وقال رجل الدين ومالك المحطة التلفزيونية التركية "إيه 9 تي في" المتهم باستغلال النساء والأطفال جنسياً وتأسيس تنظيم لارتكاب الجرائم والمعروف باسم هارون يحيى "لا أستخدم اسماً مستعاراً وما قيل عني بالعمل ضد جهاز الشرطة، محض افتراء لا أساس له من الصحة".
وتابع أوكتار خلال استجوابه أمام محكمة صلح الجزاء بإسطنبول: "دخلي الشهري لا يتجاوز 3500 ليرة (نحو 730 دولارا)، وأتعرض لمؤامرة واستهداف، فالأماكن التي أردتادها معروفة ولست زعيماً لتنظيم مشبوه، بل لديّ أصدقاء كثر وأحب الناس الصادقين، واتصالاتي الخارجية لصالح تركيا وليست ضدها"، مطالباً بإخلاء سبيله فورا بعد نفي استغلاله للفتيات الصغار أيضاً.
لكن مصادر تركية، أكدت عدم الأخذ بنفي أوكتار، بل "سيتم نقله في وقت لاحق، من سجن سيليفري بإسطنبول، إلى سجن أدرنة بالولاية التي تحمل نفس الاسم، شمال غربي البلاد".
وكانت السلطات التركية قد حولت الأربعاء الفائت، أوكتار و59 مشتبهاً، إلى محكمة صلح الجزاء بمدينة إسطنبول، مع طلب حبسهم، كما أحال النائب العام أيضًا إلى القضاء كلًا من ديدم أورر وآلو بابونا وعائشة كُل بابونا، وأحمد أوكتار بابونا، بتهمة "إنشاء منظمة إجرامية" و"الاعتداء الجنسي على الأطفال والابتزاز وحرمان أشخاص من حرياتهم باستخدام الإجبار والعنف والتهديد"، ليرتفع عدد الموقوفين في إطار عملية أمنية للشرطة التركية ضد عدنان أوكتار إلى 187 شخصًا بينهم 105 سيدات، من أصل 235 مطلوبًا للسلطات في إطار التحقيق بقضية "الخوجة عدنان".
واعتقلت السلطات التركية في 11 الشهر الجاري أوكتار، بعد مئات الشكايات عليه، بعضها من خارج تركيا، من هولندا وألمانيا والنمسا وقطر وأذربيجان وكازاخستان، حول استغلاله الأطفال جنسياً والإساءة للأديان والتجسس. إضافة إلى استغلال المشاعر والمعتقدات الدينية بغرض الاحتيال، وانتهاك حرمة الحياة الخاصة، والتزوير، ومخالفة قوانين مكافحة الإرهاب والتهريب.
وكشفت التحقيقات أمس، تفاصيل جديدة عن التنظيم الذي يقوده أوكتار، من خلال إجبار أحد الأيتام على الدخول بعلاقة جنسية مع إحدى أعضاء التنظيم، ولاحقاً تم تزويجهما شكلياً لاحتجاز أمواله وضبط 566 مادة رقمية تحتوي على فيديوهات جنسية، فضلاً عن ضبط 96 مسدساً و23 بندقية، وأكثر من مليون و500 ألف ليرة تركية (313 ألف دولار أميركي).
وبينت السلطات التركية أن "إحدى الفتيات القاصرات تقدمت ببلاغ ضد التنظيم بعد تعرضها لاغتصاب من قبل عدنان أوكتار وأعضاء آخرين في التنظيم، بل وبلغت الدعاوى حتى الآن 54 دعوى اعتداء جنسي واغتصاب ضد أوكتار، ومن بينها دعاوى من عدد كبير من الأطفال".
وأظهر التحقيق الذي قامت به الشرطة أن سبب تشابه الفتيات العضوات في الشبكة والتي يسميهن التنظيم "القطط الصغار"، أن أوكتار يفضل النساء ذوات الوجنات العالية والخصر النحيف والأرداف الكبيرة، بحيث إن كل عضوات الشبكة خضعن لعمليات جراحة تجميلية لهذا الغرض.
ويعرف أوكتار أو هارون يحيى حسب ما ينادى به بالأوساط التركية، من خلال برامجه الدينية التي كان يقدمها على قناته التلفزيونية الخاصة "أي 9 تي في"، "قبل أن يتم إقفالها وتغريمها مبالغ مالية كبيرة، إذ كان يستعين، خلال البرامج "الدينية" بفتيات وراقصات وفنانات تركيات، ليظهر "التسامح في الإسلام" ويؤكد أنه "مفكر إسلامي عصري" مناهض للإلحاد والمادية والداروينية. كما كان يقول خلال برامجه التلفزيونية.
وبحسب مصادر إعلامية، وصل عدد العرائض التي طالبت بإغلاق القناة وإغلاق كل وسائل بث البرنامج إلى 261، في الوقت الذي قدم فيه 151 مواطناً شكاوى تتعلق بإساءة البرنامج للدين والعرق والمذاهب.
كما تقدم 121 مواطناً بشكاوى مباشرة تتعلق بشخص عدنان أوكتار، بينما قُدمت 102 شكوى تتعلق ببث البرنامج لمحتوى جنسي، و52 شكوى تقول إن البرنامج يؤثر على الأطفال، و14 شكوى تشير إلى الإساءة للمساواة بين الجنسين.
وينسب إلى أوكتار اهتمامه بالجانب الديني منذ صغره، إذ تشير مصادر إلى "حفظه قسما كبيرا من القرآن وهو طفل صغير، ثم درس الفقه الحنفي إلى جانب دراسته بأنقرة حتى انتقل عام 1979 إلى إسطنبول".
وكوّن أوكتار خلال دراسته الفنون الجميلة في جامعة "المعمار سنان" بإسطنبول، جماعة دينية صغيرة، خلال إعلانه المعاداة للماسونية والشيوعية وقتذاك، قبل أن يتم اتهامه بالتحريض على ثورة دينية، سجن إثرها 19 شهراً، قضى منها 10 أشهر في مصحة نفسية.
وبعد إطلاق سراحه، عاود أوكتار تأسيس جماعة دينية ومن ثم مؤسسة بحثية، يقال إنها أهم مصادر أمواله، التي تطورت لدخوله قطاع الإعلام والتجارة، ليلمع نجمه خلال السنوات الأخيرة ويدّعي أنه "المهدي المنتظر"، خصوصًا بعد عام 2006 عندما أصدر كتابه أطلس الخلق تحت اسمه الأدبي هارون يحيى، ويقول فيه إن نظرية التطور لداروين هي السبب في الإرهاب العالمي. ويقول الموقع الإلكتروني لقناته إنه كتب أكثر من 300 مؤلف ترجمت إلى 73 لغة.