS"ّ، بعد رضوخ الجنرال ديغول لشروط الثورة الجزائرية، فكانت هذه المنظمة بقيادة الجنرال صالان، أوّل من استعمل السيارات المفخّخة وأسلوب تصفية المواطنين بالرصاص والقنابل الموقوتة في الشوارع، وقبلها أيضًا ظهرت منظّمة "الأيادي الحمراء" التي استعملت الأسلوب نفسه واستهدفت قيادات تونسية وجزائرية لإشعال الحروب وتوقيف مساعي التحرّر.

في هذا الملّف الذي يتناول موضوع التصفية الجسدية في مصر، استحضار لبعض الأحداث التي شهدتها مصر، في الآونة الأخيرة، نستعرضها بشيء من التحليل والقراءة على ضوء تقارير المنظّمات الحقوقية وبعض الشهادات المنشورة، ومحاولة فهم تناقض الرواية الرسمية المصرية بشأن المختفين قسريًا الذين تمّت تصفيتهم فيما بعد.


السلطة والتصفية الجسدية.. الإبادة الناعمة
حكايات التصفية.. القتل خارج المشهد
الإخفاء القسري في مصر.. "قاعة انتظار" قبل التصفية
الفيوم.. عاصمة التصفية الجسدية
التصفية الجسدية في مصر.. اختطاف، فتعذيب، فجثّة "إرهابي"

المساهمون