البرد يهدّد أكثر من ثلاثة ملايين نازح عراقي

البرد يهدّد أكثر من ثلاثة ملايين نازح عراقي

09 يناير 2015
أكبر تأثيراتها على النازحين وأطفالهم (الأناضول)
+ الخط -
تهدّد موجة البرد، التي تضرب العراق، أكثر من ثلاثة ملايين نازح في إقليم كردستان العراق ومحافظات أخرى، بحسب تقديرات منظمات محلية. وقالت مفوضية حقوق الإنسان العراقية إن الرياح الشديدة، التي رافقت موجة البرد، اقتلعت عدداً كبيراً من خيم النازحين، ما اضطر عشرات الأسر إلى المبيت في العراء لأكثر من ليلة، مؤكدة في تقرير أصدرته حول أوضاع النازحين أن "انخفاض درجات الحرارة أدى إلى موت البعض".

وقال بيان للمفوضية إن "أوضاع النازحين مزرية للغاية، وتحتاج إلى تدخل عاجل لإنقاذهم"، مؤكدة تسجيل حالات وفاة بين الرضّع وكبار السن الذين يعيشون في الخيم". في السياق، يوضح عضو لجنة مراقبة أوضاع النازحين في البرلمان، محمد عبدالله لـ"العربي الجديد" أن "اللجنة سجلت وفاة 11 نازحا، بينهم ستة أطفال، أربعة منهم رضع، في محافظات الأنبار وأربيل ودهوك والسليمانية وكركوك". يضيف أن "وفاتهم يعد وصمة عار بالنسبة للمسؤولين عن ملفهم. فبلد مثل العراق يموت فيه شخص، بسبب البرد أو الجوع، هو كارثة، إذا ما سلمنا بأن الموت بالرصاص خارج سيطرة الدولة".

وتناول ناشطون على مواقع التواصل صوراً لأطفال قضوا نتيجة البرد، خلال اليومين الماضيين. علماً أن بعض المدن سجلت انخفاضاً في درجات الحرارة إلى ما دون الصفر. أضرار كبيرة لحقت بمخيمات النازحين في إقليم كردستان، نتيجة سقوط الثلوج. ويقول رئيس لجنة توزيع منح النازحين في أربيل، علي عباس، لـ"العربي الجديد" إن "خيم النازحين المتضررة أصلاً من الأمطار لم تحم المواطنين من العاصفة التي تضرب البلاد"، داعياً وزارة الهجرة إلى التحرك العاجل، وتوفير المستلزمات الضرورية، للتخفيف من معاناة النازحين.

وفي منطقة جلولاء في محافظة ديالى، يوضح مصدر محلي لـ"العربي الجديد" أن "المليشيات المسلحة، التي تمثل الخط الأول حول المدينة، منعت مئات الأسر من الدخول، للمرة الثالثة على التوالي خلال أسبوع"، مضيفاً أن "بعض العائلات التي تمكنت من تجاوز مناطق المليشيات، عبر سلوك طرق فرعية، اصطدمت بنقاط التفتيش التي وضعتها قوات البشمركة الكردية على تخوم المدينة". يضيف أن "البشمركة تدقق في هويات النازحين، وتسمح للأكراد منهم فقط بالدخول". وكان العامل في مفوضية حقوق الإنسان، مسرور أسود، حذر في وقت سابق من كارثة قد تضرب مخيمات النازحين في مناطق دهوك وأربيل، بسبب موجة البرد والأمطار الغزيرة.