التاية.. ملتقى لتوجيه السودانيين لمقاومة الفيضانات

التاية.. ملتقى لتوجيه السودانيين لمقاومة الفيضانات

الخرطوم

ياسر هارون

avata
ياسر هارون
ياسر هارون صحافي سوداني
14 سبتمبر 2020
+ الخط -

تسببت فيضانات السودان الأخيرة في عودة دور "التاية" في مناطق عديدة بالولايات، والذي يقوم بتوجيه وتدريب المواطنين من خلال لقاءات تطرح سبل مقاومة السيول.

و"التاية" تجمع شعبي سوداني بدأ منذ فيضان النيل عام 1946، ويرأسه أكبر  الناس سنّاً وخبرة، ويتكون عقب سماع المواطنين بقدوم الفيضان، لعقد دورات للأجيال الصغيرة ودورهم في مقاومته.

وتقوم النساء بدور مهم من خلال هذا التجمع، بإعداد الطعام والشراب ومساعدة الرجال والشباب الذين يعملون على إقامة المتاريس، ووضع السواتر الترابية على ضفاف النيل والجزر.

كاميرا "العربي الجديد" رصدت مشاهد حية، من خلال عمل هذا التجمع في جزيرة توتي، الواقعة عند ملتقى النيلين الأزرق والأبيض في وسط العاصمة السودانية الخرطوم، والتقت بالأستاذ في جامعة الخرطوم صديق شاهين، رئيس ملتقى التاية بالجزيرة، والذي حضر فيضان 1946 وكان عمره خمس سنوات.

الصورة
نساء السودان (العربي الجديد)
مهمة النساء إعداد الطعام (العربي الجديد)

ويقول لـ "العربي الجديد" إن لفظ "التاية استخدم في السابق لمجموعة من الأشخاص يجمعهم ظرف معين، ويبدأون التعايش  بشكل كامل في المأكل والمشرب والمسكن بل والتحرك الجماعي".

وبعد ذلك، بدأ يستخدم في الحلقات القرآنية لدى مجالس ذكر الصوفية، وكل مجلس يطلق عليه "التاية"، فهناك على سبيل المثال تاية للشيخ علي، وأخرى للشيخ عثمان.

لكن في الجزر النيلية، يستخدم لفظ " التاية" مع الفيضان، وفقا لما قاله صديق، مشيرا إلى أن أول ظهور لاستخدام هذا المصطلح كان عام 1946، حيث جاء الفيضان فجأة، وتعاون آباؤهم وأجدادهم لمواجهته.

وفي فيضان الثمانينيات، أطلقوا عليها "التاية"، باعتبار أن هناك لجنة ولديها رئيس، وهو الذي يحرك مجموعة متطوعة من الشباب والفتيات والنساء والرجال، يعملون معا كل له دوره المحدد.

وبحسب صديق، فإن الفتيات والنساء يكمن دورهن في إعداد الطعام والشاي، أما دور الرجال فهو التصدي للفيضان وذلك على مدار 24 ساعة، وهذا العمل يظهر مدى التكاتف الشعبي بين المواطنين.

ويتحرك الشباب على مدار الساعة على نهر النيل، لمعرفة أي المناطق تحتاج إلى دعم لمنع الفيضان، من خلال وضع السواتر الترابية.

يذكر أن عدد ضحايا الفيضانات والسيول والأمطار في السودان ارتفع إلى 106، بعد تسجيل 3 وفيات جديدة السبت، كما ارتفع عدد المصابين إلى 54، وإنّ أعداد المنازل التي انهارت كلياً وصلت إلى 28250، فضلاً عن انهيار جزئي لـ43972 منزلاً في كل الولايات، وتضرر 180 مرفقاً، ونفوق 5482 رأسا من الماشية، وفقا لما أعلنت وزارة الداخلية.

 

 

ذات صلة

الصورة
أطفال سودانيون في مخيم زمزم في ولاية شمال دارفور في السودان (الأناضول)

مجتمع

أفادت منظمة أطباء بلا حدود بأنّ طفلاً واحداً على الأقلّ يقضي كلّ ساعتَين في مخيّم زمزم للنازحين بولاية شمال دارفور غربي السودان بسبب سوء التغذية.
الصورة

مجتمع

تتزايد مخاوف الفلسطينيين في غزة من فيضان مياه بركة "الشيخ رضوان" شمالي المدينة، مع دخول المنخفض الجوي وتساقط الأمطار بغزارة على القطاع.
الصورة
نازحون سودانيون في مدرسة في وادي حلفا 1 (أشرف شاذلي/ فرانس برس)

مجتمع

في فناء رملي لمدرسة تحوّلت إلى مركز إيواء للنازحين في شمال السودان، يلعب أطفال بالكرة. من حولهم، ينتظر عشرات الأشخاص المنهكين الفارين من الحرب، منذ أشهر، تأشيرة دخول الى مصر.
الصورة
عمال بحث وإنقاذ في درنة في ليبيا (كريم صاحب/ فرانس برس)

مجتمع

بعد مرور أكثر من أسبوع على الفيضانات في شمال شرق ليبيا على خلفية العاصفة دانيال، لا سيّما تلك التي اجتاحت مدينة درنة، وتضاؤل فرص الوصول إلى ناجين، صار هاجس انتشار الأوبئة والأمراض يثير القلق.

المساهمون