نسبة العلاقات الجنسية قبل الزواج كبيرة(فتحي بلعيد/ فرانس برس)
يعاني نحو نصف التونسيين من اضطرابات جنسية وسط حظر اجتماعي على الحديث عن هذا الموضوع الشائك، الذي يُعدّ من المحرمات.
لطالما كان موضوع الحياة الجنسية أو التربية الجنسية من المواضيع المحظورة في المجتمع التونسي، وغيره من المجتمعات العربية. وهو موضوع نادراً ما يتناوله الإعلام، مع كل ما يحيط به من خطوط حمراء تفرضها طبيعة المجتمع.
وفي هذا الإطار، ينبه المختص في علم الجنس والسلوك الجنسي، وعضو الجمعية الدولية للصحة الجنسية، هشام الشريف، إلى أنّ غياب التربية الجنسية يؤدي إلى العديد من المشاكل الاجتماعية، كما أنّ الجهل بعدّة أمور تتعلق بالصحة الجنسية لدى الرجل والمرأة يؤدي إلى ارتفاع نسبة الأمراض المنقولة جنسياً.
ويشير الشريف إلى أنّنا "نفتقر إلى مادة تثقيفية وتربوية وجب إدراجها في المنظومة التعليمية والتربوية، أي التربية الأسرية والجنسية اللتين لا تقلان أهمية عن بقية المواد التعليمية". ويعتبر في حديثه مع "العربي الجديد" أنّ التربية الجنسية "تخلق جيلاً متوازناً نفسياً وجسدياً وروحياً. فمن عدم المسؤولية تثقيف الشباب وتعليمهم كل شيء مع إبقائهم جاهلين وظائف أعضاء أجسادهم، غافلين عن أبجديات التواصل النفسي والجسدي بين الجنسين".
كما يلفت إلى أنّ على المجتمع التونسي، والشرقي بصفة عامة، أن يعي أهمية الثقافة والتربية الجنسية للأطفال، وللشباب المقبلين على الزواج وحتى المتزوجين. فالتربية الجنسية تعلّم الشباب تجنّب خطري المرض والحمل غير المرغوب فيه، وتسعى إلى تشكيل فرد سليم جنسياً في مجتمع سليم جنسياً. ويضيف: "نحن مدعوون اليوم إلى الاعتراف بحق التونسي في تربية وثقافة جنسية سليمة، بعيداً عن الأفكار المغلوطة، التي تعتبر التربية الجنسية منافية للأخلاق بشكل مطلق".
ومن المواضيع التي تثير الجدل في الفترة الأخيرة، في تونس، ارتفاع نسبة ممارسة العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج، ولا سيما لدى التلاميذ والطلاب ممن تتراوح أعمارهم بين 15 و20 عاماً. فقد كشفت إحصائية لمديرة الطب المدرسي والجامعي بوزارة الصحة أنّ ثلاثة أرباع الشباب، ممن تتراوح أعمارهم بين 15 و20 عاماً، في الوسطين المدرسي والجامعي، لديهم علاقات جنسية (83 % منهم من الذكور، و70 % من الإناث).
وفي هذا الإطار، يقول الشريف إنّ نسبة العلاقات الجنسية قبل الزواج كبيرة في تونس، وتصل إلى فتاتين من أصل كلّ عشر، وأربعة شبان من عشرة. ويلفت إلى أنّه لا يقصد البغاء في هذه الناحية، بل العلاقات الجنسية الناتجة عن الحب ولا يفكر طرفاها في مقابل مالي. ويدعو إلى تحرير وترشيد العلاقات الجنسية بين الرجل والمرأة غير المتزوجين، وتثقيفهما بخصوص موانع الحمل والوقاية من الأمراض الجنسية.
