Skip to main content
التدخّل العسكري الأميركي في ليبيا يربك خطط السيسي
العربي الجديد ــ القاهرة
الغارة الأميركية في صبراتة أربكت الحسابات المصرية(حازم تركية/الأناضول)


أربك تدخّل الولايات المتحدة الأميركية عسكرياً في ليبيا، عبر قصف مواقع قيل إن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) يستخدمها، الطرف المصري بشكل كبير، الذي يستعد هو الآخر لتدخّل وشيك في ليبيا، ضمن دور استخباراتي ولوجستي على الأرجح، بالتنسيق مع أطراف إقليمية ودولية.

وتتداخل الغارة الأميركية، التي تذهب توقعات بأنها لن تكون الأخيرة في ليبيا لمواجهة مواقع ومعسكرات تابعة لـ"داعش"، مع استعدادات مصرية بالتنسيق مع بعض الدول الغربية وعلى رأسها إيطاليا، التي قد يتأثر التنسيق معها كثيراً، على وقع حادثة مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني في القاهرة، فضلاً عن دول الجوار الليبي، لتدخّل عسكري لمواجهة الجماعات المسلحة. وكانت "العربي الجديد" قد كشفت، في تقرير لها، عن استعدادات الطرف المصري لتدخّل عسكري وشيك في ليبيا، لمواجهة "داعش" والجماعات المسلحة.

وأربكت الغارة الأميركية الأخيرة في ليبيا، حسابات النظام الحاكم في مصر، الذي يسعى منذ تولي الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي الحكم، عقب الانقلاب على الرئيس المعزول محمد مرسي، للتدخّل العسكري في ليبيا، لصالح قائد "عملية الكرامة" خليفة حفتر، بحسب مصادر عسكرية مصرية.

اقرأ أيضاً: الولايات المتحدة تضرب في ليبيا: بداية التدخّل العسكري؟

وتقول المصادر العسكرية لـ"العربي الجديد"، إن القيادة العسكرية المصرية ستكثّف من التواصل مع الجانب الإيطالي الذي يتحمّس كثيراً بشأن التدخل عسكرياً في ليبيا، فضلاً عن احتمال التواصل مع أميركا بشأن تنسيق عمليات مشتركة. وتشير إلى أن الولايات المتحدة لا تريد إعطاء دور أكبر لمصر في المنطقة من خلال التدخّل عسكرياً في ليبيا، وحينما استشعرت أن هناك تدخّلاً وشيكاً، بادرت بتوجيه ضربة عسكرية، لإرسال رسالة مفادها "لن يحدث شيء في المنطقة إلا بعد موافقتي والتنسيق الكامل المسبق".

وتشدد المصادر على أن الأهم بالنسبة لمصر هو التخلّص من الجماعات المسلّحة في ليبيا بشكل كبير وليس فقط "داعش"، لتخوّف مصر من أية مليشيات مسلحة هناك قد تؤثر على الأمن القومي المصري. وحول إمكانية التنسيق مع روسيا لشن غارات في ليبيا، لم تستبعد المصادر هذا السيناريو، وإن كان الأمر لا يدخل في إطار اهتمامات ونفوذ الطرف الروسي.

وتلفت إلى أنه سيتم توسيع المشاورات المصرية مع الدول المرحّبة بالتدخل العسكري في ليبيا، مثل الإمارات التي يراهن النظام المصري على قدرتها في التأثير على مواقف بعض الأطراف الدولية، للمساعدة في عمليات ضد الجماعات المسلحة.

من جهته، يقول الخبير العسكري اللواء طلعت مسلم، لـ"العربي الجديد"، إن الغارة الجوية الأميركية في مدينة صبراتة الليبية جاءت، وفق المعلومات المنشورة، بناءً على معلومات استخباراتية حول تخطيط "داعش" لعمليةٍ ما، فبادرت أميركا لإحباط هذا السيناريو. ويشير إلى أن الأميركيين مهتمون أكثر بضرب "داعش" في العراق وسورية، ولن يتدخلوا بقوة في ليبيا، إلا لتنفيذ عمليات دقيقة ولأهداف محددة.

وحول التنسيق مع الدول التي ترغب في التدخّل عسكرياً، مثل مصر وإيطاليا والإمارات، يوضح أن الأمر سابق لأوانه، ومن حق دول الجوار البحث عن مصلحتها في هدوء الأوضاع هناك وحماية أمنها القومي، خصوصاً أن ليبيا تأوي عناصر إرهابية من مختلف الجنسيات، وفق مسلم. ويعتبر أن "ليبيا باتت نقطة ارتكاز قوية لداعش في الشمال الأفريقي، ولا بد من التخلّص من تلك العناصر قبل فوات الأوان واستفحال هذا الخطر والسيطرة الكاملة على ليبيا، وبلا شك سيؤثر هذا سلباً على مصر وتونس ودول المنطقة بأكملها".

اقرأ أيضاً: مصر والتدخّل العسكري في ليبيا: دعم لوجستي ودور استخباراتي