التجاهل الحكومي لمطلب توفير الكهرباء يُشعل غضب الشارع العراقي

التجاهل الحكومي لمطلب توفير الكهرباء يُشعل غضب الشارع العراقي

26 يوليو 2020
قطع الطرق احتجاجاً على انقطاع الكهرباء في العراق (تويتر)
+ الخط -

يدفع التجاهل الحكومي لمطالب محتجين في عدد من المحافظات العراقية على تكرار انقطاع التيار الكهربائي، نحو اتساع رقعة الاحتجاجات التي يرافقها قطع للطرق والشوارع الرئيسة، إذ تصاعدت حدة التظاهرات الليلية في عدد من محافظات الجنوب التي تشهد غياباً شبه كامل للتيار الكهربائي، بموازاة ارتفاع درجات الحرارة.

وقطع متظاهرون غاضبون، من أهالي بلدة الحسينية في كربلاء، ليل أمس، الطريق الرابط بين المحافظة والعاصمة بغداد، وأحرقوا الإطارات فيه، كذلك أغلق محتجون من أهالي بلدة "الطف" لليوم الثالث على التوالي، الطريق الرابط بين بلدتهم ومركز المدينة، ومنعوا المرور منه.

وفي محافظة النجف، قطع مئات من المحتجين طريق مطار النجف الدولي، وسط هتافات تندد بالحكومتين المحلية والمركزية، وعدم وضعهما خططاً لتحسين التيار الكهربائي، مهددين بالتصعيد إذا لم توضع حلول عاجلة. كذلك تجددت الاحتجاجات الليلية في بلدة الرفاعي بمحافظة ذي قار، التي دعا المحتجون خلالها إلى إيجاد حل لأزمة الكهرباء بشكل عاجل، وعدم تجاهل معاناة الأهالي، مؤكدين أن الفساد المستشري هو سبب انعدام الخدمات، وسلموا المحافظ ورقة بمطالبهم.

وشهدت بلدة "الشهلة" التابعة لقضاء القرنة، شمالي محافظة البصرة، احتجاجات ليلية غاضبة، وأحرق المتظاهرون الإطارات، وقطعوا الطرق الرئيسة، مشددين على ضرورة توفير حلول عاجلة لأزمة الكهرباء. وفي مدينة الديوانية، مركز محافظة القادسية، شارك مئات الأهالي في احتجاجات ليلية غاضبة، وقطعوا الطريق الرابط بين الديوانية وبلدة عفك، معبّرين عن غضبهم من استمرار أزمة الكهرباء.

وصباح اليوم الأحد، تجددت الاحتجاجات في تلك المحافظات، وغيرها، كبابل وميسان وواسط، واقتحم متظاهرو ذي قار دائرة الطاقة الكهربائية في وسط المدينة، وقطع آخرون الطرق في بلدتي سوق الشيوخ وسيد دخيل، ما يُشير إلى اتساع الغضب الشعبي ضد التجاهل الحكومي.

وقال الناشط من محافظة كربلاء، وعد الطالبي، إن "استمرار التجاهل الحكومي لمطالب المتظاهرين، وعدم اكتراث الحكومة بالتظاهرات، أو حتى الاستماع إلى المطالب، يؤشران على أن الحكومة الحالية لا تعتزم اتخاذ أية خطوات إصلاحية"، وأضاف لـ"العربي الجديد": "لا يمكن السكوت عن هذه المعاناة، فالأحزاب والمليشيات والفاسدون ينعمون بخيرات العراق، والمواطن البسيط يعاني ضنك العيش وسوء الخدمات، والاحتجاجات تتجه نحو التصعيد، وستتحول إلى اعتصامات في حال استمرار الصمت والعجز الحكومي".

وتتجنب القوات الأمنية أية صدامات مع المتظاهرين في ظل تعليمات وتحذيرات تسلمتها من جهات عليا، لكنها تنتشر في محيط التظاهرات، وتعمل على منع خروجها عن السيطرة.

من جهته، أكد النائب عن تحالف عراقيون، حسين عرب، أن لجنة برلمانية ستحقق في ملف الكهرباء، مبيناً في تصريح صحافي، أن "ما أنفق من أموال على الكهرباء العراقية منذ 2003 كان يمكن أن يجعل العراق مصدِّراً للطاقة لا مستورداً لها".

المساهمون