أما بخصوص الاضطرابات الجنسية المسجلة في تونس، خلال السنوات الأخيرة، سواء تلك التي يعاني منها الرجال أو النساء، فيقول الشريف إنّها تعود إلى مشاكل جسدية وأخرى نفسية. ويضيف أنّ 48 في المائة من الرجال يعانون من اضطرابات جنسية في تونس. ومن أسباب الإصابة بهذا الاضطراب أمراض السكري وضغط الدم وارتفاع معدل الكولستيرول في الدم والقلق من الأداء الجنسي، بالإضافة إلى الظروف الاقتصادية. كذلك، فإنّ 43 في المائة من التونسيات يعانين من اختلال وظيفي جنسي، أي أنّ نحو نصف التونسيين يعانون من اضطرابات جنسية.
ويشير الشريف إلى أنّ الرجال يواجهون صعوبة في التعامل مع هذه الاضطرابات، واستشارة مختص لدى الإصابة بها. كما أنّ الأمر أصعب لدى المرأة التي تفرض عليها التنشئة الاجتماعية قيوداً منذ الصغر. لكنّ المشكلة الحقيقية ليست في وجود هذه الاضطرابات، إنّما في التعامل الخاطئ معها باللجوء إلى المنشطات الجنسية أو أي حلول أخرى لا تعتمد على تشخيص حقيقي للمشكلة، والحوار والتواصل بين الزوجين. وتشير إحصائيات إلى أنّ التونسي يستهلك شهريا 143 ألف حبة زرقاء (منشطات جنسية)، كما أنّ 50 في المائة من الشباب يستهلكونها أيضاً. وأمام صعوبة الحصول على تلك الحبوب باعتبارها تباع بناء على وصفة طبية، يلجأ الراغبون فيها إلى السوق السوداء بسعر يتراوح بين 10 دنانير (5 دولارات أميركية) و40 ديناراً (20 دولاراً) للحبة الواحدة.
وبالانتقال إلى تسبب هذه الاضطرابات بالطلاق، يقول الشريف بصفته خبيراً لدى المحاكم التونسية، إنّ الاضطرابات الجنسية تشكّل 40 في المائة من حالات الطلاق في تونس. ويشير إلى أنّ ذلك يعود بالأساس إلى غياب التربية والثقافة الجنسية، وعدم إجراء الفحص الشامل والدقيق للصحة الجنسية والنفسية والجسدية قبل الزواج.
إقرأ أيضاً: زواج التونسيين.. العريس رهين المكتب
لطالما كان موضوع الحياة الجنسية أو التربية الجنسية من المواضيع المحظورة في المجتمع التونسي، وغيره من المجتمعات العربية. وهو موضوع نادراً ما يتناوله الإعلام، مع كل ما يحيط به من خطوط حمراء تفرضها طبيعة المجتمع.
وفي هذا الإطار، ينبه المختص في علم الجنس والسلوك الجنسي، وعضو الجمعية الدولية للصحة الجنسية، هشام الشريف، إلى أنّ غياب التربية الجنسية يؤدي إلى العديد من المشاكل الاجتماعية، كما أنّ الجهل بعدّة أمور تتعلق بالصحة الجنسية لدى الرجل والمرأة يؤدي إلى ارتفاع نسبة الأمراض المنقولة جنسياً.
ويشير الشريف إلى أنّنا "نفتقر إلى مادة تثقيفية وتربوية وجب إدراجها في المنظومة التعليمية والتربوية، أي التربية الأسرية والجنسية اللتين لا تقلان أهمية عن بقية المواد التعليمية". ويعتبر في حديثه مع "العربي الجديد" أنّ التربية الجنسية "تخلق جيلاً متوازناً نفسياً وجسدياً وروحياً. فمن عدم المسؤولية تثقيف الشباب وتعليمهم كل شيء مع إبقائهم جاهلين وظائف أعضاء أجسادهم، غافلين عن أبجديات التواصل النفسي والجسدي بين الجنسين".
كما يلفت إلى أنّ على المجتمع التونسي، والشرقي بصفة عامة، أن يعي أهمية الثقافة والتربية الجنسية للأطفال، وللشباب المقبلين على الزواج وحتى المتزوجين. فالتربية الجنسية تعلّم الشباب تجنّب خطري المرض والحمل غير المرغوب فيه، وتسعى إلى تشكيل فرد سليم جنسياً في مجتمع سليم جنسياً. ويضيف: "نحن مدعوون اليوم إلى الاعتراف بحق التونسي في تربية وثقافة جنسية سليمة، بعيداً عن الأفكار المغلوطة، التي تعتبر التربية الجنسية منافية للأخلاق بشكل مطلق".
