البرد يقتل طفلة سورية لاجئة في مخيم لبناني

البرد يقتل طفلة سورية لاجئة في مخيم لبناني

بيروت

العربي الجديد

العربي الجديد
07 يناير 2015
+ الخط -


توفيت الطفلة السورية هبة عبد الغني، البالغة من العمر 10 أعوام، ليلة أمس في أحد مخيمات اللاجئين السوريين في البقاع الأوسط جنوب لبنان، التي أصابتها أضرار بالغة بسبب البرد الشديد المرافق للعاصفة الثلجية "زينة" التي ضربت عدداً من بلدان الشرق الأوسط، والتي تستمر أياماً.


"مروان علي" ناشط إغاثي في منطقة بر إلياس، يتحدث لـ"العربي الجديد: "الوضع مزرٍ للغاية في مخيمات اللاجئين السوريين، في بر إلياس يوجد 35 مخيماً، والبقاع الأوسط يحوي 280 مخيما، والعاصفة تشتد أكثر، وتنذر بالمزيد من المآسي، ونتيجة لذلك تهاوت عشرات خيم اللاجئين السوريين بسبب الثلج، وتمزقت الشوادر بسبب الرياح التي وصلت سرعتها إلى 110 كيلومترات في الساعة".

وشهدت منطقة البقاع انخفاضا في درجات الحرارة، وصل لما دون 9 درجات، الأمر الذي يهدد حياة آلاف الأطفال الموجودين في المخيمات مع غياب أية وسيلة للتدفئة نهائيا من مازوت أو حطب، إضافة إلى نقص المواد الغذائية.

واستطاعت بعض الفرق الإغاثية في ساعات الصباح الأولى، الوصول إلى بعض العائلات اللاجئة في المخيم، ومساعدة الحالات الأشد ضررا، وإمدادها بالخشب والبورين الذي يساعد على تدعيم وسند الخيام، دون إمكانية تغطية العدد كله، قبل أن يتم إغلاق الطرق المؤدية إليها تباعاً بسبب اشتداد العاصفة وتراكم الثلوج.

يقول مروان: "أتمنى من الجهات اللبنانية المسؤولة، والمنظمات الإنسانية أن تيسر فرقاً أكبر للإغاثة، فمبادراتنا شخصية ولا تغطي واحداً بالمئة من الأضرار الموجودة".



ويضيف الناشط عاصم حمشو: "مخيمات اللاجئين السوريين في البقاع لن تصمد أمام هذه العاصفة الثلجية، والأوضاع مأسوية، ولا غذاء أو تدفئة، وصعوبة كبيرة في التنقل حتى لمراكز الإيواء أو المراكز الصحية، وطريق ضهر البيدر مغلق حتى الساعة" مضيفا: "الحالة أكبر من طاقة كل الجمعيات والمؤسسات الإغاثية، يفترض أن يتم الضغط على الدول لإرسال مساعدات عبر جسر جوي".

إلى جانب ذلك، نشر نشطاء سوريون نداء استغاثة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، نتيجة الأوضاع المأسوية في مخيم أطمة للاجئين السوريين، على الحدود التركية، وجّه إلى المجالس المحلية في شمال إدلب وريف حلب الغربي، والدفاع المدني، بالإضافة إلى مديريتي صحة حلب وادلب الحرتين والشرطة الحرة والفصائل العسكرية.

وجاء في نداء الاستغاثة: "الوضع الإنساني في مخيمات أطمة يتجه نحو كارثة إنسانية في ظل العاصفة التي تمر بها المنطقة، عدد كبير من الخيام قد اقتلعتها السيول والأمطار، وأعداد كبيرة أخرى غرقت تماما، إضافة لتهدم بعض الخيام الواقعة على المنحدرات، وأضاف النداء: "سوء الطقس وانخفاض درجات الحرارة سيؤدي إلى مشاكل صحية تنعكس على الجميع وخصوصا الخدج والرضع والأطفال وكبار السن".

داعين إلى ضرورة التدخل الفوري لإخلاء ونقل الأسر المتضررة إلى المدارس والجوامع والمستودعات المؤهلة في القرى والبلدات القريبة.

وأشارت مصادر إعلامية لـ"العربي الجديد" عن دخول الجيش التركي إلى المخيم صباح اليوم، وقيامه بإجلاء جميع العائلات السورية المشردة بعد غرق خيامها، إلى داخل الأراضي التركية عن طريق اﻵليات العسكرية.

كما نشر معاون رئيس المجمع التربوي لمخيمات في أطمة، قراراً إدارياً نص على تعطل جميع المدارس التابعة للمجمع التربوي للمخيمات في أطمة من اليوم، ولغاية 11-1-2015 بسبب العاصفة الثلجية، وحمل القرار مسؤولية أي أذى يلحق بالطلاب خلال المدة المذكورة  للمنظمات وإدارة المدارس مع التهديد بإخضاعها للمساءلة من قبل المحاكم.

فيما شهدت المجموعات الإغاثية التطوعية السورية، ومبادرات فردية أخرى، نشاطا زائدا في البدء بحملات طارئة تستهدف مخيمات الداخل في الشمال السوري، من أجل تأمين وقود للتدفئة، والملابس الشتوية والبطانيات وغيرها من وسائل التدفئة.

مع نشرها صورا تبين مدى الضرر والظروف القاسية الصعبة التي تمر على اللاجئين من غرق الخيام في الوحل، وانجرافها بالسيول، وسقوطها فوق رؤوس قاطنيها من اللاجئين.