ومن المواضيع التي تثير الجدل في الفترة الأخيرة، في تونس، ارتفاع نسبة ممارسة العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج، ولا سيما لدى التلاميذ والطلاب ممن تتراوح أعمارهم بين 15 و20 عاماً. فقد كشفت إحصائية لمديرة الطب المدرسي والجامعي بوزارة الصحة أنّ ثلاثة أرباع الشباب، ممن تتراوح أعمارهم بين 15 و20 عاماً، في الوسطين المدرسي والجامعي، لديهم علاقات جنسية (83 % منهم من الذكور، و70 % من الإناث).
وفي هذا الإطار، يقول الشريف إنّ نسبة العلاقات الجنسية قبل الزواج كبيرة في تونس، وتصل إلى فتاتين من أصل كلّ عشر، وأربعة شبان من عشرة. ويلفت إلى أنّه لا يقصد البغاء في هذه الناحية، بل العلاقات الجنسية الناتجة عن الحب ولا يفكر طرفاها في مقابل مالي. ويدعو إلى تحرير وترشيد العلاقات الجنسية بين الرجل والمرأة غير المتزوجين، وتثقيفهما بخصوص موانع الحمل والوقاية من الأمراض الجنسية.
أما بخصوص الاضطرابات الجنسية المسجلة في تونس، خلال السنوات الأخيرة، سواء تلك التي يعاني منها الرجال أو النساء، فيقول الشريف إنّها تعود إلى مشاكل جسدية وأخرى نفسية. ويضيف أنّ 48 في المائة من الرجال يعانون من اضطرابات جنسية في تونس. ومن أسباب الإصابة بهذا الاضطراب أمراض السكري وضغط الدم وارتفاع معدل الكولستيرول في الدم والقلق من الأداء الجنسي، بالإضافة إلى الظروف الاقتصادية. كذلك، فإنّ 43 في المائة من التونسيات يعانين من اختلال وظيفي جنسي، أي أنّ نحو نصف التونسيين يعانون من اضطرابات جنسية.
ويشير الشريف إلى أنّ الرجال يواجهون صعوبة في التعامل مع هذه الاضطرابات، واستشارة مختص لدى الإصابة بها. كما أنّ الأمر أصعب لدى المرأة التي تفرض عليها التنشئة الاجتماعية قيوداً منذ الصغر. لكنّ المشكلة الحقيقية ليست في وجود هذه الاضطرابات، إنّما في التعامل الخاطئ معها باللجوء إلى المنشطات الجنسية أو أي حلول أخرى لا تعتمد على تشخيص حقيقي للمشكلة، والحوار والتواصل بين الزوجين. وتشير إحصائيات إلى أنّ التونسي يستهلك شهريا 143 ألف حبة زرقاء (منشطات جنسية)، كما أنّ 50 في المائة من الشباب يستهلكونها أيضاً. وأمام صعوبة الحصول على تلك الحبوب باعتبارها تباع بناء على وصفة طبية، يلجأ الراغبون فيها إلى السوق السوداء بسعر يتراوح بين 10 دنانير (5 دولارات أميركية) و40 ديناراً (20 دولاراً) للحبة الواحدة.
وبالانتقال إلى تسبب هذه الاضطرابات بالطلاق، يقول الشريف بصفته خبيراً لدى المحاكم التونسية، إنّ الاضطرابات الجنسية تشكّل 40 في المائة من حالات الطلاق في تونس. ويشير إلى أنّ ذلك يعود بالأساس إلى غياب التربية والثقافة الجنسية، وعدم إجراء الفحص الشامل والدقيق للصحة الجنسية والنفسية والجسدية قبل الزواج.
إقرأ أيضاً: زواج التونسيين.. العريس رهين المكتب